الذين تخدمهم الشياطين يتقربون إليها بالمعاصي :
هؤلاء الذين يزعمون الولاية – والحقيقة أن الشياطين تخدمهم – لا بدّ أن يتقربوا إلى الشياطين بما تحبه من الكفر والشرك ؛ كي يقضوا بعض أغراضه ، ويذكر ابن تيمية :
أن كثيراً من هؤلاء يكتبون كلام الله بالنجاسة ، وقد يقلبون حروف كلام الله عزّ وجلّ ، إمّا حروف الفاتحة ، وإما حروف ( قل هو الله أحد ) ، وإما غيرهما – ويذكر أنهم قد يكتبون كلام الله بالدم أو بغيره من النجاسات ، وقد يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان ، أو يتكلمون بذلك . فإذا قالوا أو كتبوا ما ترضاه الشياطين ، أعانتهم على بعض أغراضهم : إما تغوير ماء من المياه ، وإما أن يحمل في الهواء إلى بعض الأمكنة ، وإما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس ، كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ، ومن لم يذكر اسم الله عليه ، وتأتي به ، وإما غير ذلك .
رجال الغيب :
يذكر شارح الطحاوية : " أن من الشياطين ما يسميه الناس رجال الغيب ، وأن بعض الناس يخاطبونهم ،وتحصل لهؤلاء خوارق يزعمون بها أنهم أولياء الله ، وأن بعض هؤلاء يعين المشركين على المسلمين ، ويقول : إن الرسول أمره بقتال المسلمين مع المشركين ، لكون المسلمين عَصَوْا " . ويعقب شارح الطحاوية على ذلك
قائلاً : " هؤلاء في الحقيقة إخوان المشركين ، وذكر أنّ الناس من أهل العلم في رجال الغيب ثلاثة أحزاب :
حزب يكذبون بوجود رجال الغيب ، ولكن قد عاينهم الناس ، وثبت عمن عاينهم ، أو حدثه الثقات بما رأوه ،1- وهؤلاءإذا رأوهم وتيقنوا وجودهم ، خضعوا لهم .
2- وحزب عرفوهم ، ورجعوا إلى القدر ، واعتقدوا أن ثَمّ في الباطن طريقاً إلى الله غير طريقة الأنبياء .
3- وحزب ما أمكنهم أن يجعلوا ولياً خارجاً عن دائرة الرسول ، فقالوا : يكون الرسول هو محمداً للطائفتين . فهؤلاء معظمون للرسول جاهلون بدينه وشرعه " .
ثم قال مبيناً حقيقة هؤلاء وأتباعهم :
" والحق أن هؤلاء من أتباع الشياطين ، وأن رجال الغيب هم الجن ، ويسمون رجالاً ، كما قال تعالى : ( وأنَّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً ) [ الجن : 6 ] ، وإلا فالإنس يؤنسون ، أي يشهدون ويرون ، وإنما يحتجب الإنس أحياناً ، لا يكون دائم الاحتجاب عن أبصار الإنس ، ومن ظنهم من الإنس فمن غلطه وجهله " . ثم بين أن السبب في الاختلاف فيهم وفي افتراق هذه الأحزاب الثلاثة عدم الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن ، وبيّن أنه يجب عرض أفعال الناس وأقوالهم وحالهم على الكتاب والسنة ، فما وافقهما كان صالحاً ،وما خالفهما كان غالطاً ، ومهما فعل الإنسان وتبدى من حاله لا يكون مؤمناً ولا ولياً لله – وإن طار في الهواء ، ومشى على الماء ما لم يكن ملتزماً بالكتاب والسنة .
فلا بد أن يكون عند العبد الميزان الذي يفرق به بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، والصالحين والطالحين ، وإلا ضّل وزاغ ، وظن أعداء الله أولياءَه ، هذا الميزان هو الكتاب والسنة ، فإذا كان العبد ملتزماً بهما فنعم ، وإلا فإنّه ليس على شيء ، ولو رأيناه يحي الأموات ، ويحول المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة .
قول ابن تيمية : " ومن لم يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية اشتبه عليه الحق بالباطل ، ومن لم ينوّر الله قلبه بحقائق الإيمان واتباع القرآن ، لم يعرف طريق المحق من المبطل ، والتبس عليه الأمر والحال ، كما التبس على الناس حال مسيلمة صاحب اليمامة وغيره من الكذابين في زعمهم أنهم أنبياء وإنما هم كذابون " . وقد ألف ابن تيمية كتاباً عظيماً ، إذا عرفته ، تبين لك الفارق الكبير بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان بحيث لا يشتبه عليك بعد ذلك أمر أولياء الشيطان ، وقد أسماه " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " .
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم