الصراحة و المجاملة..
صفتان نختلف في رؤيتنا لهما.. نختلف في مدى مانحمله منهما.. فلكلٍ منّا قدر مختلف عن الآخرين يحتويه في نفسه ويتصف به قوله وفعله..
والسؤال هنا..
هل المجاملة تناقض الصراحة؟؟
بمعنى هل الإنسان الصريح لايملك أن يجامل؟؟
هل بالإمكان أن نتصف بهاتين الصفتين في آنٍ واحد؟؟
أم أن غلبة أحدهما لابد منها؟؟
التناقض أو عدمه ينتج من تعريفنا لهما.. وحسب الزاوية التي نراهما من خلالها.. لذلك أرى أن المجاملة لاتناقض الصراحة إذا لم تتجاوز حداً معيناً وبإمكاننا أن نمتلكهما معاً في آنٍ واحد.. كما أن التناقض أمرٌ مفروغٌ منه في حال تجاوزت المجاملة الحد المطلوب لتصل إلى النفاق..
الصراحة التي أقصدها ليست الوصول بأقوالنا وأفعالنا إلى الوقاحة.. بل الصراحة صدق مع النفس قبل الصدق مع الآخرين..
الصراحة من خلالها يقف الآخرين على آرائنا الحقيقية في مختلف الموضوعات لا أن نجعلهم يقفوا على مايرضيهم عنّا من آراء لنحتفظ بآرائنا لأنفسنا..
الصراحة عدم خديعة الآخرين بكلمات أبعد ماتكون عن الواقع على ألا تؤدي إلى الإفساد بين الآخرين..
الصراحة عدم نسب صفات للآخرين لايمتلكون منها شيئاً على ألا تتعدى ذلك لتكون وسيلة للتجريح وتصل بالآخرين للإحباط وتثبط من هممهم..
الصراحة قول كلمة الحق ولو على أنفسنا بلاخوفٍ أو وجل..
فإذا كانت المجاملة كلمات نرفع بها معنويات الآخرين على ألا تناقض الواقع تناقضاً تاماً.. فيكون الهدف منها إبعادهم عن الإحباط لا إخفاء الحقيقة عنهم بل تبسيط حقيقة قد تكون قاسية عليهم.. فهنا يمكن المزج بين الصراحة والمجاملة في تعاملنا مع الآخرين.. بل هما في هذه الحالة مكملتان لبعضهما..
فلا نقول للفاشل بصراحة أنت فاشل.. لأن ذلك يؤدي به إلى الإحباط والفشل الذريع... ولا نقول له من باب المجاملة أنت ناجح.. لأن ذلك خداعٌ له ومن شأنه أن يبقيه في مكانه فلا يتقدم أبداً ولا يسير في دروب النجاح..
بإمكاننا رفع معنوياته وعدم إحباطه على ألا نخفي عليه الحقيقة.. فمثلاً.. تملك من القدرات مايمكنك من النجاح ولكن ابذل قصارى جهدك.. النجاح يحتاج إلى مجهود أكبر..
الفشل في أمرك هذا ليس نهاية العالم بشرط أن تكرر المحاولة وتبحث عن سبل النجاح.. وما إلى ذلك..
أما إذا كانت المجاملة وسيلة لخداع الآخرين.. مدح الآخرين بما ليس فيهم.. مجاراة الغير في رأيه الخاطئ وعدم توضيح الصواب له.. وسيلة لتحقيق مصالح شخصية وأغراض ذاتية.. البحث عما يرضي الآخرين عنّا لا عما يتحدث به لسان الحق.. البحث عما يسير وفق أهوائهم لا الحق والصواب..
هنا بالتأكيد نلمس تناقضاً بينهما.. هذا ما أراه..
ولكن هل تتفقون معي في أن المجاملة التي تصل إلى حد النفاق هي المنتشرة في هذا الزمن؟؟
وأنّ الصراحة لايملكها الكثير؟؟ أو ربما يجدونها شيئاً يجب الابتعاد عنه؟؟ أو أنها تُفقِد الإنسان الكثير في نظرهم؟؟؟
بل إنني سمعتُ يوماً نصيحة مفادها.. أنّ الصراحة صفة يجب أن نتنازل عنها إن بُلينا بها.. لأن الصدق لا يجب التعامل به مع الآخرين وإلا فإننا لن نصل إلى ما نريد.. فلا يأتي من وراء الصراحة والصدق إلا الخيبة والخسارة..
أي أنها أصبحت ابتلاء في نظر البعض..
وهنا أتساءل.. من لا يؤيد الصراحة وينافق الآخرين.. هل يرضى أن يعاملوه الناس بذلك؟؟
إذا كان الجواب نعم.. فهؤلاء لايريدون أن يعرفوا حقيقة أنفسهم فكيف لهم أن يصلوا إلى الأفضل؟؟
وإذا كان الجواب لا.. عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به
"منقول"
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم