هل الموتى يسمعون؟؟؟
هناك قولان في المسألة ...
القوم الذين أثبتوا أن الموتى يسمعون استدلوا بدليلين:
* قول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (وإنه ليسمع قرع نعالهم) 13 .
* ودليل أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما أتى للمقابر قال السلام عليكم) 14.
هذان الدليلان هما اللذان استدلوا به على أنهم يسمعون، أما مَن نفى السمع اعتمد على الآية القرآنية {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} 15، يمكن الجمع بينهما.
سنقسّم السمع إلى قسمين:
1.سمع إدراك، فيدرك هذا الصوت لكن لا يستجيب.
2.سمع قبول وامتثال: يستجيب لك .
* أيٌ في هذين النوعين يُثبَت للموتى؟
الذي يُثبَت للموتى هو سمع الإدراك، لأنه لو كان سمع القبول والامتثال أي أنه لو سمع سيجيب عليك! يعني حتى الذي نثبته سمعًا نثبته سمْع أنه يُدرِك، لكن متى يدرك لم نتناقش بعد.
* متى يكون سمع الإدراك؟
إن الميت يسمع ما ورد في الدليل الثابت على أنه يسمعه، فهو يسمع في أحوال خاصة، فلا يكون له السمع دائما، هذه الأحوال ما هي؟ هذه الأحوال التي وردت في الدليل :
*سواء كان في وقوف النبي –صلى الله عليه وسلم- على قليب قريش - مكان انقلابهم- وكلامه معهم، فهذه حالة خاصة أسمع الله فيها أهل القبور.
*أو سمعه لقرع نعال أصحابه إذا تولوا عنه بعدما يضعونه في القبر.
إذن الميت يسمع سمع إدراك، هل تتصور أن الميت لما خاطبه النبي –صلى الله عليه وسلم- ردّ عليه؟ لا، ليس سمع امتثال إنما سمع إدراك فقط؛ ما الدليل على ذلك؟ (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ
وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ) ، في مواطن معينة يحصل سمع الإدراك لكنه سمع إدراك وليس سمع استجابة.
* ما تعليل تسليم النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحاب القبور؟ وتسليمنا نحن على أصحاب القبور؟
نبدأ بتسليمنا نحن، لما نقول: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ) ،
هذا نسميه ماذا؟ نسميه دعاء،
لأن السلام دعاءٌ بالسلامة: أي أننا نسأل الله باسمه السلام أن يسلّم مَن نقصده بالسلام، ولذلك هذه عبادة للأسف ذهبت روحها، أنتم لما تدخلون على بيوتكم وعلى زميلاتكم تقولون: (السلام عليكم)، المفروض تتمثّلون مشاعر أنكم تعبدون الله وأنكم تذكرون اسما من أسمائه وتقولون: (السلام عليكم) أي: أسأل الله باسمه السلام أن ينزل عليك السلام، فيسلّمك في دينك وفي بدنك، وأنتم تعرفون أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ!
فلما يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)، وترون الناس يسلمون على بعض الحمد لله لكن أين (تحاببتم)؟! ليست موجودة لأن لا قلب! هو دعاء والمفروض صاحبه يكون معه قلب وهو يقولها، يتعبد بها، يتقرب إلى الله، هذا الذي يصعب عليك، لما نقول في المقابر: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) أنت ماذا تفعل؟ تدعين لهم بالسلامة.
تأمل في الدعاء: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ)
أيّ عافية تُسأل لموتى؟!
نحن نشترك في طلب العافية؛ لو سألتك: ماذا تفهم من العافية في الدنيا؟ في الدنيا نفهمها الصحة فقط، وهذا ليس صحيحا، حتى في الدنيا العافية: السلامة من الذنوب، (اللهم إني أسألك العفو والعافية) 19، الأصل في العافية السلامة من الذنوب، ولو سَلِمْتَ من الذنوب سَلِمَت أعضاؤك، لكن يوجد تشتت في الإرادات.
السلام الذي نقوله على الموتى والسلام الذي يقوله النبي –صلى الله عليه وسلم- وسلامنا نحن دعاء، فلا يعني أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يسلّم عليهم أنه يخاطبهم فيسمعونه، إنما يدعو لهم بالسلامة، والدعاء بالسلامة
أحياءً وأمواتا، والعافية حقا هي عافية الدين، فإذا كان الإنسان معافىً في دينه فكل شيء هيّن.
مقتبس من محاضرة للأستاذة اناهيد
هناك قولان في المسألة ...
القوم الذين أثبتوا أن الموتى يسمعون استدلوا بدليلين:
* قول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (وإنه ليسمع قرع نعالهم) 13 .
* ودليل أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما أتى للمقابر قال السلام عليكم) 14.
هذان الدليلان هما اللذان استدلوا به على أنهم يسمعون، أما مَن نفى السمع اعتمد على الآية القرآنية {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} 15، يمكن الجمع بينهما.
سنقسّم السمع إلى قسمين:
1.سمع إدراك، فيدرك هذا الصوت لكن لا يستجيب.
2.سمع قبول وامتثال: يستجيب لك .
* أيٌ في هذين النوعين يُثبَت للموتى؟
الذي يُثبَت للموتى هو سمع الإدراك، لأنه لو كان سمع القبول والامتثال أي أنه لو سمع سيجيب عليك! يعني حتى الذي نثبته سمعًا نثبته سمْع أنه يُدرِك، لكن متى يدرك لم نتناقش بعد.
* متى يكون سمع الإدراك؟
إن الميت يسمع ما ورد في الدليل الثابت على أنه يسمعه، فهو يسمع في أحوال خاصة، فلا يكون له السمع دائما، هذه الأحوال ما هي؟ هذه الأحوال التي وردت في الدليل :
*سواء كان في وقوف النبي –صلى الله عليه وسلم- على قليب قريش - مكان انقلابهم- وكلامه معهم، فهذه حالة خاصة أسمع الله فيها أهل القبور.
*أو سمعه لقرع نعال أصحابه إذا تولوا عنه بعدما يضعونه في القبر.
إذن الميت يسمع سمع إدراك، هل تتصور أن الميت لما خاطبه النبي –صلى الله عليه وسلم- ردّ عليه؟ لا، ليس سمع امتثال إنما سمع إدراك فقط؛ ما الدليل على ذلك؟ (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ
وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ) ، في مواطن معينة يحصل سمع الإدراك لكنه سمع إدراك وليس سمع استجابة.
* ما تعليل تسليم النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحاب القبور؟ وتسليمنا نحن على أصحاب القبور؟
نبدأ بتسليمنا نحن، لما نقول: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ) ،
هذا نسميه ماذا؟ نسميه دعاء،
لأن السلام دعاءٌ بالسلامة: أي أننا نسأل الله باسمه السلام أن يسلّم مَن نقصده بالسلام، ولذلك هذه عبادة للأسف ذهبت روحها، أنتم لما تدخلون على بيوتكم وعلى زميلاتكم تقولون: (السلام عليكم)، المفروض تتمثّلون مشاعر أنكم تعبدون الله وأنكم تذكرون اسما من أسمائه وتقولون: (السلام عليكم) أي: أسأل الله باسمه السلام أن ينزل عليك السلام، فيسلّمك في دينك وفي بدنك، وأنتم تعرفون أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ!
فلما يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ)، وترون الناس يسلمون على بعض الحمد لله لكن أين (تحاببتم)؟! ليست موجودة لأن لا قلب! هو دعاء والمفروض صاحبه يكون معه قلب وهو يقولها، يتعبد بها، يتقرب إلى الله، هذا الذي يصعب عليك، لما نقول في المقابر: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) أنت ماذا تفعل؟ تدعين لهم بالسلامة.
تأمل في الدعاء: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ)
أيّ عافية تُسأل لموتى؟!
نحن نشترك في طلب العافية؛ لو سألتك: ماذا تفهم من العافية في الدنيا؟ في الدنيا نفهمها الصحة فقط، وهذا ليس صحيحا، حتى في الدنيا العافية: السلامة من الذنوب، (اللهم إني أسألك العفو والعافية) 19، الأصل في العافية السلامة من الذنوب، ولو سَلِمْتَ من الذنوب سَلِمَت أعضاؤك، لكن يوجد تشتت في الإرادات.
السلام الذي نقوله على الموتى والسلام الذي يقوله النبي –صلى الله عليه وسلم- وسلامنا نحن دعاء، فلا يعني أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يسلّم عليهم أنه يخاطبهم فيسمعونه، إنما يدعو لهم بالسلامة، والدعاء بالسلامة
أحياءً وأمواتا، والعافية حقا هي عافية الدين، فإذا كان الإنسان معافىً في دينه فكل شيء هيّن.
مقتبس من محاضرة للأستاذة اناهيد
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم