( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
سورة الرعد: من الآية 11
ماذا تعني كلمة تغيير؟؟
التغيير فيُقصد به : " التحول من حالةٍ إلى حالة " او " إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله "
هذا يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده .وقد يشمل أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول
ما الداعي للتغيير؟؟
هو أمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا فالإنسان دائما يسعى وراء الكمال .. وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها فالإنسان يبقى ناقصا- ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها .
فالتغيير دليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .
هل التغيير أمر دنيوي بحت أم هو من الدين؟
دين الإسلام … دين تربيه ، قرّر قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم ومن ثم في المجتمع المسلم وقد اشار إلى هذه القاعدة بشكل صريح في الآية، وقوله عليه الصلاة والسلام : (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ)
وهذا يؤكد أن الإنسان صاحب القرار في التغيير
لماذا لا أتغير ؟؟؟
عملية التغيير عموماً تمر بعدة مراحل
لا يمكن الانتقال الى المرحلة التالية دون تخطي المرحلة السابقة لها ، وعدم تخطي المرحلة يعني أن يعلق فيها صاحبها ويبقى يدور في دوامة السؤال (لماذا لا أتغير)
أولاً: مرحلة الإسقاطات: في هذه المرحلة فإن الشخص لا يرى أنه السبب في مشاكله ووضعه الحالي، هو يسقط كل معاناته أو وضعه الحالي على الظروف الخارجية والأشخاص الذين مروا بحياته أو يحيطونه الآن
ثانياً: مرحلة الاعتراف بوجود المشكلة أوالتقصير أو الذنب : وهي أول مراحل التغيير .. فما تقوم به النفس من ايجاد المبررات والأعذار المستمرة للعمل السلبي يدل على عدم الاعتراف بالتقصير، من هنا نعرف حرص الإسلام على قبول التوبة من الإنسان، وإن تكرر الخطأ من الإنسان.
ثالثًا: مرحلة الاستعداد: وهي مرحلة الاستشارة والسؤال ثم التخطيط. من أهم الأمور في هذه المرحلة الحرص على الاستخارة واستشارة أهل الخبرة والاختصاص
رابعًا: مرحلة التطبيق: وهي المرحلة من الإنجاز هي مرحلة كشف الجادين من الخائبين.
خامسًا: مرحلة الصيانة والمحافظة: وهي مرحلة العزيمة والإصرار والصبر والتأكد من الحصول على النتائج؛ لضمان استمرارية النجاح
سادسًا: مرحلة القضاء على المشكلة: والتأكد من عدم العودة إلى المرحلة السابقة. وهي المرحلة التي يحدث فيها تطابق حقيقي وكامل بين السلوك والقيم.
أخطاء تسبب عدم القدرة على التغيير الحقيقي
عدم تغيير طريقة التفكير والنظرة الى الأمر المراد تغييره
عدم تغيير الظروف المحيطة او الأشخاص المعيقين للتغيير
توقع النتيجة السلبية
هناك بعض القواعد العملية لوضع خطة عملية لتحقيق التغيير المنشود:
لقاعدة الأولى: حدد بوضوح ما تريده:
خذي ورقة وقلم، واكتبي الآن ما تريدي تغييره في نفسك
بعد أن حددت هذا الهدف، اكتبي بجانب هذا الهدف النتائج السيئة أو السلبية على عدم تحقيقك لهذا الهدف
القاعدة الثانية: الأهداف والنتائج الايجابية:
كتابة ايجابيات هذا التغيير، حاولي أن تحفزي نفسك، فكري في كل الفوائد والمميزات التي ستحصلين عليها من تحقيقك لهذا الهدف، وكلما تفكرتي بهذه الفوائد، كلما ازدادت رغبتك في تحقيق هذا الهدف.
القاعدة الثالثة: وضع خطة عمل:
هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه العمل والتنفيذ، ضعي خطوات العمل، فمثلاً: المحافظة على الصلاة، فما هي خطواتها:
- قراءة الأحاديث الواردة في فضل الصلاة ومنزلتها من الدين، وفضل أدائها في أول الوقت
- استغلال الساعة لتنبيهك على دخول وقت الصلاة.
- طلب من تثقين به أن يعينك على ذلك ويذكرك بدخول وقت الصلاة.
قومي بالتركيز على خطوات العمل التي قمت باختيارها، ثم ضعها في حيز التنفيذ.
القاعدة الرابعة: التدريب ثم التدريب ثم التدريب دون يأس:
لابد من معرفة أن التغيير ليس بالسهل، فإننا نواجه تغيير عادة تعودنا عليها سنين طويلة، ولذا لابد من التدريب، والاستمرار على ترويض النفس، فبعد مرور مدة من تدريب ستتغير هذه العادة.
يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ)).
القاعدة الخامسة: الابتعاد عن السلبيين وقطع العوائق ، والتخفّف من الملهيات والعلائق:
حاولي أن لا تجالسي من لم يستطيع تحقيق هذا التغيير، فإن هؤلاء سيقومون بتحطيمك ويضعون أمامك العراقيل التي تؤدي إلى توقفك عن مشروعك والهدف الذي وضعته لنفسك، فهؤلاء هم رفقاء السوء، الذين يثنونك عن النهوض بنفسك والارتقاء بها إلى الأفضل، والابتعاد عن معصية الله سبحانه وتعالى.
وابتعدي عن الملهيات التي تعرقل وصولك لهدفك .. الجوال .. الصحبة .. الانترنت
وفي الختام:
إن مدار تغيير النفس بالإضافة الى بذل السبب على تعلق القلب بالله والاستعانة به فنحن نقول في كل ركعة ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم علّم عبدالله بن عباس : إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
فلابد أن تكون إرادتك في تغيير نفسك قوية، ولابد من العمل والبدء في تغيير نفسك، ثم عليك بالصبر، فإن أفضل الأمور هي الصبر.
رولى البخيت
سورة الرعد: من الآية 11
ماذا تعني كلمة تغيير؟؟
التغيير فيُقصد به : " التحول من حالةٍ إلى حالة " او " إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله "
هذا يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده .وقد يشمل أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول
ما الداعي للتغيير؟؟
هو أمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا فالإنسان دائما يسعى وراء الكمال .. وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها فالإنسان يبقى ناقصا- ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها .
فالتغيير دليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .
هل التغيير أمر دنيوي بحت أم هو من الدين؟
دين الإسلام … دين تربيه ، قرّر قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم ومن ثم في المجتمع المسلم وقد اشار إلى هذه القاعدة بشكل صريح في الآية، وقوله عليه الصلاة والسلام : (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ)
وهذا يؤكد أن الإنسان صاحب القرار في التغيير
لماذا لا أتغير ؟؟؟
عملية التغيير عموماً تمر بعدة مراحل
لا يمكن الانتقال الى المرحلة التالية دون تخطي المرحلة السابقة لها ، وعدم تخطي المرحلة يعني أن يعلق فيها صاحبها ويبقى يدور في دوامة السؤال (لماذا لا أتغير)
أولاً: مرحلة الإسقاطات: في هذه المرحلة فإن الشخص لا يرى أنه السبب في مشاكله ووضعه الحالي، هو يسقط كل معاناته أو وضعه الحالي على الظروف الخارجية والأشخاص الذين مروا بحياته أو يحيطونه الآن
ثانياً: مرحلة الاعتراف بوجود المشكلة أوالتقصير أو الذنب : وهي أول مراحل التغيير .. فما تقوم به النفس من ايجاد المبررات والأعذار المستمرة للعمل السلبي يدل على عدم الاعتراف بالتقصير، من هنا نعرف حرص الإسلام على قبول التوبة من الإنسان، وإن تكرر الخطأ من الإنسان.
ثالثًا: مرحلة الاستعداد: وهي مرحلة الاستشارة والسؤال ثم التخطيط. من أهم الأمور في هذه المرحلة الحرص على الاستخارة واستشارة أهل الخبرة والاختصاص
رابعًا: مرحلة التطبيق: وهي المرحلة من الإنجاز هي مرحلة كشف الجادين من الخائبين.
خامسًا: مرحلة الصيانة والمحافظة: وهي مرحلة العزيمة والإصرار والصبر والتأكد من الحصول على النتائج؛ لضمان استمرارية النجاح
سادسًا: مرحلة القضاء على المشكلة: والتأكد من عدم العودة إلى المرحلة السابقة. وهي المرحلة التي يحدث فيها تطابق حقيقي وكامل بين السلوك والقيم.
أخطاء تسبب عدم القدرة على التغيير الحقيقي
عدم تغيير طريقة التفكير والنظرة الى الأمر المراد تغييره
عدم تغيير الظروف المحيطة او الأشخاص المعيقين للتغيير
توقع النتيجة السلبية
هناك بعض القواعد العملية لوضع خطة عملية لتحقيق التغيير المنشود:
لقاعدة الأولى: حدد بوضوح ما تريده:
خذي ورقة وقلم، واكتبي الآن ما تريدي تغييره في نفسك
بعد أن حددت هذا الهدف، اكتبي بجانب هذا الهدف النتائج السيئة أو السلبية على عدم تحقيقك لهذا الهدف
القاعدة الثانية: الأهداف والنتائج الايجابية:
كتابة ايجابيات هذا التغيير، حاولي أن تحفزي نفسك، فكري في كل الفوائد والمميزات التي ستحصلين عليها من تحقيقك لهذا الهدف، وكلما تفكرتي بهذه الفوائد، كلما ازدادت رغبتك في تحقيق هذا الهدف.
القاعدة الثالثة: وضع خطة عمل:
هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه العمل والتنفيذ، ضعي خطوات العمل، فمثلاً: المحافظة على الصلاة، فما هي خطواتها:
- قراءة الأحاديث الواردة في فضل الصلاة ومنزلتها من الدين، وفضل أدائها في أول الوقت
- استغلال الساعة لتنبيهك على دخول وقت الصلاة.
- طلب من تثقين به أن يعينك على ذلك ويذكرك بدخول وقت الصلاة.
قومي بالتركيز على خطوات العمل التي قمت باختيارها، ثم ضعها في حيز التنفيذ.
القاعدة الرابعة: التدريب ثم التدريب ثم التدريب دون يأس:
لابد من معرفة أن التغيير ليس بالسهل، فإننا نواجه تغيير عادة تعودنا عليها سنين طويلة، ولذا لابد من التدريب، والاستمرار على ترويض النفس، فبعد مرور مدة من تدريب ستتغير هذه العادة.
يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ)).
القاعدة الخامسة: الابتعاد عن السلبيين وقطع العوائق ، والتخفّف من الملهيات والعلائق:
حاولي أن لا تجالسي من لم يستطيع تحقيق هذا التغيير، فإن هؤلاء سيقومون بتحطيمك ويضعون أمامك العراقيل التي تؤدي إلى توقفك عن مشروعك والهدف الذي وضعته لنفسك، فهؤلاء هم رفقاء السوء، الذين يثنونك عن النهوض بنفسك والارتقاء بها إلى الأفضل، والابتعاد عن معصية الله سبحانه وتعالى.
وابتعدي عن الملهيات التي تعرقل وصولك لهدفك .. الجوال .. الصحبة .. الانترنت
وفي الختام:
إن مدار تغيير النفس بالإضافة الى بذل السبب على تعلق القلب بالله والاستعانة به فنحن نقول في كل ركعة ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم علّم عبدالله بن عباس : إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
فلابد أن تكون إرادتك في تغيير نفسك قوية، ولابد من العمل والبدء في تغيير نفسك، ثم عليك بالصبر، فإن أفضل الأمور هي الصبر.
رولى البخيت
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم