يا ذا الاذنين
بقلم: منى دولة (أم مجاهد)
بقلم: منى دولة (أم مجاهد)
المقالب... وما أدراك ما المقالب في قاموس أم رامي؟! إنها خفة الدم وروح الدعابة التي تستثمرها في الضحك على كل من في طريقها...يحترس كل من يهم بزيارتها ودخول بيتها...أحيانا تخفي المفاتيح وبعد انقطاع نفس الضيف في البحث تفاجئه بأنه (أكل) مقلبًا... وأحيانا تخترع لضيفها قصة تشغل باله طوال الزيارة، ثم تفاجئه بأنها مزحة... إنها تصل ليلها بنهارها في اختلاق قصص وروايات، ولك أن تتصور ضحكاتها العالية عند نجاحها في صنع المقالب.
بات الجميع يعترف ببراعتها في إتقان هذا النوع من المزاح، وهو صنع المقالب! ولكم نصحت ونصحت:
يا أم رامي..ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؟)! وكان ردها دائمًا كلمة واحدة: إن مقالبي وضحكاتي تهون على قلبي زحمة وضغط حياتي.
يستعد أبو رامي لاستقبال أخيه القادم من أمريكا.. البيت على قدم و ساق..سجاد جديد، وستائر جذابة، وغرفة نوم خاصة للضيف الغالي.. وقائمة حافلة بما لذ وطاب من الطعام الذي يشتهيه القادم الغالي..كلما غدا أو راح يطمئن على خطوات سير العمل و الاستعدادات.. كل شيء جاهز، ولم يبق سوى العلم بموعد وصول الضيف.
تفكر أم رامي وتعمل ذهنها.. إنها مناسبة خصبة لعمل مقلب لذيذ.. تفكر وتفكر... كلما خرج أبو رامي أو دخل يسأل: هل اتصل أخي؟ هل اتصل أخي؟ حتى كان ذلك اليوم.. دعي أبو رامي لمأدبة عشاء بمناسبة زواج ابن صديقه، وبينما يتناول الجميع طعام العشاء هاتفته الزوجة مهنئة بوصول الضيف.. يا أبا رامي يا زوجي الحبيب: وصل ضيفك وهو بانتظارك الآن في المطار.. لقد أحب مفاجأتك.. أسرع.. أسرع يارجل!
انتشى أبو رامي للخبر .. فقد مرت عشرون سنة لم ير خلالها أخاه..كبر وكبر الجميع معه وتركوا الطعام وطاروا إلى المطار.
أبو رامي يحدث نفسه طوال الطريق: ترى هل سأعرفه؟ هل تغير كثيرا؟ ترى؟ وهل؟ لحظات وكان الجميع على بوابة قاعة الوصول.. انتظروا.. وانتظروا.. وطال الانتظار.. ولا أثر للعائد الغالي! الله أكبر.. أين اختفي أخي العزيز!؟
بلهفة قلقة هاتف أبو رامي زوجه مستفسرًا.. من أنبأك بهذا الخبر؟ كيف لا نرى له أثرًا حتى الآن!؟
جاءه صوتها ضاحكًا: هل أنت الآن في المطار؟
طبعا..ألم تخبريني بوصول أخي؟
متأكد أنك في المطار؟
علا صوته محتدًّا: نعم.. ملطوع منذ أكثر من ساعة ونصف.. ولا حس ولا خبر!
غرقت في ضحكها المتواصل وقالت : أكلت مقلب كبير أطيب من عشاءك اللذيذ..صحتين.
وكانت ليلة ليلاء، باتتها أم رامي وأسبوعًا بعدها في بيت أهلها،ولم ترجع إلى بيتها إلا بعد أن تعهدت بإلغاء المقالب من قاموس حياتها.
يا أم رامي.. أسوتك أختاه نبيك الكريم صلى الله عليه و سلم يوم قال له صحابته الكرام.. يا رسول الله إنك تداعبنا،قال: نعم، غير أني لا أقول إلا حقًّا.
و قال يوما لأنس بن مالك يا ذا الأذنين، والمعنى يا ذا الأذنين السميعتين الضابطتين لما سمعتاه؛ تأكيدًا لذكاء أنس و فطنته. وفي التعبير مباسطة وملاطفة كريمة..وكان صلى الله عليه و سلم يلاطف أبا عمير، أخا أنس الصغير، ويدخل عليه السرور سائلا له: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ والنغير هو طائر كالعصفور أحمر المنقار.
وفي أبي داود عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني حاملك على و لد ناقة، فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال:وهل تلد الإبل إلا النوق؟
وفي جامع معمر بن راشد عنه رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا وكان يهدي إلى النبي هديه من البادية، فيجهزه النبي إذا أراد أن يخرج. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: إن زاهرا باديتنا ونحن حاضرته. وكان يحبه، وكان رجلا دميمًا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: من هذا؟ أرسلني.. فالتفت فعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخذ يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال: يا رسول الله إذا و الله تجدني كاسدًا (أي لن يشتريني أحد لو كنت عبدًا) فقال صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله أنت غال.
وفي الترمذي أن عجوزًا أتت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة.فقال: يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز. فولت تبكي.. فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز. قال تعالى (إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارًا، عربًا أترابا، لأصحاب اليمين)
يا أم رامي: ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه و سلم عندما سأله الصحابي الجليل عقبة بن عامر: يا رسول الله: ما النجاة؟ فقال أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك!؟
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه، وأنفق الفضل من ماله.
ألم يقل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو ليس شيء أحوج إلى طول سجن من لساني. ألم يكن يقول: يا لساني قل خيرا تغنم، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم.
وختامًا أختي الحبيبة أذكرك يقول الله عز وجل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
بات الجميع يعترف ببراعتها في إتقان هذا النوع من المزاح، وهو صنع المقالب! ولكم نصحت ونصحت:
يا أم رامي..ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؟)! وكان ردها دائمًا كلمة واحدة: إن مقالبي وضحكاتي تهون على قلبي زحمة وضغط حياتي.
يستعد أبو رامي لاستقبال أخيه القادم من أمريكا.. البيت على قدم و ساق..سجاد جديد، وستائر جذابة، وغرفة نوم خاصة للضيف الغالي.. وقائمة حافلة بما لذ وطاب من الطعام الذي يشتهيه القادم الغالي..كلما غدا أو راح يطمئن على خطوات سير العمل و الاستعدادات.. كل شيء جاهز، ولم يبق سوى العلم بموعد وصول الضيف.
تفكر أم رامي وتعمل ذهنها.. إنها مناسبة خصبة لعمل مقلب لذيذ.. تفكر وتفكر... كلما خرج أبو رامي أو دخل يسأل: هل اتصل أخي؟ هل اتصل أخي؟ حتى كان ذلك اليوم.. دعي أبو رامي لمأدبة عشاء بمناسبة زواج ابن صديقه، وبينما يتناول الجميع طعام العشاء هاتفته الزوجة مهنئة بوصول الضيف.. يا أبا رامي يا زوجي الحبيب: وصل ضيفك وهو بانتظارك الآن في المطار.. لقد أحب مفاجأتك.. أسرع.. أسرع يارجل!
انتشى أبو رامي للخبر .. فقد مرت عشرون سنة لم ير خلالها أخاه..كبر وكبر الجميع معه وتركوا الطعام وطاروا إلى المطار.
أبو رامي يحدث نفسه طوال الطريق: ترى هل سأعرفه؟ هل تغير كثيرا؟ ترى؟ وهل؟ لحظات وكان الجميع على بوابة قاعة الوصول.. انتظروا.. وانتظروا.. وطال الانتظار.. ولا أثر للعائد الغالي! الله أكبر.. أين اختفي أخي العزيز!؟
بلهفة قلقة هاتف أبو رامي زوجه مستفسرًا.. من أنبأك بهذا الخبر؟ كيف لا نرى له أثرًا حتى الآن!؟
جاءه صوتها ضاحكًا: هل أنت الآن في المطار؟
طبعا..ألم تخبريني بوصول أخي؟
متأكد أنك في المطار؟
علا صوته محتدًّا: نعم.. ملطوع منذ أكثر من ساعة ونصف.. ولا حس ولا خبر!
غرقت في ضحكها المتواصل وقالت : أكلت مقلب كبير أطيب من عشاءك اللذيذ..صحتين.
وكانت ليلة ليلاء، باتتها أم رامي وأسبوعًا بعدها في بيت أهلها،ولم ترجع إلى بيتها إلا بعد أن تعهدت بإلغاء المقالب من قاموس حياتها.
يا أم رامي.. أسوتك أختاه نبيك الكريم صلى الله عليه و سلم يوم قال له صحابته الكرام.. يا رسول الله إنك تداعبنا،قال: نعم، غير أني لا أقول إلا حقًّا.
و قال يوما لأنس بن مالك يا ذا الأذنين، والمعنى يا ذا الأذنين السميعتين الضابطتين لما سمعتاه؛ تأكيدًا لذكاء أنس و فطنته. وفي التعبير مباسطة وملاطفة كريمة..وكان صلى الله عليه و سلم يلاطف أبا عمير، أخا أنس الصغير، ويدخل عليه السرور سائلا له: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ والنغير هو طائر كالعصفور أحمر المنقار.
وفي أبي داود عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني حاملك على و لد ناقة، فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال:وهل تلد الإبل إلا النوق؟
وفي جامع معمر بن راشد عنه رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا وكان يهدي إلى النبي هديه من البادية، فيجهزه النبي إذا أراد أن يخرج. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: إن زاهرا باديتنا ونحن حاضرته. وكان يحبه، وكان رجلا دميمًا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: من هذا؟ أرسلني.. فالتفت فعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخذ يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال: يا رسول الله إذا و الله تجدني كاسدًا (أي لن يشتريني أحد لو كنت عبدًا) فقال صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله أنت غال.
وفي الترمذي أن عجوزًا أتت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة.فقال: يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز. فولت تبكي.. فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز. قال تعالى (إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارًا، عربًا أترابا، لأصحاب اليمين)
يا أم رامي: ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه و سلم عندما سأله الصحابي الجليل عقبة بن عامر: يا رسول الله: ما النجاة؟ فقال أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك!؟
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه، وأنفق الفضل من ماله.
ألم يقل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو ليس شيء أحوج إلى طول سجن من لساني. ألم يكن يقول: يا لساني قل خيرا تغنم، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم.
وختامًا أختي الحبيبة أذكرك يقول الله عز وجل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم