ياعائشة ... ما شبعت ؟
تمتم الزوج محدثاً نفسه ، ترى ماذا حدث ؟ لقد تأخرت عن الموعد ، ساعتين وأنا أنتظر ، لقد بدأ القلق يساورني ... على أن أعود للبيت مسرعاً ليطمئن قلبي.
تعود هذان الزوجان على تجديد حياتهما بين الحين والآخر بشئ من اللهو المباح الحلال ، تارة بالذهاب في رحلة إلى الجبل ، وتارة أخرى بقضاء أيام في المزرعة وثالثة بالإستمتاع بشاطئ البحر وتارة ..وتارة..على أن تكون رحلتهما فردية ، لهما فقط دون أصطحاب أحد من الأطفال ، لقد مضى على زواجهما ربع قرن من الزمان وما زالا يحافظان على عادتهما هذه التى تجدد الحب فى قلبيهما والذكريات فى مشاعرهما. .
ومن الأقوال المأثورة عن علي رضي الله عنه أنه قال روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلب إذا أكره عمي ..
وقال وهب بن منبه رحمه الله : مكتوب فى حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلو فيها مع نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد فإن فى هذه الساعة عونا على تلك الساعات .
كانت تستأذن والدتها بأن تسمح لها بزيارة خالتها في الحي المجاور ، وبعد طول عناء ورجاء كانت تسمح لها بذلك على أن لا تتأخر أكثر من ساعتين ... وفي الطريق كانا يلتقيان تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال لدقائق عددها أقل من أصابع اليد الواحدة ... دقائق قليلة لكنهما ما زالا يتذوقان طعمها إلى الآن .....
هذه المرة قرر الزوج تجديد اللقاء تحت هذه الشجرة ذات الذكريات البعيدة ......
قضيا أسبوعاً كاملا يجهز كل منهما لهذا الموعد المرتقب .
ذهب الزوج مرتدياً حلة أنيقة محلاة بوردة جورية حمراء ، وقف ينتظر وينتظر وطال الإنتظار ، فساوره القلق لتأخرها لما يعرف من دقة مواعيدها ولهفتها لهذا اللقاء الذي ثم الإعداد له أياماً وأيام .
بيد مرتجفة أدار المفتاح فى قفل الباب ، وما إن دلف خطوات حتى وجدها واقفة أمامه بوجهها الباسم المشرق بالرغم من ذبول زهرة الشباب بادرها متسائلا عما
أخرها عن الموعد المرتقب ، ففاجأته بردها رجوت أمي مراراً و مراراً لأذهب لبيت خالتي لكنها منعتني وأصرت على عدم ذهابي رغم توسلاتي و دموعي ... فلم أتمكن من مقابلتك تحت الشجرة هذه الليلة أيها الخاطب الغالي .
وعلا صوت ضحكاتهما..... لقد عاشت الدور وأتقنتنه تماماَ .
بالرغم من مضي ربع قرن على زواجهما وبفضل الله أولاً وآخراً ثم بفضل تقوى الله نجحا فى إبقاء جناح الحب مرفرفاً على عشهما الذي بدأ صغيراً ثم نما وأثمر ذريتهما من بنين وبنات .
أسوتنا سيد البشر فى حسن العشرة فعن أمنا عائشة رضى الله عنهما قالت دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم فى يوم عيد ، فقال لي ياحميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت نعم ، فأقامني وراءه ، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده ، فنظرت من فوق منكبيه ، فجعل يقول : يا عائشة ما شبعت ؟ فأقول لا ، حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت : نعم قال فأذهبي . قالت عائشة رضى الله عنها ما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه وأنا جارية ، فأقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو ، فقالت : فطلع عمر فتفرق الناس عنها والصبيان فقال النبى صلى الله عليه وسلم رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر ، قالت عائشة قال صلى الله عليه وسلم يومئذ : لتعلم يهود أن في ديننا فسحة .
وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا حين قال : إستوصوا بالنساء خيراً فإن المرأه خلقت من ضلع ، وإن أعوج مافي الضلع أعلاه ، فإن ذهبت أردت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء .
وقال صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم لنسائهم .
ومن جميل ما يروى قصة شريح القاضي مع زينب التيمية حين زفوها إليه يقول وقفت أصلي ركعتين أسال الله من خيرها وأتعوذ من شرها فلما فرغت من صلاتي فإذا هي تصلي بصلاتي ، فلما خلا البيت مددت يدي إلى ناصيتها فقالت : على رسلك يا أبا أمية كما انت ثم قالت : الحمد الله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وعلى آله ، إني إمرأه غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه وقالت إنه كان لك فى قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرجال من هو كفء لي ، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك . قال شريح فأحوجتني إلى الخطبة وفي ذلك الموضع !! فقلت : أحمد الله وأستعينه وأصلي على النبي وآله وبعد ، فإنك قلت كلاماً إن تثبت عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاستريها ! فقالت : كيف محبتك لزيارة أهلي ؟ قلت : ما أحب أن يملني أصهاري ، فقالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ، ومن تكره فأكره ، قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ، قال شريح فبت معها بأنعم ليلة ، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، فإذا بفلانه فى البيت ، قلت : من هى ؟ قالت ختنك ( أي أم زوجتك ) فالتفتت إلي وسألتني كيف رأيت زوجتك ؟ قلت خير زوجه ! قالت يا أبا أمية ، إن المرأه لا تكون أسوأ حالاً منها إلا في حاليين إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأه المدللة ، فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب فمكث فقال : أدبت فاحسنت..فعاشت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شيئ إلا مرة وكنت لها ظالماً .
قال أحد الحكماء : (( الطيبة توحي إلى الرجل ، والذكية تثير إهتمامه ، والجميلة تأمره ، ولكن العطوف الرفيقة هى التى تحصل على قلبه وحبه)) .
لقد كان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة جميل الثياب ، يتزين لأزواجه ويضع الطيب ويقول " حبب إلى من ديناكم الطيب والنساء " وكان صلى الله عليه وسلم دائم البشاشة بوجهه ويداعب زوجاته رضي الله عنهم ، ويتلطف لهن ويوسعهن بالنفقة ، ويضاحكهن ويتسابق مع السيدة عائشة يتودد إليها بذلك ، وكان يجمع نسائه كل ليلة في بيت التى يبيت عندها ويأكل معهن العشاء وكان إذا صلى العشاء يدخل المنزل ويسمر مع أهله قليلاً قبل ان ينام يؤانسهن بذلك عليه الصلاة والسلام .
وما أجمل وصية أم إياس لابنتها التى حفظها لنا التاريخ حين زفتها إلى زوجها : " أي بنية ، إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب، أو لتقديم حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل
أي ينية ،ولو ان امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما اليها كنت أغنى الناس عن ذلك ،ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنية :- إنك قد فارقت الحمى الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت الى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه
فأصبح بملكه عليك مليكا ، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.
واحفظي له خصالاً عشراً ، تكن لك ذخراً
اما الأولى والثانية :- فالصحبة بالقناعة و المعاشرة بحسن السمع والطاعة فإن القناعة راحة القلب ، وحسن المعاشرة مرضاة الرب .
أما الثالثة والرابعة :- فالمعاهدة لموضع عينه ، والتفقد لموضع أنفه ، فلا تقع عيناه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
اما الخامسة والسادسة :- فالتعاهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه فان حرارة الجوع ملهبة و تنغيص النوم مغضبة
وأما السابعة والثامنة :- فالاحتراس بماله ، والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر فى المال حسن التقدير وفى العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تفشين له سراً ، ولا تعصين له امراً ، فإنك إن افشيت سره لم تأمني غدره وان عصيت أمره أوغرت صدره و اتقي مع ذلك كله الفرح اذا كان ترحاً ، والاكتئاب إذا كان فرحاً فان الخصله الاولى من التقصير والثانية من التكدير
واشد ما تكونين له مرافقة أطول ما يكون لك موافقة واعلمي يابنية انك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وتقدمي هواه على هواك فيما احببت أوكرهت ، والله يضع لك الخير ، واستودعك الله .
فالزواج شراكة بين رجل وأمرأة من أجل بناء بيت قوي وسعيد وجيل صالح ، يعبد ربه ، ويبني ويعمر الحياة . والأصل فيه هو حلول المودة والألفة والإيثار بين الزوجين .
فمن حق المرأه على زوجها أن يقوم بتعلميها وتعريفها ما تحتاجه فى دينها وأن يصونها ويغار عليها وأن يتحبب إليها ويعاشرها بالمعروف والا يخونها ولا يتلمس عثراتها .
وعلى المسلمة أن تسعى جاهدة فى محاولة ارضائه فبمقدار شعور الزوج بأدائها حقوقه بمقدار ما يعلو قدرها وحبها عنده .
فمن حقه عليها ان تحفظه فى دينه وعرضه وحواسه وشعوره والا تخرج من بيته بغير إذنه وألا تأذن لأحد فى بيته إلا بإذنه وأن تحفظ ماله وتدبر منزله وتقوم بمعيشته وأن تبر أهله وأخواته . .
فكما قال صلى الله عليه وسلم لعمة الحصين بن محصن أذات زوج أنت ؟
قالت نعم ، قال كيف أنت منه ؟
قالت : ما آلوه إلا ما عجزت عنه .
قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك
وصدق عليه الصلاة والسلام
تعود هذان الزوجان على تجديد حياتهما بين الحين والآخر بشئ من اللهو المباح الحلال ، تارة بالذهاب في رحلة إلى الجبل ، وتارة أخرى بقضاء أيام في المزرعة وثالثة بالإستمتاع بشاطئ البحر وتارة ..وتارة..على أن تكون رحلتهما فردية ، لهما فقط دون أصطحاب أحد من الأطفال ، لقد مضى على زواجهما ربع قرن من الزمان وما زالا يحافظان على عادتهما هذه التى تجدد الحب فى قلبيهما والذكريات فى مشاعرهما. .
ومن الأقوال المأثورة عن علي رضي الله عنه أنه قال روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلب إذا أكره عمي ..
وقال وهب بن منبه رحمه الله : مكتوب فى حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلو فيها مع نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد فإن فى هذه الساعة عونا على تلك الساعات .
كانت تستأذن والدتها بأن تسمح لها بزيارة خالتها في الحي المجاور ، وبعد طول عناء ورجاء كانت تسمح لها بذلك على أن لا تتأخر أكثر من ساعتين ... وفي الطريق كانا يلتقيان تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال لدقائق عددها أقل من أصابع اليد الواحدة ... دقائق قليلة لكنهما ما زالا يتذوقان طعمها إلى الآن .....
هذه المرة قرر الزوج تجديد اللقاء تحت هذه الشجرة ذات الذكريات البعيدة ......
قضيا أسبوعاً كاملا يجهز كل منهما لهذا الموعد المرتقب .
ذهب الزوج مرتدياً حلة أنيقة محلاة بوردة جورية حمراء ، وقف ينتظر وينتظر وطال الإنتظار ، فساوره القلق لتأخرها لما يعرف من دقة مواعيدها ولهفتها لهذا اللقاء الذي ثم الإعداد له أياماً وأيام .
بيد مرتجفة أدار المفتاح فى قفل الباب ، وما إن دلف خطوات حتى وجدها واقفة أمامه بوجهها الباسم المشرق بالرغم من ذبول زهرة الشباب بادرها متسائلا عما
أخرها عن الموعد المرتقب ، ففاجأته بردها رجوت أمي مراراً و مراراً لأذهب لبيت خالتي لكنها منعتني وأصرت على عدم ذهابي رغم توسلاتي و دموعي ... فلم أتمكن من مقابلتك تحت الشجرة هذه الليلة أيها الخاطب الغالي .
وعلا صوت ضحكاتهما..... لقد عاشت الدور وأتقنتنه تماماَ .
بالرغم من مضي ربع قرن على زواجهما وبفضل الله أولاً وآخراً ثم بفضل تقوى الله نجحا فى إبقاء جناح الحب مرفرفاً على عشهما الذي بدأ صغيراً ثم نما وأثمر ذريتهما من بنين وبنات .
أسوتنا سيد البشر فى حسن العشرة فعن أمنا عائشة رضى الله عنهما قالت دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم فى يوم عيد ، فقال لي ياحميراء أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت نعم ، فأقامني وراءه ، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده ، فنظرت من فوق منكبيه ، فجعل يقول : يا عائشة ما شبعت ؟ فأقول لا ، حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت : نعم قال فأذهبي . قالت عائشة رضى الله عنها ما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه وأنا جارية ، فأقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو ، فقالت : فطلع عمر فتفرق الناس عنها والصبيان فقال النبى صلى الله عليه وسلم رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر ، قالت عائشة قال صلى الله عليه وسلم يومئذ : لتعلم يهود أن في ديننا فسحة .
وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا حين قال : إستوصوا بالنساء خيراً فإن المرأه خلقت من ضلع ، وإن أعوج مافي الضلع أعلاه ، فإن ذهبت أردت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء .
وقال صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم لنسائهم .
ومن جميل ما يروى قصة شريح القاضي مع زينب التيمية حين زفوها إليه يقول وقفت أصلي ركعتين أسال الله من خيرها وأتعوذ من شرها فلما فرغت من صلاتي فإذا هي تصلي بصلاتي ، فلما خلا البيت مددت يدي إلى ناصيتها فقالت : على رسلك يا أبا أمية كما انت ثم قالت : الحمد الله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وعلى آله ، إني إمرأه غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه وقالت إنه كان لك فى قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرجال من هو كفء لي ، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك . قال شريح فأحوجتني إلى الخطبة وفي ذلك الموضع !! فقلت : أحمد الله وأستعينه وأصلي على النبي وآله وبعد ، فإنك قلت كلاماً إن تثبت عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا وما رأيت من حسنة فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاستريها ! فقالت : كيف محبتك لزيارة أهلي ؟ قلت : ما أحب أن يملني أصهاري ، فقالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ، ومن تكره فأكره ، قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ، قال شريح فبت معها بأنعم ليلة ، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، فإذا بفلانه فى البيت ، قلت : من هى ؟ قالت ختنك ( أي أم زوجتك ) فالتفتت إلي وسألتني كيف رأيت زوجتك ؟ قلت خير زوجه ! قالت يا أبا أمية ، إن المرأه لا تكون أسوأ حالاً منها إلا في حاليين إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأه المدللة ، فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب فمكث فقال : أدبت فاحسنت..فعاشت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها فى شيئ إلا مرة وكنت لها ظالماً .
قال أحد الحكماء : (( الطيبة توحي إلى الرجل ، والذكية تثير إهتمامه ، والجميلة تأمره ، ولكن العطوف الرفيقة هى التى تحصل على قلبه وحبه)) .
لقد كان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة جميل الثياب ، يتزين لأزواجه ويضع الطيب ويقول " حبب إلى من ديناكم الطيب والنساء " وكان صلى الله عليه وسلم دائم البشاشة بوجهه ويداعب زوجاته رضي الله عنهم ، ويتلطف لهن ويوسعهن بالنفقة ، ويضاحكهن ويتسابق مع السيدة عائشة يتودد إليها بذلك ، وكان يجمع نسائه كل ليلة في بيت التى يبيت عندها ويأكل معهن العشاء وكان إذا صلى العشاء يدخل المنزل ويسمر مع أهله قليلاً قبل ان ينام يؤانسهن بذلك عليه الصلاة والسلام .
وما أجمل وصية أم إياس لابنتها التى حفظها لنا التاريخ حين زفتها إلى زوجها : " أي بنية ، إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب، أو لتقديم حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل
أي ينية ،ولو ان امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما اليها كنت أغنى الناس عن ذلك ،ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنية :- إنك قد فارقت الحمى الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت الى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه
فأصبح بملكه عليك مليكا ، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.
واحفظي له خصالاً عشراً ، تكن لك ذخراً
اما الأولى والثانية :- فالصحبة بالقناعة و المعاشرة بحسن السمع والطاعة فإن القناعة راحة القلب ، وحسن المعاشرة مرضاة الرب .
أما الثالثة والرابعة :- فالمعاهدة لموضع عينه ، والتفقد لموضع أنفه ، فلا تقع عيناه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
اما الخامسة والسادسة :- فالتعاهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه فان حرارة الجوع ملهبة و تنغيص النوم مغضبة
وأما السابعة والثامنة :- فالاحتراس بماله ، والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر فى المال حسن التقدير وفى العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تفشين له سراً ، ولا تعصين له امراً ، فإنك إن افشيت سره لم تأمني غدره وان عصيت أمره أوغرت صدره و اتقي مع ذلك كله الفرح اذا كان ترحاً ، والاكتئاب إذا كان فرحاً فان الخصله الاولى من التقصير والثانية من التكدير
واشد ما تكونين له مرافقة أطول ما يكون لك موافقة واعلمي يابنية انك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وتقدمي هواه على هواك فيما احببت أوكرهت ، والله يضع لك الخير ، واستودعك الله .
فالزواج شراكة بين رجل وأمرأة من أجل بناء بيت قوي وسعيد وجيل صالح ، يعبد ربه ، ويبني ويعمر الحياة . والأصل فيه هو حلول المودة والألفة والإيثار بين الزوجين .
فمن حق المرأه على زوجها أن يقوم بتعلميها وتعريفها ما تحتاجه فى دينها وأن يصونها ويغار عليها وأن يتحبب إليها ويعاشرها بالمعروف والا يخونها ولا يتلمس عثراتها .
وعلى المسلمة أن تسعى جاهدة فى محاولة ارضائه فبمقدار شعور الزوج بأدائها حقوقه بمقدار ما يعلو قدرها وحبها عنده .
فمن حقه عليها ان تحفظه فى دينه وعرضه وحواسه وشعوره والا تخرج من بيته بغير إذنه وألا تأذن لأحد فى بيته إلا بإذنه وأن تحفظ ماله وتدبر منزله وتقوم بمعيشته وأن تبر أهله وأخواته . .
فكما قال صلى الله عليه وسلم لعمة الحصين بن محصن أذات زوج أنت ؟
قالت نعم ، قال كيف أنت منه ؟
قالت : ما آلوه إلا ما عجزت عنه .
قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك
وصدق عليه الصلاة والسلام
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )