تابع اهداف الشيطان القريبة
5- إفساد الطاعات :
إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات ، فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة ، كي يحرمهم الأجر والثواب ، ومن ذلك أن الصحابي عثمان بن أبي العاص أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يَلبِسها عليّ " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك شيطان يقال له : خِنْزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثاً ) . قال : ففعلت ذلك ، فأذهبه الله عني) .
فإذا دخل العبد صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له ، ويشغله عن طاعة الله ، ويذكِره بأمور الدنيا ؛ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ).
دفع الشيطان الإنسان للمرور بين يدي المصلي :
عن أبي صالح السمّان قال : رأيت أبا سعيد الخدري في يوم الجمعة يصلي إلى شيء يستُرهُ من الناس ، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعيط أن يجتاز بين يديه ، فدفع أبو سعيد في صدره ، فنظر الشاب فلم يجد مساغاً إلا بين يديه ، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى ، فنال من أبي سعيد ، ثم دخل مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد ، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان ، فقال : مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد ؟ قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستُرهُ من الناس فأراد أحدٌ أن يجتاز بين يديه فليدفعه ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان ) (9) .
والمراد بقوله : ( فإنما هو شيطان ) ؛ أي فعله فعل شيطان كما يقول ابن حجر العسقلاني .
إلا أن ابن حجر ذكر احتمالاً آخر أصح من الأول ، فإنه قال : ( ويحتمل أن يكون المعنى : فإنما الحامل على ذلك الشيطان ، وقد وقع في رواية الإسماعيلي : ( فإن معه الشيطان ) ، ونحوه لمسلم من حديث ابن عمر بلفظ : ( فإن معه القرين )) .
كل مخالفة للرحمن فهي طاعة للشيطان :
يقول تعالى : ( إن يدعون من دونه إلاَّ إناثاً وإن يدعون إلاَّ شَّيطاناً مَّريداً – لَّعنة الله وقال لأتَّخذنَّ من عبادك نصيباً مَّفروضاً ) [ النساء : 117-118 ] . فكل من عبد غير الله من صنم أو وثن ، أو شمس وقمر ، أو هوى ، أو إنسان ، أو مبدأ ، فهو عابد للشيطان ، رضي أم أبى ؛ لأن الشيطان هو الآمر بذلك والمرغب فيه ، ولذلك فإن عبّاد الملائكة يعبدون الشيطان في الحقيقة : ( ويوم يحشرهم جميعاً ثمَّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون – قالوا سبحانك أنت وليُّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنَّ أكثرهم بهم مُّؤمنون ) [ سبأ : 40-41 ] . يعني أن الملائكة لم تأمرهم بذلك ، وإنما أمرتهم بذلك الجن ، ليكونوا عابدين للشياطين الذين يتمثلون لهم ، كما يكون للأصنام شياطين .
الخلاصة :
والشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان يأمر بكل شرّ ، ويحث عليه ، وينهى عن كلّ خير ، ويخوف منه ؛ كي يرتكب الأول ، ويترك الثاني .
كما قال تعالى : ( الشَّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مَّغفرةً منه وفضلاً ) [ البقرة : 268 ] . وتخويفه إيانا الفقر بأن يقول : إن أنفقتم أموالكم افتقرتم ، والفحشاء التي يأمرنا بها : هي كل فعلة فاحشة خبيثة من البخل والزنا وغير ذلك .
----------------------------------------------------------------------------
عبادة الشيطان تكون بطاعته, فكل شرك هو من أوامر الشيطان وأفكاره
----------------------------------------------------------------------------
6- الإيذاء البدني والنفسي :
كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب ، فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه ، ونحن
نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء :
أ- مهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم :
ذكرنا في غير هذا الموضع الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الشيطان له ، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .
----------------------------------------------------------------------------
الرسول عليه السلام له خصوصوية هنا
----------------------------------------------------------------------------
ب- الحلم من الشيطان :
للشيطان قدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً تزعجه وتضايقه ، بهدف إحزانه وإيلامه .
فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة أنواع ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الرؤيا ثلاث : فبشرى ، من الرحمن ، وحديث نفس ، وتخويف من الشيطان ) .
وفي رواية عن عوف بن مالك : ( إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ؛ ليحزن بها ابن آدم ) (11) .
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدّث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لا تضره ) ) .
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم