خطر التقوُّل على العلماء
إن التقوُّل على العلماء كان من قديم الزمان، وله أسباب منها:
* أن يسأل الشخص عالمًا سؤالًا يقصد به معنى، فيفهمُ العالمُ المجيبُ خلاف ما قصد السائل، فيجيبُ بحسب ما فهم من السؤال، ويفهم السائل الجواب على ما قصد من السؤال.
* ومنها أن يفهم العالم السؤال على ما قصده به السائل، فيجيبه بحسبه؛ لكن يفهم السائل منه خلاف ما قصده المجيب.
* ومنها أن يكون له هوى في حكم مسألة ما، فيُشيع نسبته إلى عالمٍ معروفٍ ليكون أدى لقبوله.
* ومنها أن يكون الحكم غريبًا منكرًا، فيُنسبه إلى عالم ليشوِّه به سُمعتّهُ، ويتخذ من ذلك وسيلةً إلى غيبته والإيقاع به، مع أن العالم لم يكن منه فتوى في ذلك.
إلى غير ذلك من الأسباب وشر الأسباب التي ذكرناها هذا الأخير والذي قبله.
ولكن الواجب على من سمع من ذلك أن يتثبت أولًا من صحة نسبة القول إلى العالم، ثم يتأمل في القول المنقول هل له حظٌ من النظر، فإن كان له حظٌ من النظر قبله ودافع عنه لأنه حقٌ، والحقُ يجبُ قبوله والدفاع عن القائل به.
وإن لم يكن له حظٌ من النظر، اتصل بقائله وناقشه بأدبٍ فيقول: بلغني كذا وكذا، فما وجه ذلك في شريف علمكم، أو نحو هذه العبارة.
ثم يأخذ في النقاش معه بأدب واحترام لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125]؛ إلا أن يكون معاندًا ظالمًا، فيُجادل بما يستحق، كما قال تعالى في مجادلة أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: 46]، وإذا تبيَّن الحق بعد النقاش، وجب على من تبيَّن له ابتاعه والدفاع عمن قال به، فإن لم يتبيَّن لكل واحد أن الحق مع صاحبه، فالله –تعالى- حسيب الجميع وهو تعالى عند قلب كل قائل وقوله، وليس قول كل واحد حجة على الآخر، فليذهب كل واحد إلى ما تبيَّن له أنه الحق، ولا يُشنِّعُ على صاحبه أو يُبدِّعهُ، أو يُفسّقُه ما دامت المسألة تحت مجهر الاجتهاد.
المرجع : كتاب العلم
للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
إن التقوُّل على العلماء كان من قديم الزمان، وله أسباب منها:
* أن يسأل الشخص عالمًا سؤالًا يقصد به معنى، فيفهمُ العالمُ المجيبُ خلاف ما قصد السائل، فيجيبُ بحسب ما فهم من السؤال، ويفهم السائل الجواب على ما قصد من السؤال.
* ومنها أن يفهم العالم السؤال على ما قصده به السائل، فيجيبه بحسبه؛ لكن يفهم السائل منه خلاف ما قصده المجيب.
* ومنها أن يكون له هوى في حكم مسألة ما، فيُشيع نسبته إلى عالمٍ معروفٍ ليكون أدى لقبوله.
* ومنها أن يكون الحكم غريبًا منكرًا، فيُنسبه إلى عالم ليشوِّه به سُمعتّهُ، ويتخذ من ذلك وسيلةً إلى غيبته والإيقاع به، مع أن العالم لم يكن منه فتوى في ذلك.
إلى غير ذلك من الأسباب وشر الأسباب التي ذكرناها هذا الأخير والذي قبله.
ولكن الواجب على من سمع من ذلك أن يتثبت أولًا من صحة نسبة القول إلى العالم، ثم يتأمل في القول المنقول هل له حظٌ من النظر، فإن كان له حظٌ من النظر قبله ودافع عنه لأنه حقٌ، والحقُ يجبُ قبوله والدفاع عن القائل به.
وإن لم يكن له حظٌ من النظر، اتصل بقائله وناقشه بأدبٍ فيقول: بلغني كذا وكذا، فما وجه ذلك في شريف علمكم، أو نحو هذه العبارة.
ثم يأخذ في النقاش معه بأدب واحترام لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125]؛ إلا أن يكون معاندًا ظالمًا، فيُجادل بما يستحق، كما قال تعالى في مجادلة أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: 46]، وإذا تبيَّن الحق بعد النقاش، وجب على من تبيَّن له ابتاعه والدفاع عمن قال به، فإن لم يتبيَّن لكل واحد أن الحق مع صاحبه، فالله –تعالى- حسيب الجميع وهو تعالى عند قلب كل قائل وقوله، وليس قول كل واحد حجة على الآخر، فليذهب كل واحد إلى ما تبيَّن له أنه الحق، ولا يُشنِّعُ على صاحبه أو يُبدِّعهُ، أو يُفسّقُه ما دامت المسألة تحت مجهر الاجتهاد.
المرجع : كتاب العلم
للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم