ما هي أهمية العاطفة في الدعوة
الموضوع سيتناول :
أمران تتضح من خلالهما تلك الأهمية
- العاطفة فطرة بشرية
- العاطفة فريضة إسلامية
الآثار الإيجابية للعواطف
1- قوة التأثير
2- البذل والتضحية
3- الرضا والقبول
4- الصبر والثبات
5- الارتباط والتعلق
**************************
اهمية العاطفة تتضح من خلال أمرين اثنين ؛
الوجه الأول منهما : أن العاطفة فطرة بشرية ،
والحق أن الإنسان بلا عاطفة ، كجثة هامدة ، لأن العضلات والجوارح والمفاصل – المكونة للجسم البشري - ليست هي التي تعبر عن كنه الإنسان ، بقدر ما يعبر عنه قلبه وعاطفته
الوجه الثاني : أن العاطفة فريضة إسلامية ؛
ذلك أن الإيمان مهيمن ، لا يقبل أنصاف الحلول ،لا يقبل منك أن تنطق باللسان ، وليس هذا في حد ذاته كافياً في وصف الإيمان ، قد بين الله - جلا وعلا - في شأن أهل النفاق الذين يقولون آمنا بألسنتهم وأفواههم ، ولم تؤمن قلوبهم ، ولا يكتفي منك أيضاً بمجرد الامتثال بالحركات والأعمال ؛ فإن ذلك قد كان دأب المنافقين أيضاً { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً } ؛ فإن الإيمان شرطه أن يستولي على القلب ، قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ).
الآثار الإيجابية للعواطف
1- قوة التأثير :
إن الكلمة وحدها مهما كان لها من شواهد وأدلة ، لا تؤدي قوتها ما لم يكن وراءها قلب متحرق ، ونفس متحمسة ، تشعر الإنسان بنبض هذه المشاعر في كل حرف من هذه الحروف ؛ فإذا كانت الكلمة حماسية ؛ فإذا بها كأنها لهب يتفجر ، وإذا كانت الكلمة وعظية كأنها غيث يصيب أرض جدباء فيحيها من جديد ، فقد وصف - عليه الصلاة والسلام - أنه إذا خطب كأنه منذر جيش . يحمّر وجهه - عليه الصلاة والسلام - ويظهر أثر انفعاله بهذه الكلمات ، فإن كثيراً من العلم إذا فقد العاطفة ، لا يؤدي أي تأثير ، وإلا لكان اتصال الإنسان بالكتب كافياً في أن يقوّم سلوكه
2- البذل والتضحية :
إن من أعظم آثار العاطفة البذل والتضحية لمن خفق لك قلبه بالحب ؛ فإن أحببت الله - عز وجل - وأحببت رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأحببت هذا الدين ؛ فإنك تبذل وتضحي في سبيل هذا الذي أحببته ؛ ويجب توجيه العاطفة توجيها صحيحا ، لتنال الأجر والخير ، وإلا فإن هذه العواطف أيضاً لها مسارب شيطانية ، أو شهوانية ، تسلك بها في غير ما أراد الله - عز وجل - لها ، فاستمع على سبيل المثال إلى خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وهو يقول: " ما ليلة تهدى إليّ فيها عروس أحب إلي من ليلة شديد بردها ، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله - عز وجل – ". إذاً هذه المحبة دفعته إلى أن يجد لذته في ذلك البذل ، وتلك التضحية ، وتحقيق قول الله - عز وجل – { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة }، إذاً هذا البذل هو الذي ظهر في حياة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - .
3- الرضا والقبول :
من كل ما يأتي من المحبوب ؛ فإنك إن أحببت الله - سبحانه وتعالى - رضيت بقضائه وقدره ، وإن أحببت الله - عز وجل -رضيت بأن تطيع أمره ، وتجتنب نهيه ، وإن أحببت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلت منه كل هدي وإرشاد ، وإن أحببت إخوانك المسلمين أفسحت لهم في قلبك ، ورضيت منهم ما قد يقع من تقصير .
4-الصبر والثبات :
كان الصحابة يلقون ما يلقون ، لا يصدهم ذلك عن دين الله ، ولو لم يكن لهم ذلك التعلق القلبي لما ثبتوا ، ولما كانت لهم هذه الصور من الصبر الجميل ، ثبتهم الله - عز وجل - به ، لأن القناعة الفكرية لا تكفي ، قد تكون مقتنع بأمر ما فكرياً ، لكنك إذا ضُيقت أو اضطهدت في سبيله من الممكن أن تغير فكرتك ، أو أن تساوم فيها ، لكن إذا خلصت الفكرة من العقل إلى القلب ، وامتزجت بالمشاعر ؛ فإنه من الصعب أن يكون هناك تنازل عنها ، بل صبر وثبات عليها .
5- الارتباط والتعلق :
وهذا من أظهر أثار العواطف ؛ فإنك إن أحببت الله ارتبطت به ، وتعلقت به وكذا في شأن النبي - عليه الصلاة والسلام - ، وإخوانك المؤمنين ، وشعائر هذا الدين ،
كل شيء يذكّر بالمحبوب ويصل به ، يكون أنس النفس ، وقرة العين ،
وتأمل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ؛
* فإن الأول هو الفطرة البشرية التي جاء بها هذا الدين ، فليس هناك ترهل ولا تبتل ولا انقطاع عن ملذات الحياة العادية البشرية ،
* والثاني هو أن هناك محبة أسمى ، وهي التي يتحقق فيها الارتباط بالله - سبحانه وتعالى - فلذلك كان يقول - عليه الصلاة والسلام - : ( أرحنا بها يا بلال )، العاطفة المتدفقة تريد كل شي يذكرها بالمحبوب ، وكل أمر يربطها به ، ولذلك كان للذكر أثره في طمأنينة القلب .
" منقول بتصرف "
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )