أمي بعد أمي
بقلم : منى دولة.. أم مجاهد
بقلم : منى دولة.. أم مجاهد
بالأمس غادرتنا أمي مسافرة لزيارة جدتي؛ فهي تقضي معها من كل عام شهرًا؛ برًّا بها. أمي الحبيبة هي مهجة قلبي وتوأم روحي، أتمنى أن أرد لها شيئًا من جميلها امتنانًا وعرفانًا: حملتني شهورًا تسعة (وهنًا على وهن) ووضعتني بعد آلام المخاض التي لا يعلم شدتها إلا من عايشها، ووهبتني من عمرها وشبابها رعايةً وحنانًا وعطاءً..
هي ليست ككل الأمهات، إنها عطاء بلا حدود، كالنبتة التي تذوي بعد نضوج ثمارها، هذه الثمار التي هزمت العافية في جسدها النحيل..
كنت أرى كدها وتعبها وهي ترعاني أنا وباقي إخواني! وكم تمنيت وقتها - على صغر سني - أن أكبر سريعًا لأكون عونًا لها،
وتمر الأيام سريعة لأغادر إلى بيت زوجي، وليزيد حبي وامتناني لها بعد أن أصبحت أمًا أتمنى أن يكون خدي مداسًا لها، عندما أراها أسارع لتقبيل يديها ورأسها لأنال رضاها، وأغتنم دعواتها التي لا ترد،..
لا يمر يومًا دون أن أهاتفها وأسارع لزيارتها، وإن تأخرت عنها وجدتها بباب بيتي تحمل ما يسعد صغاري من الحلوى والشيكولاته، وتقول عندما وضعت العشاء رأيتك وصغارك أمامي فأحضرته لنتناوله معًا.
لك يا أمي حبي واحترامي، ولا أملك ما أرد لك به عطاءك، فالدنيا بأسرها لا تساوي شيئًا من معروفك، أنا أعلم أنك ما انتظرت يومًا ردًّا للجميل لأنك أنت الأم، أجمل كلمة وأجمل رمز للعطاء والتضحية والبذل.
لكني خبأت لك خبيئة عند الله، فسألته سبحانه بأن أهديك من حلل الجنة وكنوزها يوم القيامة، فهذا أقل حق لك عندي.
إن من أعظم درجات شكر النعم، أن يشكر الإنسان نعمة ربه وهي بين يديه، كيف أشكر ربي سبحانه وأحمد عطاءه العظيم وقد رزقني أمًّا ثانية، هي أمي بعد أمي، والدة زوجي: البذل والعطاء والحنان وكل ما تحمله الأمومة الحقيقية من معاني، بسمتها لا تفارق وجهها، لقاء العائلة الأسبوعي في بيتها، البيت يملؤه الصغار لعبًا وعبثًا بأركانه هنا وهناك، وهي سعيدة، تطهو لنا الطعام بيديها، وتجهز أنواع الحلويات التي تتقنها، وتظل تكد وتتعب لتهيئ لنا كل ما يريحنا ويسعدنا، وما أن يمسي النهار حتى تلقي بجسدها المتعب على أقرب أريكة، وتقول بكلماتها الجميلة: الحمد الله أنكم جميعًا بخير، وأن الله جمعني بكم هذا الأسبوع على خير، لا تقطعوا هذه العادة يا أبنائي مهما كان السبب، ولا تسأل عن رمضان وطعمه الخاص في لقائنا اليومي ببيتها على مائدة الإفطار الشهية، لا أملك سوى الدعاء بأن يبارك الله في عمرها وفى صحتها وأن يعيننا على رد معروفها .
كم أحزن عندما أرى إحداهن على خلاف مع حماتها، أقصد أمها الثانية، هذه الأم التي قدمت ولدها ومهجة قلبها، بعد أن سهرت على تأديبه وتعليمه ثم أصبح رجلاً هدية لها، لماذا تصبر على أمها إن تعكر الصفو بينهما ولا تصبر على أمه؟ ولماذا تحاول الزوجة دائمًا أن تنزع زوجها من أهله وخاصةً والدته؟ ولماذا تكثر المشاحنات عادةً بين الزوجة وحماتها، بعد أن كبرت أمه، وزاد احتياجها للحب والحنان والرعاية؟ ألا يجب على الكريم رد الدين؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
يروى أن إعرابيًا نحر خروفًا، وقال لإمراته أطعمى أمي منه، فقالت : أيها أطعمها ؟ فقال لها الورك. قالت : ظوهرت بشحمة وبطنت بلحمة، لا لعمر الله. قال : فقطعي لها الكتف، قالت: الحاملة الشحم من كل مكان؟ لا لعمر الله. قال فما تقطعين لها؟ قالت: اللحي ظوهرت بلجدة وبطنت بعظم. قال فتزوديها إلى أهلك، وخلي سبيلها.
حكت لي إحدي صديقاتي أن زوجها يخصص مصروفًا شهريًا لها ولأمه، وما أن يضع المبلغ فى يدها إلا وتعطي أمه نصيبًا منه سرًّا، فسألتها أمه يومًا: لماذا يا بنتي تجعلين لي نصيبًا من مصروفك رغم أنه يعطيني ... قالت: لا أدري، ولكن هذا يسعدني ... فجاء رد أمه ... يا بنتي لقد كنت أفعل نفس الشيء مع حماتي ! سبحان الله..
الأنبياء كانوا أبر الناس بوالديهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه، وها هو ابن عمر رضي الله عنهما يرى رجلًا قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال : يا ابن عمر: أتراني جازيتها "وفّيتها حقّها" ؟ قال ولا بطلقة من طلقاتها.. ولكن أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرًا.
أسأله سبحانه أن يعينني على الشكر، وأن يعينني على برها، فقد جاء رجل من الأنصار إليه صلى الله عليه وسلم يسأله يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: نعم خصال أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما .
اللهم يا كريم يا جواد، يا رؤوفًا بالعباد، يا من إذا وعد وفى، وإذا أوعد جاد وعفا، اللهم ارحمنا وارحم والدينا ووالدي والدينا، وارزقنا الجنة، وما يقرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل .
هي ليست ككل الأمهات، إنها عطاء بلا حدود، كالنبتة التي تذوي بعد نضوج ثمارها، هذه الثمار التي هزمت العافية في جسدها النحيل..
كنت أرى كدها وتعبها وهي ترعاني أنا وباقي إخواني! وكم تمنيت وقتها - على صغر سني - أن أكبر سريعًا لأكون عونًا لها،
وتمر الأيام سريعة لأغادر إلى بيت زوجي، وليزيد حبي وامتناني لها بعد أن أصبحت أمًا أتمنى أن يكون خدي مداسًا لها، عندما أراها أسارع لتقبيل يديها ورأسها لأنال رضاها، وأغتنم دعواتها التي لا ترد،..
لا يمر يومًا دون أن أهاتفها وأسارع لزيارتها، وإن تأخرت عنها وجدتها بباب بيتي تحمل ما يسعد صغاري من الحلوى والشيكولاته، وتقول عندما وضعت العشاء رأيتك وصغارك أمامي فأحضرته لنتناوله معًا.
لك يا أمي حبي واحترامي، ولا أملك ما أرد لك به عطاءك، فالدنيا بأسرها لا تساوي شيئًا من معروفك، أنا أعلم أنك ما انتظرت يومًا ردًّا للجميل لأنك أنت الأم، أجمل كلمة وأجمل رمز للعطاء والتضحية والبذل.
لكني خبأت لك خبيئة عند الله، فسألته سبحانه بأن أهديك من حلل الجنة وكنوزها يوم القيامة، فهذا أقل حق لك عندي.
إن من أعظم درجات شكر النعم، أن يشكر الإنسان نعمة ربه وهي بين يديه، كيف أشكر ربي سبحانه وأحمد عطاءه العظيم وقد رزقني أمًّا ثانية، هي أمي بعد أمي، والدة زوجي: البذل والعطاء والحنان وكل ما تحمله الأمومة الحقيقية من معاني، بسمتها لا تفارق وجهها، لقاء العائلة الأسبوعي في بيتها، البيت يملؤه الصغار لعبًا وعبثًا بأركانه هنا وهناك، وهي سعيدة، تطهو لنا الطعام بيديها، وتجهز أنواع الحلويات التي تتقنها، وتظل تكد وتتعب لتهيئ لنا كل ما يريحنا ويسعدنا، وما أن يمسي النهار حتى تلقي بجسدها المتعب على أقرب أريكة، وتقول بكلماتها الجميلة: الحمد الله أنكم جميعًا بخير، وأن الله جمعني بكم هذا الأسبوع على خير، لا تقطعوا هذه العادة يا أبنائي مهما كان السبب، ولا تسأل عن رمضان وطعمه الخاص في لقائنا اليومي ببيتها على مائدة الإفطار الشهية، لا أملك سوى الدعاء بأن يبارك الله في عمرها وفى صحتها وأن يعيننا على رد معروفها .
كم أحزن عندما أرى إحداهن على خلاف مع حماتها، أقصد أمها الثانية، هذه الأم التي قدمت ولدها ومهجة قلبها، بعد أن سهرت على تأديبه وتعليمه ثم أصبح رجلاً هدية لها، لماذا تصبر على أمها إن تعكر الصفو بينهما ولا تصبر على أمه؟ ولماذا تحاول الزوجة دائمًا أن تنزع زوجها من أهله وخاصةً والدته؟ ولماذا تكثر المشاحنات عادةً بين الزوجة وحماتها، بعد أن كبرت أمه، وزاد احتياجها للحب والحنان والرعاية؟ ألا يجب على الكريم رد الدين؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
يروى أن إعرابيًا نحر خروفًا، وقال لإمراته أطعمى أمي منه، فقالت : أيها أطعمها ؟ فقال لها الورك. قالت : ظوهرت بشحمة وبطنت بلحمة، لا لعمر الله. قال : فقطعي لها الكتف، قالت: الحاملة الشحم من كل مكان؟ لا لعمر الله. قال فما تقطعين لها؟ قالت: اللحي ظوهرت بلجدة وبطنت بعظم. قال فتزوديها إلى أهلك، وخلي سبيلها.
حكت لي إحدي صديقاتي أن زوجها يخصص مصروفًا شهريًا لها ولأمه، وما أن يضع المبلغ فى يدها إلا وتعطي أمه نصيبًا منه سرًّا، فسألتها أمه يومًا: لماذا يا بنتي تجعلين لي نصيبًا من مصروفك رغم أنه يعطيني ... قالت: لا أدري، ولكن هذا يسعدني ... فجاء رد أمه ... يا بنتي لقد كنت أفعل نفس الشيء مع حماتي ! سبحان الله..
الأنبياء كانوا أبر الناس بوالديهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه، وها هو ابن عمر رضي الله عنهما يرى رجلًا قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال : يا ابن عمر: أتراني جازيتها "وفّيتها حقّها" ؟ قال ولا بطلقة من طلقاتها.. ولكن أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرًا.
أسأله سبحانه أن يعينني على الشكر، وأن يعينني على برها، فقد جاء رجل من الأنصار إليه صلى الله عليه وسلم يسأله يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: نعم خصال أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما .
اللهم يا كريم يا جواد، يا رؤوفًا بالعباد، يا من إذا وعد وفى، وإذا أوعد جاد وعفا، اللهم ارحمنا وارحم والدينا ووالدي والدينا، وارزقنا الجنة، وما يقرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل .
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم