عندما تكون حبيبتك السكن
بقلم د. نجلاء نور الدين
بقلم د. نجلاء نور الدين
ها هو يبدأُ صباحاته كما يبدأها الكثيرون ،، تتراقَص على انغام ألف فكرة تائهة
متضاربة في خلايا المخّ والمخّيخ بل والعصارة الصفراء والبنكرياس ، فيتمعّض القولون مُعْلناً غضبه
يالَهُ من صباح مثقل ،، هل كان ينقصه ذاك القولون لكي يزيد من هموم صباحاآآته ؟!!
استقبل وجه الشارع باحثاً بين الوجوه عمّن قد يبدو سعيداً او باسماً
لكنّه خال أن العالم من حولِه كمثله
هاآآئماً على مشارف الهاوية
والكل يسعى بكل ما يجد من عزم وجَهْد
فقط لكي لا تنزلق اقدامه باي لحظة
يهوى في غيابات الحيــأة وصعوبة المعيشة وقلّة الوارد مع تفاقم المصروف والصادر من ميزانيات البيت والأسرة والحياة
تمعّض وَجْهه وهو ينظر الى اشارات المرور المُغلّقة وتلك الحادثة المروريّة و التي لم تضرّ بصاحبيْها فحسْب
بل لن يسلم هو من لسان المدير وجزاءاته التي ينّفس بها عن ضيقه هو الآخر في وجوههم كل صباح .!!
......." أصبحنا واصبح الملك لك
وضيق العيش ليس منك
بل هذا ما جَنَتْه ايدينا وايدي الكبار عليْنا
قياارب والأمر كلّه لك "".........
كلمات تمتم بها بدلا من ان يصيبه اختناق وهو يَعدّ دقاآآئق الانتظار في السيارة ترقبّا لانفراج اشارة المرور ... والتي سينفرج معها راتبه بدوره ((180 درجة )) لعدم خصم المدير منه يوماً آخر
يضاف الى قائمة الخصومات التي ستُخرجه بعد كدّ طول الشهر مديووناً لتلك الحكومة وليس قابضا منها شئ.........!!
وصل الى مقرّ عمله باعجوبة ليجد كل الاشياء مكانها وكل الوجوه كما هي لم يتغير فيها شئ منذ تركها امس
جميعها تخلو من معالم نبض الرووح والحيــاآآة
واندهش من نفسه وهي تعمل ، فلقد كانت نفسه هي تلك الوحيدة التي يصيبها داء التغيّر كل يوم ... ولكن للأسف تغيّر للأسوأ
فلقد اصبح يُمرر مالم يمررّه من قبل وتساوَى عنده الطيّب و الردئ
صارت ساعات عمله بعد ان كانت ببدايات التحاقه بهذا العَمَل ملأى بالحيوية والنشاط ورغبة في ثورة ....."قتلوها"
صارت متكررة ..متوالية ..ملل ينبغي التخلّص منه وتمرير ساعاته فيه لكي يصل الى باب المؤسسة في اللحظات الحاسمة له و قبل ان تختنق روحه من كل الضغوطات التي كبّلوه بها هناك
لكي لا يجد وقتاً للإصلاح والنقد والبناآآء
مرّت ساعات لم يشعر بذاته سوى عندما تنفس الصعداء خارجا من باب المؤسسة
ياااه ..اخيرا مضى هذا اليوم ومرّ ؟!!
ولكن يبدو انّه نسيَ شيئاً هاما قبل ان يعود الى المنزل للراحة
آآآآآآآه فهي ورقة احتياجات البيت والاسرة والاولاد
وفجأة تحوّلت رأسه الصغير بسرعة البرق الى مجموعة آلات حاسبة تجمع وتطرح وتضرب وتقسم
اوقف سيارته ونزل ولا زالت رأسه تعمل
وعند اول اماكن التسوق خربت كل حساباته المنطقية
ولم تستوعب تلك الريالات التي حوتها جيوبه هذه الورقة المُطوّلة من الطلبات
فلم يشعر بنفسه غير وجنون العالم يحتويه
حنق
تعب
ملل
اختناق
ارتشاف المرّ
ورغبة في الفرار بل ولن يبالغ ان قال الإنتحار
فالى اين سيذهب
والى اين ستأخذه قدَميه؟!!!!!!
ماذا سيفعل والدنيا اظلمت في عينيه
وسيعود مكتوف اليدين خاليتين الا من هدايا خيبة الأمل لاسرته التي تنتظره ...وآآه
سؤال خنقه
وتمكّن منه حتى زيّن له الشيطان كل طريق قد يهرب فيه من ضيق الدنيا الى مُتع الذنوب ووحلْ المعاصي
ولكن ... سيعود مكبّل بقرف الذنوب ويزيد فوق همومه هموم
هو موقن من ذلك ومدركُ لَه
وفجأة لمعت عينيه كأنّه غريقاً لمح قارب النجاة
واشرقت اساريره واحاسيسه
وحدّث نفسه
نعم... سأذهب اليها
ولِمَ لا
الم تكن هي دائماً من يحتضنّي في ضيقتي ويحنو عليّ من ضيقات الزمن
وما المانع ان الجأ اليها ؟؟
ولماذا تكن هي دائما بتفكيري.............الأخيرة ؟؟
****
**
*
دبّ بأوصاله النشاط
وملأته الحيوية
وتحمّس في القيادة
ليقصُرَ الطريق اليها
صعد السّلم مسرعاً
ونبضات قلبه تتراجع وتتقدّم
خوفاً ان يصاب بخيبة امل هنا ايضا كباقي يومه
ولكنّه تقدّم والقى همومه على ربّه
طرق باب ............"بيته "
نعم فهو أأمن مكان على سطح البريّة قد يلجأ اليه من براثن الزمن والـ .........شيطان
نظر اليها بتلك النظرة التي تعي هي فيها جيدا قدر الحزن والضيق الذي المّ بزوجها
لم تدَع له الفرصة للشكوى
ولم تترك له الدقائق للإعتذار عمّا حُمّل به اليها من خيبة امل
بل فقط تركته يلقي هموم الدنيا كلّها بين يديها
ويذيب ضيقة صدره الذي تعجّب بنفسه من نفسِه
و كيف به يشعر بذاك الصدر ينفرج وينفرج
وكأنّ زوجته تمتصّ همومه لتحملها بدلاً منه
ذاب راااحة وهو يدفن انفاسه بين حنانها
وهي تُحدّث نفسها ....
نعم مهما كان في قلبي من هموم سأمتصّ تعبك يا حبيبي
وساذيب ضيقك
وستعود بين يديّ بكامل حماسك ونشاطك عندما تصحو من غفوتك بين يديّ
نعم لابد ان تفيق
لأنّك وحدك من يملك ان يذيب حصار الالم والهمّ المطوّق لأسرتنا
ولأنك وحدك من يملك ان يذيب همّي بعد ان أمتصُّ المه
يجب ان تفيق وتستفيق وتفكر بايجابية
وتُخرجنا من ازمتنا
لأن تفكيرك هو طوق النجاة لنا
**
بينما كان يُحدّث نفسه هو ايضا في ذات الحين
نعم ساستفيق من أجلك زوجتي وحبيبتي
ساتحدّى العالم لكي أريحَ هذا الوطن الدافئ بين احضانك
لكي استمتع بجمال ودفء عينيكِ وهي غير مُحمّله بهموم الدنيا واثقالها
لكي استمتع بجمالك دون هذه النظرات الحزينة التي تنطلق كرصاصات تصيب قلبي وتوقظه
نعم من اجلِك انتِ
ساكون افضل وستكون حياتنا افضل
بمشيئة الرب
::
فهل رأيتي سيدتي ، اختي ، امي ، بنتي و و
كيف لها الدنيا ان تتحوّل وتحلو
وكيف له الشيطان ان ينهزم ويُقهَر
عندما تدركين وبعمق
وبشفافية صدق
انّكـ لزوجـك وبيتـك
الرحمة
والمودّة
و..........السكن
بقلم د/ نجلاء نور الدين
متضاربة في خلايا المخّ والمخّيخ بل والعصارة الصفراء والبنكرياس ، فيتمعّض القولون مُعْلناً غضبه
يالَهُ من صباح مثقل ،، هل كان ينقصه ذاك القولون لكي يزيد من هموم صباحاآآته ؟!!
استقبل وجه الشارع باحثاً بين الوجوه عمّن قد يبدو سعيداً او باسماً
لكنّه خال أن العالم من حولِه كمثله
هاآآئماً على مشارف الهاوية
والكل يسعى بكل ما يجد من عزم وجَهْد
فقط لكي لا تنزلق اقدامه باي لحظة
يهوى في غيابات الحيــأة وصعوبة المعيشة وقلّة الوارد مع تفاقم المصروف والصادر من ميزانيات البيت والأسرة والحياة
تمعّض وَجْهه وهو ينظر الى اشارات المرور المُغلّقة وتلك الحادثة المروريّة و التي لم تضرّ بصاحبيْها فحسْب
بل لن يسلم هو من لسان المدير وجزاءاته التي ينّفس بها عن ضيقه هو الآخر في وجوههم كل صباح .!!
......." أصبحنا واصبح الملك لك
وضيق العيش ليس منك
بل هذا ما جَنَتْه ايدينا وايدي الكبار عليْنا
قياارب والأمر كلّه لك "".........
كلمات تمتم بها بدلا من ان يصيبه اختناق وهو يَعدّ دقاآآئق الانتظار في السيارة ترقبّا لانفراج اشارة المرور ... والتي سينفرج معها راتبه بدوره ((180 درجة )) لعدم خصم المدير منه يوماً آخر
يضاف الى قائمة الخصومات التي ستُخرجه بعد كدّ طول الشهر مديووناً لتلك الحكومة وليس قابضا منها شئ.........!!
وصل الى مقرّ عمله باعجوبة ليجد كل الاشياء مكانها وكل الوجوه كما هي لم يتغير فيها شئ منذ تركها امس
جميعها تخلو من معالم نبض الرووح والحيــاآآة
واندهش من نفسه وهي تعمل ، فلقد كانت نفسه هي تلك الوحيدة التي يصيبها داء التغيّر كل يوم ... ولكن للأسف تغيّر للأسوأ
فلقد اصبح يُمرر مالم يمررّه من قبل وتساوَى عنده الطيّب و الردئ
صارت ساعات عمله بعد ان كانت ببدايات التحاقه بهذا العَمَل ملأى بالحيوية والنشاط ورغبة في ثورة ....."قتلوها"
صارت متكررة ..متوالية ..ملل ينبغي التخلّص منه وتمرير ساعاته فيه لكي يصل الى باب المؤسسة في اللحظات الحاسمة له و قبل ان تختنق روحه من كل الضغوطات التي كبّلوه بها هناك
لكي لا يجد وقتاً للإصلاح والنقد والبناآآء
مرّت ساعات لم يشعر بذاته سوى عندما تنفس الصعداء خارجا من باب المؤسسة
ياااه ..اخيرا مضى هذا اليوم ومرّ ؟!!
ولكن يبدو انّه نسيَ شيئاً هاما قبل ان يعود الى المنزل للراحة
آآآآآآآه فهي ورقة احتياجات البيت والاسرة والاولاد
وفجأة تحوّلت رأسه الصغير بسرعة البرق الى مجموعة آلات حاسبة تجمع وتطرح وتضرب وتقسم
اوقف سيارته ونزل ولا زالت رأسه تعمل
وعند اول اماكن التسوق خربت كل حساباته المنطقية
ولم تستوعب تلك الريالات التي حوتها جيوبه هذه الورقة المُطوّلة من الطلبات
فلم يشعر بنفسه غير وجنون العالم يحتويه
حنق
تعب
ملل
اختناق
ارتشاف المرّ
ورغبة في الفرار بل ولن يبالغ ان قال الإنتحار
فالى اين سيذهب
والى اين ستأخذه قدَميه؟!!!!!!
ماذا سيفعل والدنيا اظلمت في عينيه
وسيعود مكتوف اليدين خاليتين الا من هدايا خيبة الأمل لاسرته التي تنتظره ...وآآه
سؤال خنقه
وتمكّن منه حتى زيّن له الشيطان كل طريق قد يهرب فيه من ضيق الدنيا الى مُتع الذنوب ووحلْ المعاصي
ولكن ... سيعود مكبّل بقرف الذنوب ويزيد فوق همومه هموم
هو موقن من ذلك ومدركُ لَه
وفجأة لمعت عينيه كأنّه غريقاً لمح قارب النجاة
واشرقت اساريره واحاسيسه
وحدّث نفسه
نعم... سأذهب اليها
ولِمَ لا
الم تكن هي دائماً من يحتضنّي في ضيقتي ويحنو عليّ من ضيقات الزمن
وما المانع ان الجأ اليها ؟؟
ولماذا تكن هي دائما بتفكيري.............الأخيرة ؟؟
****
**
*
دبّ بأوصاله النشاط
وملأته الحيوية
وتحمّس في القيادة
ليقصُرَ الطريق اليها
صعد السّلم مسرعاً
ونبضات قلبه تتراجع وتتقدّم
خوفاً ان يصاب بخيبة امل هنا ايضا كباقي يومه
ولكنّه تقدّم والقى همومه على ربّه
طرق باب ............"بيته "
نعم فهو أأمن مكان على سطح البريّة قد يلجأ اليه من براثن الزمن والـ .........شيطان
نظر اليها بتلك النظرة التي تعي هي فيها جيدا قدر الحزن والضيق الذي المّ بزوجها
لم تدَع له الفرصة للشكوى
ولم تترك له الدقائق للإعتذار عمّا حُمّل به اليها من خيبة امل
بل فقط تركته يلقي هموم الدنيا كلّها بين يديها
ويذيب ضيقة صدره الذي تعجّب بنفسه من نفسِه
و كيف به يشعر بذاك الصدر ينفرج وينفرج
وكأنّ زوجته تمتصّ همومه لتحملها بدلاً منه
ذاب راااحة وهو يدفن انفاسه بين حنانها
وهي تُحدّث نفسها ....
نعم مهما كان في قلبي من هموم سأمتصّ تعبك يا حبيبي
وساذيب ضيقك
وستعود بين يديّ بكامل حماسك ونشاطك عندما تصحو من غفوتك بين يديّ
نعم لابد ان تفيق
لأنّك وحدك من يملك ان يذيب حصار الالم والهمّ المطوّق لأسرتنا
ولأنك وحدك من يملك ان يذيب همّي بعد ان أمتصُّ المه
يجب ان تفيق وتستفيق وتفكر بايجابية
وتُخرجنا من ازمتنا
لأن تفكيرك هو طوق النجاة لنا
**
بينما كان يُحدّث نفسه هو ايضا في ذات الحين
نعم ساستفيق من أجلك زوجتي وحبيبتي
ساتحدّى العالم لكي أريحَ هذا الوطن الدافئ بين احضانك
لكي استمتع بجمال ودفء عينيكِ وهي غير مُحمّله بهموم الدنيا واثقالها
لكي استمتع بجمالك دون هذه النظرات الحزينة التي تنطلق كرصاصات تصيب قلبي وتوقظه
نعم من اجلِك انتِ
ساكون افضل وستكون حياتنا افضل
بمشيئة الرب
::
فهل رأيتي سيدتي ، اختي ، امي ، بنتي و و
كيف لها الدنيا ان تتحوّل وتحلو
وكيف له الشيطان ان ينهزم ويُقهَر
عندما تدركين وبعمق
وبشفافية صدق
انّكـ لزوجـك وبيتـك
الرحمة
والمودّة
و..........السكن
بقلم د/ نجلاء نور الدين
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم