يا بن السوداء !
بقلم منى محمود أم مجاهد
بقلم منى محمود أم مجاهد
ما بال خالتى أم فيصل ترمقني بنظرات منذ أيام حيرتني؟!
جمعتنا حلقة العلم في المسجد منذ سنين..... أحببتها في الله كثيرًا؛ فهي تجتهد بحفظ القرآن وحضور حلقة العلم.. لكن نظراتها هي سبب حيرتي.
منذ كنت صغيرة.تعودت على الأصابع المشيرة إلي فأنا سمراء البشرة؛ بل سوداؤها! وكم سبب ذلك لي من حرج، كما فتح جرحًا كبيرًا.. فلم أكن أسمع إلا كلمة: مسكينة سوداء. لم أكن أفهم لم أنا مسكينة!
كبرت، وفهمت، وحمدت الله على نعمة الدين، والخلق السوي، والخلقة الكريمة! ألم يكن بلال الحبشي أسود اللون، وحاز حب الله وحب رسول الله وحب عباد الله!؟ حتى قال صلى الله عليه وسلم، إني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة؟! ويومًا قال له أبو ذر: يا بن السوداء! فشكاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا ذر: أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية، فقال أبو ذر: تمنيت لو أنني مت وما سمعت ذلك منه صلى الله علي وسلم، ثم وضع أبو ذر خده على التراب، وقال: يا بلال ضع قدمك على خدي، فقال بلال: عفا الله عنك يا أخي، ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله، فقاما يعتنقان ويبكيان.
ألم يخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن ميزان التفاضل عند الله هو التقوى، وأنه لا فضل لأبيض على أسود ولا عربي على أعجمي إلا بالتقوى!؟
الحمد لله؛ لقد أيقنت بأن لوني ليس مشكلة، وأني لست مسكينة؛ رغم الأصابع الجاهلة المشيرة إلي، ورغم كلمة مسكينة، بل إنهم حقًّا هم المساكين الذين لا يحسنون وضع الأمور في موازينها الحقيقية.
سأقتحم جو الحيرة الذي غلفني بنظرة خالتي أم فيصل.. عيناها تقولان شيئًا لا أدري ما هو!
ربتت على كتفي وقالت :سلمى: اليوم يا بنتي سأزوركم، عندي كلام، أريد أن أكلم أهلك فيه.
أسعدتني زيارتها، واستمتعت بجلستها، رغم أني ما جلست معها إلا القليل، وغالب الزيارة كانت لأمي.. وما إن غادرتنا حتى جاءني صوت أمي الحاني: أبشري يا سلمى، أسعدك الله يا حبيبتي، فأنت تستحقين كل خير..
خيرًا يا أمي!؟
طلبتك أم فيصل عروسًا لابنها.
ماذا؟ أنا؟ عروس لفيصل!؟ رغم بشرتي السوداء؟
عندها فهمت معنى تلك النظرات التي حيرتني من خالتي أم فيصل!
يا لها من امرأة عظيمة! لقد توفي عنها زوجها، وحناء عرسها فى يديها! وكان أول حملها ولدها فيصل الذي وهبت حياتها له، وعكفت على تأديبه وحسن تربيته وتعليمه، حتى أصبح الدكتور فيصل الذي جمع الدين والدنيا فهو طبيب داعية! وهذا من فضل الله عليه وعليها.
مدة يسيرة مضت وتم الزفاف! نعم الزوج الصالح أنت يا فيصل.
سألته يومًا لم اخترتني أنا بالذات؛ رغم أن هناك الكثيرات ممن هن أجمل مني؛ أقصد رغم لوني الأسود!؟
يا سلمى: أحببتك قبل أن أراك؛ لشدة حب أمي إياك، أحببت دينك وخلقك وحسن تأدبك، ولقد اشتريت هذا الدين تبعًا لأمره صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فالجمال يا زوجتي الحبيبة جمال الخلق والطبع، وأنت في عيني أجمل الجميلات.
قلت في نفسي: اللهم لك الحمد على منك وفضلك وكرم عطائك!
وتذكرت النظرات المشفقة، والأصابع المشيرة!
إنهم حقًّا هم المساكين.
جمعتنا حلقة العلم في المسجد منذ سنين..... أحببتها في الله كثيرًا؛ فهي تجتهد بحفظ القرآن وحضور حلقة العلم.. لكن نظراتها هي سبب حيرتي.
منذ كنت صغيرة.تعودت على الأصابع المشيرة إلي فأنا سمراء البشرة؛ بل سوداؤها! وكم سبب ذلك لي من حرج، كما فتح جرحًا كبيرًا.. فلم أكن أسمع إلا كلمة: مسكينة سوداء. لم أكن أفهم لم أنا مسكينة!
كبرت، وفهمت، وحمدت الله على نعمة الدين، والخلق السوي، والخلقة الكريمة! ألم يكن بلال الحبشي أسود اللون، وحاز حب الله وحب رسول الله وحب عباد الله!؟ حتى قال صلى الله عليه وسلم، إني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة؟! ويومًا قال له أبو ذر: يا بن السوداء! فشكاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا ذر: أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية، فقال أبو ذر: تمنيت لو أنني مت وما سمعت ذلك منه صلى الله علي وسلم، ثم وضع أبو ذر خده على التراب، وقال: يا بلال ضع قدمك على خدي، فقال بلال: عفا الله عنك يا أخي، ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله، فقاما يعتنقان ويبكيان.
ألم يخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن ميزان التفاضل عند الله هو التقوى، وأنه لا فضل لأبيض على أسود ولا عربي على أعجمي إلا بالتقوى!؟
الحمد لله؛ لقد أيقنت بأن لوني ليس مشكلة، وأني لست مسكينة؛ رغم الأصابع الجاهلة المشيرة إلي، ورغم كلمة مسكينة، بل إنهم حقًّا هم المساكين الذين لا يحسنون وضع الأمور في موازينها الحقيقية.
سأقتحم جو الحيرة الذي غلفني بنظرة خالتي أم فيصل.. عيناها تقولان شيئًا لا أدري ما هو!
ربتت على كتفي وقالت :سلمى: اليوم يا بنتي سأزوركم، عندي كلام، أريد أن أكلم أهلك فيه.
أسعدتني زيارتها، واستمتعت بجلستها، رغم أني ما جلست معها إلا القليل، وغالب الزيارة كانت لأمي.. وما إن غادرتنا حتى جاءني صوت أمي الحاني: أبشري يا سلمى، أسعدك الله يا حبيبتي، فأنت تستحقين كل خير..
خيرًا يا أمي!؟
طلبتك أم فيصل عروسًا لابنها.
ماذا؟ أنا؟ عروس لفيصل!؟ رغم بشرتي السوداء؟
عندها فهمت معنى تلك النظرات التي حيرتني من خالتي أم فيصل!
يا لها من امرأة عظيمة! لقد توفي عنها زوجها، وحناء عرسها فى يديها! وكان أول حملها ولدها فيصل الذي وهبت حياتها له، وعكفت على تأديبه وحسن تربيته وتعليمه، حتى أصبح الدكتور فيصل الذي جمع الدين والدنيا فهو طبيب داعية! وهذا من فضل الله عليه وعليها.
مدة يسيرة مضت وتم الزفاف! نعم الزوج الصالح أنت يا فيصل.
سألته يومًا لم اخترتني أنا بالذات؛ رغم أن هناك الكثيرات ممن هن أجمل مني؛ أقصد رغم لوني الأسود!؟
يا سلمى: أحببتك قبل أن أراك؛ لشدة حب أمي إياك، أحببت دينك وخلقك وحسن تأدبك، ولقد اشتريت هذا الدين تبعًا لأمره صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فالجمال يا زوجتي الحبيبة جمال الخلق والطبع، وأنت في عيني أجمل الجميلات.
قلت في نفسي: اللهم لك الحمد على منك وفضلك وكرم عطائك!
وتذكرت النظرات المشفقة، والأصابع المشيرة!
إنهم حقًّا هم المساكين.
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم