وسوسة الشيطان
الوسوسة كلام خفي في فكر الإنسان. فيفكّـر فيه ثمّ يتخيله, ثمّ يصبح شبه كلام في نفسه لا يحسّ به غيره.
ولهذا شبّه لنا القرآن الوسوسة بكلام من الشيطان حيث استعمل المولى عز وجل كلمة قال ونسبها للشيطان, وهذا ليقرب لنا مفهوم الوسوسة. فقال عز وجل في سورة الحشر: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ... وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , يأتي الشيطان أحدكم فيقول , أي يوسوسّ له) من خلق كذا, من خلق كذا, حتى يقول من خلق ربك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعيذ بالله ولينتبه. مثل هذا الحديث أيضا يقرب لنا مفهوم الوسوسة بأنها كلام خفي يحدثُ داخل جوف الإنسان.عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, من وجد من هذا الوسواس شيا فليقول, أمنا بالله ورسله ثلاثا, فإن ذلك يذهب عنه.رواه ابن السني.
الشيطان يحول بوسوسته بين ألمراء والعبادة والصلاة وقراءة القرآن...
ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله جزء 4 ص/ 612. بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي , قال: ذاك شيطان يقال له خنزب, فإذا أنت أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا. قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. والوسوسة لا ينجو منها أحد ولو كان نبيا أو رسولا, لأن الإنسان خُلق ضعيفا, والكمال لله وحده.
تُبين هذه الصورة الآلية التي يؤثر بها الشيطان على الانسان و هي كالآتي: عندما يفكر الإنسان بأمر معين فأنة يسمع في عقلة صوت مطابق للصوت الذي يتكلم به و هذا طبيعي و هو صوت نفس الإنسان. و من المعروف في الشريعة الإسلامية أن لكل إنسان قرين شيطان يوسوس له. ولكن كيف يوسوس هذا القرين للإنسان؟ يقوم هذا الشيطان بمطابقة صوته مع صوت نفس الإنسان من حيث السرعة, النبرة, و حتى اللغات التي يعرفها الإنسان و يتكلم بها هذا القرين و يوسوس للإنسان بها. فيسمع الإنسان صوت في عقلة مطابق لصوت نفسه و يعتقد الإنسان أن نفسه تحدثه بهذه الأمور والأفكار. و لكن الأفكار التي يحتويها هذا الصوت هي أفكار سوء (أن يؤذي الإنسان نفسه أو غيره), فحشاء (أفكار الزنا و ما شابه), و القول على الله بما لا يعلم الإنسان. ويخدع الشيطان الإنسان بجعله يعتقد أن هذه الأفكار هي من نفس الإنسان و أنها حقيقة.
الصورة الثانية:
هناك دراسة أجريت في بريطانيا قام بها د. أندرو لويس و هو من أشهر علماء النفس
وهذه الدراسة هي عبارة عن إثبات علمي لتأثير الشيطان على الإنسان بالوسوسة و التخفّي. وأن ما يعتقد الناس بأنه مرض نفسي هو في الواقع عبارة عن وساوس و تأثير الشيطان على الإنسان و لكن لبعد معظم الناس عن الله عز و جل و عن كتاب الله فإن هذه الحقيقة لا يعلمها معظم الناس.
الصورة الثالثة :
تعوّذ الرسول صلّى الله عليه و سلّم من الشيطان الرجيم بقوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه. النفث هو عبارة عن إخراج هواء بلا لعاب فإذن من قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم يمكن أن نستنتج أن الشيطان ينفث (أي يخرج هواء بلا لعاب) للإنسان ولكن السؤال هو لماذا يعمل الشيطان هذا العمل؟
فإذا ما درسنا جسم الإنسان و بالأخص الدماغ البشري نجد أنه يتألف من عقد عصبية حيث أن كل عقدة في الدماغ كما هو موضّح في الصورة تكون مسؤولة عن وظيفة معينة. فعلى سبيل المثال هناك عقدة مسؤولة عن البصر و السمع وغيرها من الحواس.
وهناك عقدة مسؤولة عن الشعور بالفرح, الحزن و غيرها من العواطف. هذه العقد توّلد شعور بالفرح عن طريق إفراز مواد كيميائية عند تحفيزها وهذه المواد الكيميائية تعمل على إرخاء العضلات و بذلك يشعر الإنسان بالراحة. وعليه فإن الشيطان ينفث في هذه العقد ليولّد شعورا مطابقا لما يجب أن يشعر به الإنسان عندما تأتيه الفكرة المحتواة في وسواس الشيطان. فعلى سبيل المثال إذا تضّمن الوسواس فكرة فيها فحشاء فإن الشيطان ينفث في العقدة العصبية التي تولّد ارتخاء في العضلات و شعور بالفرح ليوهم ذلك الإنسان أن هذه الفكرة صحيحة و أنه يجب عليه أن يطبقها لما فيها من راحة و سعادة له. وإذا وسوس الشيطان للإنسان بفكره فيها قلق و تعب له فإنه ينفث في العقدة العصبية التي تولّد الشعور بالحزن و انقباض الصدر ويظن الإنسان أن الفكرة التي جاءته هي حقيقة و أنها سوف تحدث مما يؤدي بالإنسان إلى الاستفزاز الجسدي و الألم النفسي.
.
والله اعلمُ بالصواب.
"منقول "
الوسوسة كلام خفي في فكر الإنسان. فيفكّـر فيه ثمّ يتخيله, ثمّ يصبح شبه كلام في نفسه لا يحسّ به غيره.
ولهذا شبّه لنا القرآن الوسوسة بكلام من الشيطان حيث استعمل المولى عز وجل كلمة قال ونسبها للشيطان, وهذا ليقرب لنا مفهوم الوسوسة. فقال عز وجل في سورة الحشر: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ... وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , يأتي الشيطان أحدكم فيقول , أي يوسوسّ له) من خلق كذا, من خلق كذا, حتى يقول من خلق ربك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعيذ بالله ولينتبه. مثل هذا الحديث أيضا يقرب لنا مفهوم الوسوسة بأنها كلام خفي يحدثُ داخل جوف الإنسان.عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, من وجد من هذا الوسواس شيا فليقول, أمنا بالله ورسله ثلاثا, فإن ذلك يذهب عنه.رواه ابن السني.
الشيطان يحول بوسوسته بين ألمراء والعبادة والصلاة وقراءة القرآن...
ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله جزء 4 ص/ 612. بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال : يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي , قال: ذاك شيطان يقال له خنزب, فإذا أنت أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا. قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. والوسوسة لا ينجو منها أحد ولو كان نبيا أو رسولا, لأن الإنسان خُلق ضعيفا, والكمال لله وحده.
تُبين هذه الصورة الآلية التي يؤثر بها الشيطان على الانسان و هي كالآتي: عندما يفكر الإنسان بأمر معين فأنة يسمع في عقلة صوت مطابق للصوت الذي يتكلم به و هذا طبيعي و هو صوت نفس الإنسان. و من المعروف في الشريعة الإسلامية أن لكل إنسان قرين شيطان يوسوس له. ولكن كيف يوسوس هذا القرين للإنسان؟ يقوم هذا الشيطان بمطابقة صوته مع صوت نفس الإنسان من حيث السرعة, النبرة, و حتى اللغات التي يعرفها الإنسان و يتكلم بها هذا القرين و يوسوس للإنسان بها. فيسمع الإنسان صوت في عقلة مطابق لصوت نفسه و يعتقد الإنسان أن نفسه تحدثه بهذه الأمور والأفكار. و لكن الأفكار التي يحتويها هذا الصوت هي أفكار سوء (أن يؤذي الإنسان نفسه أو غيره), فحشاء (أفكار الزنا و ما شابه), و القول على الله بما لا يعلم الإنسان. ويخدع الشيطان الإنسان بجعله يعتقد أن هذه الأفكار هي من نفس الإنسان و أنها حقيقة.
الصورة الثانية:
هناك دراسة أجريت في بريطانيا قام بها د. أندرو لويس و هو من أشهر علماء النفس
وهذه الدراسة هي عبارة عن إثبات علمي لتأثير الشيطان على الإنسان بالوسوسة و التخفّي. وأن ما يعتقد الناس بأنه مرض نفسي هو في الواقع عبارة عن وساوس و تأثير الشيطان على الإنسان و لكن لبعد معظم الناس عن الله عز و جل و عن كتاب الله فإن هذه الحقيقة لا يعلمها معظم الناس.
الصورة الثالثة :
تعوّذ الرسول صلّى الله عليه و سلّم من الشيطان الرجيم بقوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه. النفث هو عبارة عن إخراج هواء بلا لعاب فإذن من قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم يمكن أن نستنتج أن الشيطان ينفث (أي يخرج هواء بلا لعاب) للإنسان ولكن السؤال هو لماذا يعمل الشيطان هذا العمل؟
فإذا ما درسنا جسم الإنسان و بالأخص الدماغ البشري نجد أنه يتألف من عقد عصبية حيث أن كل عقدة في الدماغ كما هو موضّح في الصورة تكون مسؤولة عن وظيفة معينة. فعلى سبيل المثال هناك عقدة مسؤولة عن البصر و السمع وغيرها من الحواس.
وهناك عقدة مسؤولة عن الشعور بالفرح, الحزن و غيرها من العواطف. هذه العقد توّلد شعور بالفرح عن طريق إفراز مواد كيميائية عند تحفيزها وهذه المواد الكيميائية تعمل على إرخاء العضلات و بذلك يشعر الإنسان بالراحة. وعليه فإن الشيطان ينفث في هذه العقد ليولّد شعورا مطابقا لما يجب أن يشعر به الإنسان عندما تأتيه الفكرة المحتواة في وسواس الشيطان. فعلى سبيل المثال إذا تضّمن الوسواس فكرة فيها فحشاء فإن الشيطان ينفث في العقدة العصبية التي تولّد ارتخاء في العضلات و شعور بالفرح ليوهم ذلك الإنسان أن هذه الفكرة صحيحة و أنه يجب عليه أن يطبقها لما فيها من راحة و سعادة له. وإذا وسوس الشيطان للإنسان بفكره فيها قلق و تعب له فإنه ينفث في العقدة العصبية التي تولّد الشعور بالحزن و انقباض الصدر ويظن الإنسان أن الفكرة التي جاءته هي حقيقة و أنها سوف تحدث مما يؤدي بالإنسان إلى الاستفزاز الجسدي و الألم النفسي.
.
والله اعلمُ بالصواب.
"منقول "
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم