10- إلقاء الشبهات :
ومن أساليبه في إضلال العباد زعزعة العقيدة بما يلقيه من شكوك وشبهات ، وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض هذه الشبهات التي يلقيها ، ففي حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وكذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله وليْنتهِ ) .
ولم يسلم الصحابة – رضوان الله عليهم – من شبهاته وشكوكه ، وجاء بعضهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكون ما يعانونه من شكوكه ووساوسه ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به ! قال : ( أو قد وجدتموه ؟ ) قالوا : نعم . قال : ( ذلك صريح الإيمان ) .
وصريح الإيمان دفعهم وسوسة الشيطان وكراهيتهم واستعظامهم لها ، وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال : ( تلك محض الإيمان ) .
وانظر إلى شدّة ما كان يعانيه الصحابة من شكوكه ، روى أبو داود في سننه عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أحدنا يجد في نفسه – يعرض بالشيء – لأن يكون حممة أحبّ إليه من أن يتكلم به ، فقال : ( الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )
ومن جملة ما يلقيه في النفوس مشككاً ما حدثنا الله عنه في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نَبِيٍّ إلاَّ تمنَّى ألقى الشَّيطان في أمنيَّته فينسخ الله ما يلقي الشَّيطان ثمَّ يحكم الله آياته والله عليم حكيم – ليجعل ما يلقي الشَّيطان فتنةً للَّذين في قلوبهم مرضٌ والقاسية قلوبهم وإنَّ الظَّالمين لفي شقاق بعيدٍ – وليعلم الَّذين أوتوا العلم أنَّه الحقُّ من ربك فيؤمنوا به فَتُخْبِتَ له قلوبهم وإنَّ الله لهاد الَّذين آمنوا إلى صراطٍ مستقيمٍ ) [ الحج :52-54] .
والمراد بالتمني هنا حديث النفس ، والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث نفسه ألقى الشيطان في حديثه على جهة الحيلة ، فيقول : لو سألت الله – عز وجل – أن يغنمك ليتسع المسلمون ، أو يتمنى إيمان الناس جميعاً .... فينسخ الله ما يلقيه الشيطان بوسواسه في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بتنبيهه إلى الحق ، وتوجيهه إلى مراد الله ...
، وما قيل من أن مراد الآية أن الشيطان يدخل في القرآن ما ليس منه ففيه بعد ، ويرده أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم في التبليغ .
يقول شقيق ، مبيناً بعض الشبهات التي قذفها الشيطان في نفس ا لإنسان : ما من صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد : من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، فيقول : لا تخف فإن الله غفور رحيم ، فأقرأ : ( وإني لغفَّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمَّ اهتدى ) [ طه : 82 ] ، وإما من خلفي فيخوفني الضيعة على من أخلفه ، فأقرأ : ( وما من دابَّةٍ في الأرض إلاَّ على الله رزقها ) [ هود : 6 ] ، ومن قبل يميني ، يأتيني من قبل النساء ، فأقرأ : ( والعاقبة للمتَّقين ) [ الأعراف : 128 ] ، ومن قبل شمالي ، فيأتيني من قبل الشهوات ، فأقرأ : ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) [ سبأ : 54 ] .
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم