السعادة أم راحة البال
طبعا راحة البال .... لماذا ؟؟
لأن السعادة حالة مؤقتة مربوطة بسبب إن زال السبب زالت السعادة وليس من سبب دنيوي دائم
فما هي راحة البال وكيف نحصل عليها؟؟؟
عباد الله: يقول ربنا -سبحانه وتعالى- في سورة محمد -صلى الله عليه وسلم-:
ـ (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) ـ
البال في اللغة ........
هو الحال والشأن، فماذا يترتب على صلاح الحال والشأن (وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)؟
إذا صلح الحال صلحت الحياة والأمور حصل الفوز والفلاح، حصلت الراحة الطمأنينة، حصلت النعمة والنعيم النفسي، استقام الأمر، ورضي القلب، واستمتع الإنسان بالحياة.
هل هناك ناس بالهم مشتت؟ بالهم مُعسر؟ بالهم معكر؟
نعم، كيف ينتقل الإنسان من تعكير البال وتعسير الحال إلى صلاح البال وتيسير الحال؟ الجواب مذكور في قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الأنفال:53]
فإذا نفسك أو مزاجك معكر، إذا حالك مُعسر، فلابد من إجراء تغيير، ما هو التغيير؟
حسب الآية الأولى: الإيمان، العمل الصالح؛ الهداية في الآية الأخرى، إذاً فلابد من
البحث في أسباب صلاح الحال؛ لذلك -يا عباد الله- تحسين العلاقة مع الله، وما تقرب
إلي عبد بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، فإذن فالفرائض أولا.
ـ (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ): نعيم في الدنيا قبل أن يدخلوا نعيم الآخرة، نعيم الدنيا هو انشراح الصدر، اللذة النفسية؛ ليس نعيم الدنيا دائما في القصور والمراكب والمآكل اللذيذة، وهذا يحصل لكثير من الناس ثم ينتحرون! فلماذا ينتحر بعض أصحاب الثروات؟ لأنهم لم يذوقوا نعيم الدنيا الذي هو راحة البال، وصلاح الحال، وطمأنينة النفس، وانشراح الصدر، ونور القلب؛ هذه معانٍ لا يعرفها غير المسلم؛
كيف سيعرفها وهو لا يركع لله ولا يسجد له ولا يذكره ولا يمس له كتابا ولا يعرف له حلالا من حرام؟!.
ـ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة:45]،
الصلاة هذه من جنة الدنيا فعلاً، وذكر الله من نعيم الدنيا حقيقة، (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
من أسباب صلاح الحال -يا عباد الله- القناعة بالرزق، صلاح البال هذا والهدوء والطمأنينة لا يتأتي إلا بأن يقنع الإنسان بما قسم الله له، "مَن أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"، آمِنَاً، معافىً في البدن، عنده طعام اليوم، هذا كل ما يحتاجه الآن لهذا النعيم الدنيوي؛ ولذلك قال:فكأنما حيزت له الدنيا، وبعض الناس لا يقنعون بما قسم الله لهم، لماذا ليس عندي ما عند فلان؟ "اشمعنى" فلان؟ هذا إذا لم أستطع الحصول عليه فهل يمكن نزعه من فلان حتى أرتاح! هكذا يفكرون في سلوك سبيل الراحة، نزع النعمة من فلان وفلانة ليرتاح هو، لماذا؟ لأن النفس قلقة؛ لماذا؟ لأن النفس لم ترضَ بما قسم الله.
هل كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يدعو بشيء فيه من هذا القبيل في قضية صلاح البال؟
نعم....
قوله: أَصْلِحْ لي شأني كله هو موضوعنا؛ البال هو الشأن والحال، أصلِح لي شأني كله.
وكذلك قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي
التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
فمرة للدين، ومرة للدنيا، والثالثة للآخرة؛ ركز على الآخرة وعلى الدين والدنيا
ستأتي تبعاً، واعمل للدنيا بالأسباب، نعم! لكن لا تجعل جُل الوقت للدنيا، ولا أكثر
العمل للدنيا، ولا غالب سعيك للدنيا، وإنما الغالب والأكثر والنسبة الأكثر للدين والآخرة، ألا تراه قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
صلاح البال مذكور في الأذكار المتبادلة بين المسلم وإخوانه، أين يا ترى مذكور هذا؟
شيء يحصل من كل واحد منا ولابد، فيدعو لهم أخوه بهذا: "صلاح البال"، إذا عطس أحدكم يقول: الحمد لله. ولْيَقُلْ له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، وإذا قال له يرحمك الله يقول: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالَكُم.
كأننا أحيانا ننتبه لمعاني الأذكار لأول مرة، هذه هناك في العطاس، متى؟ كيف؟
لأننا أحيانا لا نتدبر في الأذكار فيأتينا المعنى كأننا نسمعه لأول مرة، عجباً! الموضوع مذكور في أذكار العطاس: يهديكم الله ويصلح بالكم.
عباد الله: صلاح البال يمكن الحصول عليه عند صلاة الاستخارة عند الحيرة لمن كان يريد أن يتخذ قرارات في هذه الحياة، خطبة امرأة، إقبال على وظيفة، تسجيل في جامعة، انتقال من بلد إلى بلد... قرارات كثيرة؛ قال:ـ
ـ "إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة -يعني يمكن تكون سنة راتبة-، ثم يقول دعاء الاستخارة قبل السلام أو بعد السلام.
وكذلك فإن راحة البال مجموعة في حديث :
ـ "من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة؛ ومَن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا في راحة بال، وأحسن حال، إنه هو الرحيم المتعال.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، انه هو الغفور الرحيم.
"منقول بتصرف
طبعا راحة البال .... لماذا ؟؟
لأن السعادة حالة مؤقتة مربوطة بسبب إن زال السبب زالت السعادة وليس من سبب دنيوي دائم
فما هي راحة البال وكيف نحصل عليها؟؟؟
عباد الله: يقول ربنا -سبحانه وتعالى- في سورة محمد -صلى الله عليه وسلم-:
ـ (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) ـ
البال في اللغة ........
هو الحال والشأن، فماذا يترتب على صلاح الحال والشأن (وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)؟
إذا صلح الحال صلحت الحياة والأمور حصل الفوز والفلاح، حصلت الراحة الطمأنينة، حصلت النعمة والنعيم النفسي، استقام الأمر، ورضي القلب، واستمتع الإنسان بالحياة.
هل هناك ناس بالهم مشتت؟ بالهم مُعسر؟ بالهم معكر؟
نعم، كيف ينتقل الإنسان من تعكير البال وتعسير الحال إلى صلاح البال وتيسير الحال؟ الجواب مذكور في قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الأنفال:53]
فإذا نفسك أو مزاجك معكر، إذا حالك مُعسر، فلابد من إجراء تغيير، ما هو التغيير؟
حسب الآية الأولى: الإيمان، العمل الصالح؛ الهداية في الآية الأخرى، إذاً فلابد من
البحث في أسباب صلاح الحال؛ لذلك -يا عباد الله- تحسين العلاقة مع الله، وما تقرب
إلي عبد بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، فإذن فالفرائض أولا.
ـ (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ): نعيم في الدنيا قبل أن يدخلوا نعيم الآخرة، نعيم الدنيا هو انشراح الصدر، اللذة النفسية؛ ليس نعيم الدنيا دائما في القصور والمراكب والمآكل اللذيذة، وهذا يحصل لكثير من الناس ثم ينتحرون! فلماذا ينتحر بعض أصحاب الثروات؟ لأنهم لم يذوقوا نعيم الدنيا الذي هو راحة البال، وصلاح الحال، وطمأنينة النفس، وانشراح الصدر، ونور القلب؛ هذه معانٍ لا يعرفها غير المسلم؛
كيف سيعرفها وهو لا يركع لله ولا يسجد له ولا يذكره ولا يمس له كتابا ولا يعرف له حلالا من حرام؟!.
ـ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة:45]،
الصلاة هذه من جنة الدنيا فعلاً، وذكر الله من نعيم الدنيا حقيقة، (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
من أسباب صلاح الحال -يا عباد الله- القناعة بالرزق، صلاح البال هذا والهدوء والطمأنينة لا يتأتي إلا بأن يقنع الإنسان بما قسم الله له، "مَن أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"، آمِنَاً، معافىً في البدن، عنده طعام اليوم، هذا كل ما يحتاجه الآن لهذا النعيم الدنيوي؛ ولذلك قال:فكأنما حيزت له الدنيا، وبعض الناس لا يقنعون بما قسم الله لهم، لماذا ليس عندي ما عند فلان؟ "اشمعنى" فلان؟ هذا إذا لم أستطع الحصول عليه فهل يمكن نزعه من فلان حتى أرتاح! هكذا يفكرون في سلوك سبيل الراحة، نزع النعمة من فلان وفلانة ليرتاح هو، لماذا؟ لأن النفس قلقة؛ لماذا؟ لأن النفس لم ترضَ بما قسم الله.
هل كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يدعو بشيء فيه من هذا القبيل في قضية صلاح البال؟
نعم....
قوله: أَصْلِحْ لي شأني كله هو موضوعنا؛ البال هو الشأن والحال، أصلِح لي شأني كله.
وكذلك قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي
التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
فمرة للدين، ومرة للدنيا، والثالثة للآخرة؛ ركز على الآخرة وعلى الدين والدنيا
ستأتي تبعاً، واعمل للدنيا بالأسباب، نعم! لكن لا تجعل جُل الوقت للدنيا، ولا أكثر
العمل للدنيا، ولا غالب سعيك للدنيا، وإنما الغالب والأكثر والنسبة الأكثر للدين والآخرة، ألا تراه قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
صلاح البال مذكور في الأذكار المتبادلة بين المسلم وإخوانه، أين يا ترى مذكور هذا؟
شيء يحصل من كل واحد منا ولابد، فيدعو لهم أخوه بهذا: "صلاح البال"، إذا عطس أحدكم يقول: الحمد لله. ولْيَقُلْ له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، وإذا قال له يرحمك الله يقول: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالَكُم.
كأننا أحيانا ننتبه لمعاني الأذكار لأول مرة، هذه هناك في العطاس، متى؟ كيف؟
لأننا أحيانا لا نتدبر في الأذكار فيأتينا المعنى كأننا نسمعه لأول مرة، عجباً! الموضوع مذكور في أذكار العطاس: يهديكم الله ويصلح بالكم.
عباد الله: صلاح البال يمكن الحصول عليه عند صلاة الاستخارة عند الحيرة لمن كان يريد أن يتخذ قرارات في هذه الحياة، خطبة امرأة، إقبال على وظيفة، تسجيل في جامعة، انتقال من بلد إلى بلد... قرارات كثيرة؛ قال:ـ
ـ "إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة -يعني يمكن تكون سنة راتبة-، ثم يقول دعاء الاستخارة قبل السلام أو بعد السلام.
وكذلك فإن راحة البال مجموعة في حديث :
ـ "من كانت الآخرة همَّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة؛ ومَن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا في راحة بال، وأحسن حال، إنه هو الرحيم المتعال.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، انه هو الغفور الرحيم.
"منقول بتصرف
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم