كيف نعبر عن الفرح ؟
(وسائل التعبير عن الفرح )
إن المتابع لتعبير بعض شبابنا عن أفراحهم المتجددة الدنيوية أو غيرها ليجد أن بعضها ما هي إلا مظاهر لجذب الانتباه فقط لا معاني تحتها ، أو أنها مقلدة من المجتمعات الغربية ـ ناهيكم عن الإسراف وإزعاج الناس وذهاب المروءات وضياع الجهود والأوقات ......
والناس تجاه هذا التعبيرات ؛ منهم من يكيل لهم التوبيخ والتسفيه ؛ ومن كان إيجابياً معهم فذاك الذي يرحمهم وينصحهم ويدعو لهم ..
ولكن بعد أن أغلقنا عليهم باب التعبير عن الفرح ؛ فهل فتحنا لهم أبواباً أخرى يعبرون فيها عن أفراحهم ؟؟
لنأخذ قصة كعب بن مالك أنموذجا : ونتعرف كيف عبر عن فرحته بالنعمة الجديدة ؟
وقبل ذلك لا بد أن تعرف أن النعمة التي حصلت لكعب كانت نعمة عظيمة_ وهي قبول توبته - ولذلك كانت وسائل كعب في التعبير عنها رائعة وهادفة !
ولكي تتصور عظيم نعمة كعب فتأمل قوله - وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ -(أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ) .
ولكي لا أطيل المقال أريد أن أعرض كل وسيلة عبر بها كعب عن فرحه ، مع الشاهد لذلك :
1/ أول هذه التعبيرات سجوده لله شكرا : قال كعب : ( فلما سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ قَالَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا.) )
وهذا السجود شرع الله ليسكب الطمأنينة في نفوس الفرحين ، و يلبسهم ثوب الوقار ، فينطلقون منه وهم بإذن الله على هدى وسداد ..
2 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : إهداء البشير ثوبيه : قال كعب : ( فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).
وهذا من مكافئة من أحسن إليك .
3 / ومنها : التهنئة مع الدعاء : وهذا ماعبر به الصحابة ، قال كعب : (وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ).
4 / ومنها : أن يعقد العزم على عدم نسيان من هنئوه وبالغوا في ذلك :كما قال كعب :c] [color=olive( .. حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ).[/color]
5 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : استشارة العلماء والعقلاء كيف يفعل تجاه هذه النعمة الجديدة : وذلك لأن الإنسان إذا اشتد فرحه ربما يغيب عنه بعض عقله ، فيحتاج إلى من يوجهه ويرشده ، وهذا الذي فعله كعب حينما استشار رسول الله بقوله : (فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ [b]]فانظر إلى كعب استشار ووجه وقبل التوجيه فكان خيراً له كما قال رسول الله له .
6/ ومنها : التصدق بشيء من المال كما فعل كعب .
7 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : أن يعزم الإنسان على المحافظة على سبب هذه النعمة في المستقبل : فإن كانت النعمة حصلت بسبب الأمانة فليحافظ عليها ، أو حصلت بسبب اجتهاده في العمل فليستمر عليه وهكذا ، قال كعب : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ ).
[color=orange]]8 / ومن التعبير عن الفرح : أن يتحدث المسلم بنعمة الله عليه لمن يظن أنه لا يحسده :[color] []وقد تحدث كعب عن فرحه بهذا الحديث البليغ ..
وختاما :ً من تأمل هذه التعبيرات ؛ وجد أنها صادقة ونافعة وشاملة ؛ ففيها عبادة محضة ( السجود ) ؛ وفيها نفع الآخرين ( هدية البشير و الصدقة )، وفيها رسم لخطط مستقبلية ( العزم على ... ) وفيها دعاء ( التهنئة ) ، وفيها مشاركة للآخرين ( الاستشارة ) ؛ وأرجو أن يكون قد وفقت في طرح هذه المشكلة و بعض من علاجها ..
(وسائل التعبير عن الفرح )
إن المتابع لتعبير بعض شبابنا عن أفراحهم المتجددة الدنيوية أو غيرها ليجد أن بعضها ما هي إلا مظاهر لجذب الانتباه فقط لا معاني تحتها ، أو أنها مقلدة من المجتمعات الغربية ـ ناهيكم عن الإسراف وإزعاج الناس وذهاب المروءات وضياع الجهود والأوقات ......
والناس تجاه هذا التعبيرات ؛ منهم من يكيل لهم التوبيخ والتسفيه ؛ ومن كان إيجابياً معهم فذاك الذي يرحمهم وينصحهم ويدعو لهم ..
ولكن بعد أن أغلقنا عليهم باب التعبير عن الفرح ؛ فهل فتحنا لهم أبواباً أخرى يعبرون فيها عن أفراحهم ؟؟
لنأخذ قصة كعب بن مالك أنموذجا : ونتعرف كيف عبر عن فرحته بالنعمة الجديدة ؟
وقبل ذلك لا بد أن تعرف أن النعمة التي حصلت لكعب كانت نعمة عظيمة_ وهي قبول توبته - ولذلك كانت وسائل كعب في التعبير عنها رائعة وهادفة !
ولكي تتصور عظيم نعمة كعب فتأمل قوله - وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ -(أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ) .
ولكي لا أطيل المقال أريد أن أعرض كل وسيلة عبر بها كعب عن فرحه ، مع الشاهد لذلك :
1/ أول هذه التعبيرات سجوده لله شكرا : قال كعب : ( فلما سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ قَالَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا.) )
وهذا السجود شرع الله ليسكب الطمأنينة في نفوس الفرحين ، و يلبسهم ثوب الوقار ، فينطلقون منه وهم بإذن الله على هدى وسداد ..
2 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : إهداء البشير ثوبيه : قال كعب : ( فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).
وهذا من مكافئة من أحسن إليك .
3 / ومنها : التهنئة مع الدعاء : وهذا ماعبر به الصحابة ، قال كعب : (وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ).
4 / ومنها : أن يعقد العزم على عدم نسيان من هنئوه وبالغوا في ذلك :كما قال كعب :c] [color=olive( .. حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ).[/color]
5 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : استشارة العلماء والعقلاء كيف يفعل تجاه هذه النعمة الجديدة : وذلك لأن الإنسان إذا اشتد فرحه ربما يغيب عنه بعض عقله ، فيحتاج إلى من يوجهه ويرشده ، وهذا الذي فعله كعب حينما استشار رسول الله بقوله : (فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ [b]]فانظر إلى كعب استشار ووجه وقبل التوجيه فكان خيراً له كما قال رسول الله له .
6/ ومنها : التصدق بشيء من المال كما فعل كعب .
7 / ومن وسائل التعبير عن الفرح : أن يعزم الإنسان على المحافظة على سبب هذه النعمة في المستقبل : فإن كانت النعمة حصلت بسبب الأمانة فليحافظ عليها ، أو حصلت بسبب اجتهاده في العمل فليستمر عليه وهكذا ، قال كعب : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ ).
[color=orange]]8 / ومن التعبير عن الفرح : أن يتحدث المسلم بنعمة الله عليه لمن يظن أنه لا يحسده :[color] []وقد تحدث كعب عن فرحه بهذا الحديث البليغ ..
وختاما :ً من تأمل هذه التعبيرات ؛ وجد أنها صادقة ونافعة وشاملة ؛ ففيها عبادة محضة ( السجود ) ؛ وفيها نفع الآخرين ( هدية البشير و الصدقة )، وفيها رسم لخطط مستقبلية ( العزم على ... ) وفيها دعاء ( التهنئة ) ، وفيها مشاركة للآخرين ( الاستشارة ) ؛ وأرجو أن يكون قد وفقت في طرح هذه المشكلة و بعض من علاجها ..
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم