مباريات فى المساجد!
بقلم: ام مجاهد: منى دولة
بقلم: ام مجاهد: منى دولة
أول أيام شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات، شهر الصلة والرحمات، تغلق فيه أبواب جهنم وتصفّد الشياطين وتفتح أبواب الجنة، ضيف كريم ينتظره المسلمون بشوق وحنين بالغين.
منعت بأطفالي الصغار من التوجه للمسجد طوال عشر سنين لأداء صلاة التراويح، وعقدت النية بإذن الله على أدائها هذا العام، وجلست أعُد الأيام ثم الساعات حتى استقبلت الشهر الفضيل، وتذكرت الصحابة رضوان الله عليهم كيف كانوا ينتظرونه ستة شهور، ويحمدون الله أن بلغهم رمضان، وترى كم من الناس توفي وهو يعد الأيام لبلوغه، فجارنا نصب خيمة كبيرة أمام داره ليجمع الفقراء والمساكين على مائدة الإفطار منذ عشرة أيام، وقبل رمضان بيومين وافاه الأجل! وتقبل أبناؤه عزاءه في الخيمة ثم حلوها (!) سبحان الله بنيته أخذ أجر إفطار الصائمين الذين نوى تفطيرهم وهو فى قبره، وغيره كثير ممن سيصومونه ولن يكون لهم منه غير العطش والجوع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أسرعت الخطى، فشوقي للمسجد عظيم. اللهم صل على محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك..
وجدت مجموعات من الأخوات كل مجموعة تقف في مكان.. هنا اثنتان، وهناك أربع.. وفي صفوف متفاوتة هؤلاء فى الصف الثاني، والأخريات فى الصف الرابع وبعضهن في الصف الأخير للاستناد على حائط المسجد...
وجدت إحداهن تقف على سجادتها المعطرة، لا أعرفها، لكنها أختي فى الإسلام والدين، وقفت بجانبها اتباعًا لسنة النبي صلى الله علية وسلم حتى لا أدع فرجة بينى وبينها، فإذا بها تدفعنى حتى لا أقف على سجادتها...تحيرت، فصلى الله علية وسلم يأمرنا "تراصوا ولا تدعوا فرجات للشياطين" لأن الشياطين يدخلون بين الصفوف كأولاد الضأن الصغار من أجل أن يشوشوا على المصلين صلاتهم.
وفشلت محاولاتي المتكررة فى التراص فهي تصر ألا يقف أحد على سجادتها رغم أن المسجد نظيف وسجاده طاهر، ورائحة العود الجميلة تعبق في أرجائه... وبعد قليل أثناء الصلاة ذهبت لتجديد وضوئها فحاولت التراص أيضًا لكن يبدو إننى أجهل بروتوكول مسجدنا الذي اخترعته النساء! الذي إن دل على شيء فإنما يدل على كثرة الجهل وتفشيه بينهن.... على كل فإنهن معذورات فالفضائيات ببرامجها المتنوعة لا تدع فرصة للقلب والعقل لأن ينارا بنور العلم والدين...
بقيت سجادتها مبسوطة لا يجرؤ أحد على الأقتراب منها...
فأين نحن من أمره صلى الله عليه وسلم بتسوية الصفوف والمحاذاة، والتراص، وإكمال الصف الأول فالأول، والتقارب فيما بين الصفوف، وتفضيل يمين الإمام!؟
وأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم!؟
ما إن كبّر الإمام لصلاة التراويح... إلا وبدأ السباق...فالصغار ظنوا أن المسجد بكبر حجمه واتساعه يصلح لأن يكون ملعبًا، وبدأ الشوط الأول من المباراة، وعلت الأصوات والضحكات، ركضوا وركضوا ذهابًا وإيابًا حتى دار رأسي وتوترت أعصابي، وما أن جلس الإمام للإستراحة قليلاً حتى أسرعت متلهفه لكوب من الماء، فإذا بالأكواب جميعها ملقاة، عبثت بها أيدي الصغار وسال الماء على الأرض.
ثم بدأ الشوط الثاني من المباراة: حملوا أكواب المياه وأخذوا يلقونها على رؤوس المصلين من الرجال في الطابق السفلي، أصوات فرقعة الزجاجات وضحكات الصغار تجلجل بصداها المسجد، أصابت أحدى الأكواب الهدف، رأس مسكين من المصلين يكتم صرخة ألم .....
يا أخواتي...الأطفال..!. نعم يا ستنا الشيخة.... نعم يا أم العريفة: الأطفال أحباب الله.. ونحن نأتي بهم للمساجد لتتعلق قلوبهم!بها كما أمر صلى الله عليه وسلم!
تركت الصلاة وأسندت ظهري لأشاهد المباراة فقد فقدت تركيزي... تذكرت أطفالي الصغار، وكم عانيت لتدبير أمرهم لأتمكن من شهود الصلاة فى المسجد، فإذا بي أجد أمامي ملعبًا...اشتد حماس اللاعبين جول... جول، واحد صفر... وحمي وطيس المعركة!
جلس الإمام للاستراحة بين الركعات، ومعه ضيف يعظنا موعظة جميلة بحديثه صلى الله علية وسلم "عش فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وتحلقت النساء... ودارت دلال الشاي والقهوة، ومعها قطع من البسكويت والحلويات، ودار حديث حول المطبخ وسفرة رمضان الشهية.... ثم عرس فلان.. ثم عزيمة فلانة.. ثم...ثم !
يا أخواتى الحبيبات...سيرة الناس نحن فى رمضان فى المسجد وفى التروايح!
نعم؟ يا أم العريفة... نعم يا ستنا الشيخة.. يعني نتكتم ولا نفضفض؟ يعني ننفجر؟
ثم أين أنت من قول النبي صلى الله عليه وسلم" (ساعة وساعة) فإذا بصوت الإمام يعلو... يا أخوات.. الصوت لو سمحتن....
أكملنا الصلاة.... فرن الهاتف الخلوي للواقفة بجانبي... فردت قائلة... أنا في المسجد أصلى التروايح، أكلمك بعد الصلاة... هناك امرأة تحمل رضيعها وتلقمه ثديها وترضعه أثناء الصلاة "أقصد وهي تصلي"...وأخرى تضع رضيعها الذي ملأ صراخه المسجد في كرسي هزاز وتهزه وتهزه... لو تعلم مثل هؤلاء الأمهات أنهن لو بقين فى بيوتهن لكتب الله لهن الأجر بدلاً من التشويش على المصلين ولكان خيرًا لنا ولهن...
غيرت مكاني مرة ومرة ومرة... وهذه المرة وقفت بجانب امرأة نفذت رائحة عطرها الى صدري.... أختى الحبيبة عطرك! فقد أمر صلى الله علية وسلم من تعطرت ناسية أو جاهلة بأن تلزم بيتها ..
نعم؟ يا ستنا الشيخية! نعم؟ يا أم العريفة: عطر أم عرق؟ ثم ألم يأمرنا الله "خذوا زينتكم عند كل مسجد".
انتهت الصلاة، فعقدت العزم على تبليغ زوجة الإمام عن جميع تلك المخالفات ليتسنى له نصح الأخوات.. وما إن تقدمت خطوات للانصراف... فإذا برجلي تغوص في..... أكرمكم الله! صرخت لا حول ولا قوة إلا بالله، اتقوا الله إماء الله، فللمساجد حرمة.... فهي بيوت الله فى الأرض، وأحب الأماكن إلى الله تعالى، ولها آداب يتعين على المسلم والمسلمة تعلمها؛ حتى لا نأثم ونحن نظن أننا في الخير مجتهدون.
منعت بأطفالي الصغار من التوجه للمسجد طوال عشر سنين لأداء صلاة التراويح، وعقدت النية بإذن الله على أدائها هذا العام، وجلست أعُد الأيام ثم الساعات حتى استقبلت الشهر الفضيل، وتذكرت الصحابة رضوان الله عليهم كيف كانوا ينتظرونه ستة شهور، ويحمدون الله أن بلغهم رمضان، وترى كم من الناس توفي وهو يعد الأيام لبلوغه، فجارنا نصب خيمة كبيرة أمام داره ليجمع الفقراء والمساكين على مائدة الإفطار منذ عشرة أيام، وقبل رمضان بيومين وافاه الأجل! وتقبل أبناؤه عزاءه في الخيمة ثم حلوها (!) سبحان الله بنيته أخذ أجر إفطار الصائمين الذين نوى تفطيرهم وهو فى قبره، وغيره كثير ممن سيصومونه ولن يكون لهم منه غير العطش والجوع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أسرعت الخطى، فشوقي للمسجد عظيم. اللهم صل على محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك..
وجدت مجموعات من الأخوات كل مجموعة تقف في مكان.. هنا اثنتان، وهناك أربع.. وفي صفوف متفاوتة هؤلاء فى الصف الثاني، والأخريات فى الصف الرابع وبعضهن في الصف الأخير للاستناد على حائط المسجد...
وجدت إحداهن تقف على سجادتها المعطرة، لا أعرفها، لكنها أختي فى الإسلام والدين، وقفت بجانبها اتباعًا لسنة النبي صلى الله علية وسلم حتى لا أدع فرجة بينى وبينها، فإذا بها تدفعنى حتى لا أقف على سجادتها...تحيرت، فصلى الله علية وسلم يأمرنا "تراصوا ولا تدعوا فرجات للشياطين" لأن الشياطين يدخلون بين الصفوف كأولاد الضأن الصغار من أجل أن يشوشوا على المصلين صلاتهم.
وفشلت محاولاتي المتكررة فى التراص فهي تصر ألا يقف أحد على سجادتها رغم أن المسجد نظيف وسجاده طاهر، ورائحة العود الجميلة تعبق في أرجائه... وبعد قليل أثناء الصلاة ذهبت لتجديد وضوئها فحاولت التراص أيضًا لكن يبدو إننى أجهل بروتوكول مسجدنا الذي اخترعته النساء! الذي إن دل على شيء فإنما يدل على كثرة الجهل وتفشيه بينهن.... على كل فإنهن معذورات فالفضائيات ببرامجها المتنوعة لا تدع فرصة للقلب والعقل لأن ينارا بنور العلم والدين...
بقيت سجادتها مبسوطة لا يجرؤ أحد على الأقتراب منها...
فأين نحن من أمره صلى الله عليه وسلم بتسوية الصفوف والمحاذاة، والتراص، وإكمال الصف الأول فالأول، والتقارب فيما بين الصفوف، وتفضيل يمين الإمام!؟
وأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم!؟
ما إن كبّر الإمام لصلاة التراويح... إلا وبدأ السباق...فالصغار ظنوا أن المسجد بكبر حجمه واتساعه يصلح لأن يكون ملعبًا، وبدأ الشوط الأول من المباراة، وعلت الأصوات والضحكات، ركضوا وركضوا ذهابًا وإيابًا حتى دار رأسي وتوترت أعصابي، وما أن جلس الإمام للإستراحة قليلاً حتى أسرعت متلهفه لكوب من الماء، فإذا بالأكواب جميعها ملقاة، عبثت بها أيدي الصغار وسال الماء على الأرض.
ثم بدأ الشوط الثاني من المباراة: حملوا أكواب المياه وأخذوا يلقونها على رؤوس المصلين من الرجال في الطابق السفلي، أصوات فرقعة الزجاجات وضحكات الصغار تجلجل بصداها المسجد، أصابت أحدى الأكواب الهدف، رأس مسكين من المصلين يكتم صرخة ألم .....
يا أخواتي...الأطفال..!. نعم يا ستنا الشيخة.... نعم يا أم العريفة: الأطفال أحباب الله.. ونحن نأتي بهم للمساجد لتتعلق قلوبهم!بها كما أمر صلى الله عليه وسلم!
تركت الصلاة وأسندت ظهري لأشاهد المباراة فقد فقدت تركيزي... تذكرت أطفالي الصغار، وكم عانيت لتدبير أمرهم لأتمكن من شهود الصلاة فى المسجد، فإذا بي أجد أمامي ملعبًا...اشتد حماس اللاعبين جول... جول، واحد صفر... وحمي وطيس المعركة!
جلس الإمام للاستراحة بين الركعات، ومعه ضيف يعظنا موعظة جميلة بحديثه صلى الله علية وسلم "عش فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وتحلقت النساء... ودارت دلال الشاي والقهوة، ومعها قطع من البسكويت والحلويات، ودار حديث حول المطبخ وسفرة رمضان الشهية.... ثم عرس فلان.. ثم عزيمة فلانة.. ثم...ثم !
يا أخواتى الحبيبات...سيرة الناس نحن فى رمضان فى المسجد وفى التروايح!
نعم؟ يا أم العريفة... نعم يا ستنا الشيخة.. يعني نتكتم ولا نفضفض؟ يعني ننفجر؟
ثم أين أنت من قول النبي صلى الله عليه وسلم" (ساعة وساعة) فإذا بصوت الإمام يعلو... يا أخوات.. الصوت لو سمحتن....
أكملنا الصلاة.... فرن الهاتف الخلوي للواقفة بجانبي... فردت قائلة... أنا في المسجد أصلى التروايح، أكلمك بعد الصلاة... هناك امرأة تحمل رضيعها وتلقمه ثديها وترضعه أثناء الصلاة "أقصد وهي تصلي"...وأخرى تضع رضيعها الذي ملأ صراخه المسجد في كرسي هزاز وتهزه وتهزه... لو تعلم مثل هؤلاء الأمهات أنهن لو بقين فى بيوتهن لكتب الله لهن الأجر بدلاً من التشويش على المصلين ولكان خيرًا لنا ولهن...
غيرت مكاني مرة ومرة ومرة... وهذه المرة وقفت بجانب امرأة نفذت رائحة عطرها الى صدري.... أختى الحبيبة عطرك! فقد أمر صلى الله علية وسلم من تعطرت ناسية أو جاهلة بأن تلزم بيتها ..
نعم؟ يا ستنا الشيخية! نعم؟ يا أم العريفة: عطر أم عرق؟ ثم ألم يأمرنا الله "خذوا زينتكم عند كل مسجد".
انتهت الصلاة، فعقدت العزم على تبليغ زوجة الإمام عن جميع تلك المخالفات ليتسنى له نصح الأخوات.. وما إن تقدمت خطوات للانصراف... فإذا برجلي تغوص في..... أكرمكم الله! صرخت لا حول ولا قوة إلا بالله، اتقوا الله إماء الله، فللمساجد حرمة.... فهي بيوت الله فى الأرض، وأحب الأماكن إلى الله تعالى، ولها آداب يتعين على المسلم والمسلمة تعلمها؛ حتى لا نأثم ونحن نظن أننا في الخير مجتهدون.
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم