أتعرفن الآنك
اتصل أسامة بزوجته مواعدًا إياها ليذهبا في نزهة بالسيارة. كانت هذه النزهة في الحقيقة مشوارًا تمهيديًّا، ومقدمة ليبوح لها بسر على انفراد..
حبيبتى هناء: جزاك الله عني خير الجزاء؛ فمنذ أن ربط بيننا رباط الزوجية وأنت نعم الصاحبة، ونعم المعين لي على الطريق إلى الله... وجاشت عواطف أسامة بكلام جميل كان له صدى عذب على سمع هناء، ومعين بعد الله على صعوبات وعقبات الحياة..
واستطرد قائلاً : زوجتي الحبيبة أعلم أن لك قلب واعيًا حافظًا..
وعندي سر لا يعلمه إلا الله تعالى، سأبوح لك به، فقد أثقلني حمله بمفردي طول السنين، ولكن عاهديني أمام الله أن تحفظي سري حتى نلقاه سبحانه وتعالى!
فجأة رن هاتف هناء الخلوي، وبحركة عفوية سريعة ردت هناء …كانت مها، وكانت تود السؤال عن أحوالها والاطمئنان على أخبارها، شكرتها هناء، وأنهت المكالمة على استعجال، واعتذرت من زوجها للمقاطعة، وأكملا حديثهما..
مضت أيام تلو أيام.. نحو ثلاثة شهور.. فجأة وفي أمسية أحد الأيام فتح أسامة باب المنزل، وعلامات الغضب تبدو على محياه، وبصوته العالي الغاضب صرخ: ـ
هناء هناء ..ـ
أنت من طريق.. وأنا من طريق!ـ
ماذا؟ ماذا؟ مادت الأرض تحت قدميها، واهتز كل كيانها، وسقطت مغشيًّا عليها، فلم تفق إلا على سرير المستشفى!
وجدت والدها بجانبها؟ أبي أين أسامة؟ أين زوجي الحبيب؟
لا أدري يا حبيبتي، هاتفني مبلغًا أنك في حالة إغماء، وأنه في الطريق إلى المستشفى، ولما وصلت لم أجد سواك! ماذا حصل يا هناء؟
ليالي وأيام مرت، وما جفت دموع هناء، ولم تهنأ بنوم، وكم حاولت الاتصال به دون جدوى.. رسالة تلو رسالة.. واتصال إثر اتصال.. ولا استجابة!
ما الأمر يا ربي؟ ولماذا؟ وكيف هانت عليه العشرة؟ أيفعل هذا رغم ما بيننا؟!
وبعد طول انتظار جاءها الرد: لا أريد إكمال حياتي مع من يفشي الأسرار!
ماذا؟ يفشي ماذا؟ يا إلهي أقصد سره!؟ أية أسرار يا ترى؟! سر أسامة؟ أنا أفشيه؟! هذا والله لم يكن ولن يكون ؟!
عادت بذاكرتها لذلك اليوم الذي قضياه يتنزهان ذلك اليوم الحاني الدافئ الجميل شعرت فيه بالفخر بعظيم ثقة زوجها بها أن أودعها سره وفجأة تذكرت إنها مها.. فعلاً؛ إنها مها
أسرعت إليها وبعد مواجهة حاسمة علمت أن الخط لم يقفل في ذلك اليوم، وأن مها استمعت للحديث ،كله وكان ما كان!
مسكينة أنت يا مها إن لم تتوبي فموعدك الرصاص المذاب يصب في أذنيك في يوم قريب؛ فقد توعد صلى الله عليه وسلم من استمع إلى حديث قوم- وهم له كارهون - بصب الآنك في أذنيه يوم القيامة
كيف هان عليك يا مها هتك سر أختك التي عاهدت زوجها على مسمعيك أمام الله بحفظ سره، فتتبعت ما رغبا بإخفائه، ونشرت ما رغبا بكتمانه عن الناس!؟
فإفشاء الأسرار حرام؛ وهو من علامات النفاق" إذا أؤتمن خان"
كان الأجدر بك والأتقى لقلبك أن تقفلي الخط فور انتهاء المكالمة؛ فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه! بدلاً من اجتهاد الشيطان والنفس الأمارة عليك لهتك الأسرار!
لو حقًّا أحببت هناء لما تجسست لسماع حديثهما، ولما بحت بسرهما؛ فالمؤمن الحق يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
كفري عن ذنب؛ فالحمد لله أن باب التوبة لا يغلق. واعملي على جبر ما انكسر بين هناء وزوجها أسامة!
واسمعي جيدًا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه؛ ولو كان في جوف بيته
حبيبتى هناء: جزاك الله عني خير الجزاء؛ فمنذ أن ربط بيننا رباط الزوجية وأنت نعم الصاحبة، ونعم المعين لي على الطريق إلى الله... وجاشت عواطف أسامة بكلام جميل كان له صدى عذب على سمع هناء، ومعين بعد الله على صعوبات وعقبات الحياة..
واستطرد قائلاً : زوجتي الحبيبة أعلم أن لك قلب واعيًا حافظًا..
وعندي سر لا يعلمه إلا الله تعالى، سأبوح لك به، فقد أثقلني حمله بمفردي طول السنين، ولكن عاهديني أمام الله أن تحفظي سري حتى نلقاه سبحانه وتعالى!
فجأة رن هاتف هناء الخلوي، وبحركة عفوية سريعة ردت هناء …كانت مها، وكانت تود السؤال عن أحوالها والاطمئنان على أخبارها، شكرتها هناء، وأنهت المكالمة على استعجال، واعتذرت من زوجها للمقاطعة، وأكملا حديثهما..
مضت أيام تلو أيام.. نحو ثلاثة شهور.. فجأة وفي أمسية أحد الأيام فتح أسامة باب المنزل، وعلامات الغضب تبدو على محياه، وبصوته العالي الغاضب صرخ: ـ
هناء هناء ..ـ
أنت من طريق.. وأنا من طريق!ـ
ماذا؟ ماذا؟ مادت الأرض تحت قدميها، واهتز كل كيانها، وسقطت مغشيًّا عليها، فلم تفق إلا على سرير المستشفى!
وجدت والدها بجانبها؟ أبي أين أسامة؟ أين زوجي الحبيب؟
لا أدري يا حبيبتي، هاتفني مبلغًا أنك في حالة إغماء، وأنه في الطريق إلى المستشفى، ولما وصلت لم أجد سواك! ماذا حصل يا هناء؟
ليالي وأيام مرت، وما جفت دموع هناء، ولم تهنأ بنوم، وكم حاولت الاتصال به دون جدوى.. رسالة تلو رسالة.. واتصال إثر اتصال.. ولا استجابة!
ما الأمر يا ربي؟ ولماذا؟ وكيف هانت عليه العشرة؟ أيفعل هذا رغم ما بيننا؟!
وبعد طول انتظار جاءها الرد: لا أريد إكمال حياتي مع من يفشي الأسرار!
ماذا؟ يفشي ماذا؟ يا إلهي أقصد سره!؟ أية أسرار يا ترى؟! سر أسامة؟ أنا أفشيه؟! هذا والله لم يكن ولن يكون ؟!
عادت بذاكرتها لذلك اليوم الذي قضياه يتنزهان ذلك اليوم الحاني الدافئ الجميل شعرت فيه بالفخر بعظيم ثقة زوجها بها أن أودعها سره وفجأة تذكرت إنها مها.. فعلاً؛ إنها مها
أسرعت إليها وبعد مواجهة حاسمة علمت أن الخط لم يقفل في ذلك اليوم، وأن مها استمعت للحديث ،كله وكان ما كان!
مسكينة أنت يا مها إن لم تتوبي فموعدك الرصاص المذاب يصب في أذنيك في يوم قريب؛ فقد توعد صلى الله عليه وسلم من استمع إلى حديث قوم- وهم له كارهون - بصب الآنك في أذنيه يوم القيامة
كيف هان عليك يا مها هتك سر أختك التي عاهدت زوجها على مسمعيك أمام الله بحفظ سره، فتتبعت ما رغبا بإخفائه، ونشرت ما رغبا بكتمانه عن الناس!؟
فإفشاء الأسرار حرام؛ وهو من علامات النفاق" إذا أؤتمن خان"
كان الأجدر بك والأتقى لقلبك أن تقفلي الخط فور انتهاء المكالمة؛ فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه! بدلاً من اجتهاد الشيطان والنفس الأمارة عليك لهتك الأسرار!
لو حقًّا أحببت هناء لما تجسست لسماع حديثهما، ولما بحت بسرهما؛ فالمؤمن الحق يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
كفري عن ذنب؛ فالحمد لله أن باب التوبة لا يغلق. واعملي على جبر ما انكسر بين هناء وزوجها أسامة!
واسمعي جيدًا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه؛ ولو كان في جوف بيته
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم