حسام والمسمار الصدئ
بقلم الداعية منى محمود .... أم مجاهد
بقيت دقائق قليلة لتغادر الطائرة بعدها إلى تركيا، فقد رتب الجد رحلة للعائلة كلها... لأنه شعر بحاجة ماسة للاختلاء بأولاده وأحفاده... فهو يفتقدهم جميعًاً لسرعة مرور الأيام والساعات والدقائق.. فرتب هذه الرحلة العائلية المتميزة.. ليسمح لعواطفه الجياشة بالانطلاق في سماء الأسرة، والتحليق في فضاء الحب... وليشعر قلبه بدفء لا يستمده إلا من قرب الأحبة .
نزلت سارة كبرى بناته مسرعة من السيارة لتحضر حاملة حقائب السفر من داخل المطار... رأت خشبة كبيرة ملقاة على الأرض فيها مسمار صدء كبير... همت بإماطتها عن الطريق... لكن سرعان ما تجاهلتها.. فالوقت لا يسمح، وموعد الإقلاع بات قريبًا..
ثوانيّ بعدها بدأ صراخ حسام... نظرت خلفها فإذا بقدمه الصغيرة قد علقت بالمسمار الصدئ الكبير، رغم الحذاء الرياضي السميك...
لم تبال بما حصل.. إنه مجرد جرح محتمل.. كن قويًّا يا حسام وكفاك صراخًا!
فوجئت بالورم يمتد مع الألم في ساق الصبي.. الصغير يتألم، ولم يهتم الجميع كثيرًا.. حتى زاد الأمر عن حده الألم أشد من أن يحتمله بدنه الضعيف... توجه الجميع بالصبي إلى المستشفى!
والتهبت القدم... وتمر الأيام وزاد الوضع سوءًا...ويمتد الالتهاب إلى الساق ... وبالرغم من المضادات الحيوية والمحاليل والأدوية... وبالرغم من كل هذه المحاولات ... نفذ قضاء الله وقدره وكان بتر الساق.
سبحان الله! كان ضيق الوقت سببًا لتجاهل هذه الخشبة التي يغرز فيها المسمار الصدئ العنيد بقوة.. منتظرًا أقرب قدم تمر فوقه لينغرز فيها بما يحمل من مخاطر وآلام.
لك الله يا سارة... أثابك وأعانك الله على هذا المصاب الأليم... مهما ضاق الوقت، وتزاحمت المشاغل في وتيرة حياتنا اللاهثة السريعة ... هناك أشياء يجب الانتباه لها وعدم تجاهلها ... وإن بدت صغيرة ....
لا يتعجب المرء ... عندما يعده الرب الكريم بالغفران لمجرد أخذه غصن شوك من طريق الناس حماية لهم من أخطار الطريق ... فعنه صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يمشى بطريق وجد شوك فأخذه ، فشكر الله له فغفر له .
فهذا الغصن - وإن بدا صغيرًا ، وأمثاله من الأشياء التي يزدحم بها الطريق - له تبعات قد تصل آثارها لما لا يعلمه إلا الله .
ويحثنا الحبيب صلى الله علية وسلم على الصدقات الأخلاقية حين يقول: تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة .....
فإماطة الأذى عن الطريق وإن كانت سنة مستحبة لا واجبة من حيث الأصل ولكن قد تصير واجبة فى بعض الأحوال .
والمراد بإماطة الأذى عن الطريق إزالة ما يؤذي المارة من شوك وقطع زجاج وأغصان تعترض الأماكن الوعرة ، ومن ذلك ما يرتفع إلى درجة الوجوب كالبئر التي في وسط الطريق ، ويخشى أن يسقط فيها الأعمى والصغير والدابة ... فإنه يجب طمسها أو التحويط عليها وإن لم يضر ذلك بالمارة .....
اللهم لا تحرمنا هذه الصدقات الزكية، وحسن أخلاقنا كما حسنت خلقنا؛ آمين آمين.
بقلم الداعية منى محمود .... أم مجاهد
بقيت دقائق قليلة لتغادر الطائرة بعدها إلى تركيا، فقد رتب الجد رحلة للعائلة كلها... لأنه شعر بحاجة ماسة للاختلاء بأولاده وأحفاده... فهو يفتقدهم جميعًاً لسرعة مرور الأيام والساعات والدقائق.. فرتب هذه الرحلة العائلية المتميزة.. ليسمح لعواطفه الجياشة بالانطلاق في سماء الأسرة، والتحليق في فضاء الحب... وليشعر قلبه بدفء لا يستمده إلا من قرب الأحبة .
نزلت سارة كبرى بناته مسرعة من السيارة لتحضر حاملة حقائب السفر من داخل المطار... رأت خشبة كبيرة ملقاة على الأرض فيها مسمار صدء كبير... همت بإماطتها عن الطريق... لكن سرعان ما تجاهلتها.. فالوقت لا يسمح، وموعد الإقلاع بات قريبًا..
ثوانيّ بعدها بدأ صراخ حسام... نظرت خلفها فإذا بقدمه الصغيرة قد علقت بالمسمار الصدئ الكبير، رغم الحذاء الرياضي السميك...
لم تبال بما حصل.. إنه مجرد جرح محتمل.. كن قويًّا يا حسام وكفاك صراخًا!
فوجئت بالورم يمتد مع الألم في ساق الصبي.. الصغير يتألم، ولم يهتم الجميع كثيرًا.. حتى زاد الأمر عن حده الألم أشد من أن يحتمله بدنه الضعيف... توجه الجميع بالصبي إلى المستشفى!
والتهبت القدم... وتمر الأيام وزاد الوضع سوءًا...ويمتد الالتهاب إلى الساق ... وبالرغم من المضادات الحيوية والمحاليل والأدوية... وبالرغم من كل هذه المحاولات ... نفذ قضاء الله وقدره وكان بتر الساق.
سبحان الله! كان ضيق الوقت سببًا لتجاهل هذه الخشبة التي يغرز فيها المسمار الصدئ العنيد بقوة.. منتظرًا أقرب قدم تمر فوقه لينغرز فيها بما يحمل من مخاطر وآلام.
لك الله يا سارة... أثابك وأعانك الله على هذا المصاب الأليم... مهما ضاق الوقت، وتزاحمت المشاغل في وتيرة حياتنا اللاهثة السريعة ... هناك أشياء يجب الانتباه لها وعدم تجاهلها ... وإن بدت صغيرة ....
لا يتعجب المرء ... عندما يعده الرب الكريم بالغفران لمجرد أخذه غصن شوك من طريق الناس حماية لهم من أخطار الطريق ... فعنه صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يمشى بطريق وجد شوك فأخذه ، فشكر الله له فغفر له .
فهذا الغصن - وإن بدا صغيرًا ، وأمثاله من الأشياء التي يزدحم بها الطريق - له تبعات قد تصل آثارها لما لا يعلمه إلا الله .
ويحثنا الحبيب صلى الله علية وسلم على الصدقات الأخلاقية حين يقول: تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة .....
فإماطة الأذى عن الطريق وإن كانت سنة مستحبة لا واجبة من حيث الأصل ولكن قد تصير واجبة فى بعض الأحوال .
والمراد بإماطة الأذى عن الطريق إزالة ما يؤذي المارة من شوك وقطع زجاج وأغصان تعترض الأماكن الوعرة ، ومن ذلك ما يرتفع إلى درجة الوجوب كالبئر التي في وسط الطريق ، ويخشى أن يسقط فيها الأعمى والصغير والدابة ... فإنه يجب طمسها أو التحويط عليها وإن لم يضر ذلك بالمارة .....
اللهم لا تحرمنا هذه الصدقات الزكية، وحسن أخلاقنا كما حسنت خلقنا؛ آمين آمين.
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم