بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيخرج ناس من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن :
كتبه / أبو عبدالله ماهربن ظافر القحطاني
"منقول بتصرف"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيخرج ناس من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن :
أولا:-من جهة ثبوته رواه الطبراني ورجاله ثقات ، والحديث حسنه الألباني حديث ...فيحكم على إسناده بالحسن ..
ثانيا:- من جهة معناه قال صاحب فيض القدير فيض القدير ج:4 ص:118
سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن أي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة ( طب) عن عقبة بن عامر قال الهيثمي رجال ثقات وظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول عجيب فقد خرجه مسلم باللفظ المزبور عن أبي هريرة وهكذا عزاه له في مسند الفردوس وغيره ..انتهى
وأقول بهذه المناسبة كما قال أبو بكر الطرطوشي المالكي صاحب كتاب الحوادث والبدع إن مما ابتدعه أهل هذا الزمان أنهم صاروا يقرئون القرآن من غير أن يتدبروا معانيه أو يتفقهوا فيه،فيتعلموا أحكامه حلاله وحرامه وناسخه و منسوخه بل صار الواحد منهم لا يختم إلا في رمضان همه آخر السورة،
ولذلك فلا ترى أثر القرآن عليهم في سلوكهم ،
كغض البصر وقد قال تعالى "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ "(النور:30) وفي أخلاقهم كالصياح عند الخصومة مع قوله تعالى: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (لقمان:19) بل أطلقوها بالنظر في صور المتبرجات الكاسيات العاريات في الأسواق والقنوات وأعرضوا عن طلب العلم مع كون النبي لم يطلب منه التزود من شيء إلا من العلم ،فقال تعالى( وَقل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )(طه:114) فتركوا التفقه وانشغلوا بالقيل والقال مع كونهم يقرؤون القرآن.
قال تعالى كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) وما قال أنزلناه للقراءة المجردة دون العلم به والعمل،وإلا فما فائدة إنزاله وقال أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ..نعم القارئ موعود بكل حرف حسنة ،كما دلت على ذلك السنة ،ولكنهم غفلوا عن حكمة ذلك وأن من الحكمة في ذلك أنه قد يكون ذلك الأجر بمثابة الجائزة المرغبة في القراءة المؤدية للعمل ..والله أعلم ،
مع أننا نقول هو متعبد بمجرد تلاوته ولكن لو قدر أن قوما أعطوا كتابا في الطب ليتعلموه فصاروا يتلونه صباح مساء،ولا يفهمونه لما كانت في تلك القراءة المجردة عن الفهم علاجا للأمراض المهلكة إذا نزلت بهم، قال الطرطوشي رحمه الله ولقد قرأ ابن عمر البقرة في ثمانية سنوات قلت مع كونه عربيا حافظا للحديث
حتى عده أهل العلم من المكثرين من رواية الحديث ،وذلك لأنه يتعلم أحكامها حلالها وحرامها ناسخها ومنسوخها ...إلخ أو كما قال رحمه الله قال الحسن أو غيره يقول أحدهم والله قرأت القرآن ما أسقطت منه حرفا ولقد أسقطه كله ما يرى أثره عليه..أو كما قال،وليس الشأن في كثرة الختمات والتلاوة ولكن الشأن في التدبر والعمل الذي من أسبابه كثرة القراءة المتبعة ،
ولقد روى الدارمي في مسنده بسنده إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن ابن مسعود قال لأولئك الذين عبدوا الله ولكن على غير طريقة رسول الله والصحابة فرآهم يسبحون بالحصى وداع يقول سبحوا مائة هللوا مائة..أو كما قال ، ولقد حدثنا رسول الله عن أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وما أظنكم إلا منهم ،فمع كونهم يكثرون من قراءة القرآن ولكن لا يجاوز تراقيهم، قيل في شرحه أي لا يفهمونه ..
فنذكر الآن صورا معاصرة من المخالفات مما له يتعلق بالإعراض عن تدبر معاني القرآن والإشتغال بمعانيه تلاوة وتجويدا وتطريبا ...إلخ :
1- شغل الأوقات بحفظه والإعراض عن دراسته وفهمه على طرقة سلفنا الصالح رحمهم الله..
2- الاعتناء بتجويد حروفه والانشغال بذلك حتى تقام ألفاظه كالقدح والغفلة والاستغناء بذلك عن تدبره وفهمه..
3- التطريب واستمالة القلوب لسماع الأنغام المحزنة للقراء وتتبع الأصوات الحسنة المطربة دون الالتفات إلى المعاني العظيمة التي تتلى وقد قال تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.} [ الحشر: 21 [
4- ترك الرجوع إلى كتب التفسير بالمأثور كالطبر ي شيخ المفسرين وابن كثير ودراستها والاكتفاء عجزا أو كسلا أو إتباعا للهوى لتفسيره بالرأي ، أو كتب التفسير بالرأي والتي لا تعتمد على النقل عن النبي والصحابة في تأويل القرآن كتفسير الشعراوي الصوفي والذي لا يثبت العلو للرحمن بل يدرس في مسجد يطاف فيه على بعض الأوثان ولا ينكر والتي كذلك لا تعتمد على مذهب السلف في تقرير صفات الرب كتفسير الصابوني الأشعري
5- مع أنهم من الممكن رجوعهم إذا كسلوا أو عجزوا إلى مختصرات على طريقة السلف في التفسير نافعة كتفسير السعدي ومختصر تفسير ابن كثير وزبدة التفسير للأشقر وليحذر من الجلالين..وليقرأ على عالم سلفي..
6- جعل كلام الله والعياذ بالله وسيلة للإرفاه القلبي بالتطريب وتقليد أصوات القراء المشهورين و أئمة الحرم في السيارة وفي الخلوة ، دون قصد التعبد والخشوع في القراءة طلبا للثواب والعمل بل يقرأه مقلدا مطربا وقلبه مسافر عند الأحباب والأقرباء وهو يطرب يتلذذ بذلك متمنيا الإسماع وأن الناس لو سمعوا قرائتي لعرفوا منزلتي وأني قاريء وتمني المنكر منكر، بل ربما هو طريق إليه وهو الرياء المذموم وكذلك من تلاعب الشيطان بالقراء ليصرفهم عن تدبره والعمل به ،وفي الحديث أول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم من يقرأ ليقال قارئ، فقد يعطي ويشهر وتنتشر أشرطته في التسجيلات وهو من حطب جهنم وبئس المصير ،فالنجاة بالإخلاص وترك التكلف والتدبر والإقتداء بالرسول في طريقة القراءة مدا ويقف على رؤوس الآيه ، ففي ذلك إعانة على التدبر بعد قراءة التفسير ودراسته ولو مختصرا، واعتقاد أن الله يسمعه، فسبحان الذي وسع سمعه الأصوات ،وفي الحديث ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن،قال تعالى(إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ( طه:46 ) وقال رسول الله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك،ولم يقل رسول الله أن القاريء هو الذي يحسن التطريب بل قال القارئ من إذا سمعته علمت أنه يخشى الله ..
ثانيا:- من جهة معناه قال صاحب فيض القدير فيض القدير ج:4 ص:118
سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن أي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة ( طب) عن عقبة بن عامر قال الهيثمي رجال ثقات وظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول عجيب فقد خرجه مسلم باللفظ المزبور عن أبي هريرة وهكذا عزاه له في مسند الفردوس وغيره ..انتهى
وأقول بهذه المناسبة كما قال أبو بكر الطرطوشي المالكي صاحب كتاب الحوادث والبدع إن مما ابتدعه أهل هذا الزمان أنهم صاروا يقرئون القرآن من غير أن يتدبروا معانيه أو يتفقهوا فيه،فيتعلموا أحكامه حلاله وحرامه وناسخه و منسوخه بل صار الواحد منهم لا يختم إلا في رمضان همه آخر السورة،
ولذلك فلا ترى أثر القرآن عليهم في سلوكهم ،
كغض البصر وقد قال تعالى "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ "(النور:30) وفي أخلاقهم كالصياح عند الخصومة مع قوله تعالى: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (لقمان:19) بل أطلقوها بالنظر في صور المتبرجات الكاسيات العاريات في الأسواق والقنوات وأعرضوا عن طلب العلم مع كون النبي لم يطلب منه التزود من شيء إلا من العلم ،فقال تعالى( وَقل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )(طه:114) فتركوا التفقه وانشغلوا بالقيل والقال مع كونهم يقرؤون القرآن.
قال تعالى كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) وما قال أنزلناه للقراءة المجردة دون العلم به والعمل،وإلا فما فائدة إنزاله وقال أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ..نعم القارئ موعود بكل حرف حسنة ،كما دلت على ذلك السنة ،ولكنهم غفلوا عن حكمة ذلك وأن من الحكمة في ذلك أنه قد يكون ذلك الأجر بمثابة الجائزة المرغبة في القراءة المؤدية للعمل ..والله أعلم ،
مع أننا نقول هو متعبد بمجرد تلاوته ولكن لو قدر أن قوما أعطوا كتابا في الطب ليتعلموه فصاروا يتلونه صباح مساء،ولا يفهمونه لما كانت في تلك القراءة المجردة عن الفهم علاجا للأمراض المهلكة إذا نزلت بهم، قال الطرطوشي رحمه الله ولقد قرأ ابن عمر البقرة في ثمانية سنوات قلت مع كونه عربيا حافظا للحديث
حتى عده أهل العلم من المكثرين من رواية الحديث ،وذلك لأنه يتعلم أحكامها حلالها وحرامها ناسخها ومنسوخها ...إلخ أو كما قال رحمه الله قال الحسن أو غيره يقول أحدهم والله قرأت القرآن ما أسقطت منه حرفا ولقد أسقطه كله ما يرى أثره عليه..أو كما قال،وليس الشأن في كثرة الختمات والتلاوة ولكن الشأن في التدبر والعمل الذي من أسبابه كثرة القراءة المتبعة ،
ولقد روى الدارمي في مسنده بسنده إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن ابن مسعود قال لأولئك الذين عبدوا الله ولكن على غير طريقة رسول الله والصحابة فرآهم يسبحون بالحصى وداع يقول سبحوا مائة هللوا مائة..أو كما قال ، ولقد حدثنا رسول الله عن أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وما أظنكم إلا منهم ،فمع كونهم يكثرون من قراءة القرآن ولكن لا يجاوز تراقيهم، قيل في شرحه أي لا يفهمونه ..
فنذكر الآن صورا معاصرة من المخالفات مما له يتعلق بالإعراض عن تدبر معاني القرآن والإشتغال بمعانيه تلاوة وتجويدا وتطريبا ...إلخ :
1- شغل الأوقات بحفظه والإعراض عن دراسته وفهمه على طرقة سلفنا الصالح رحمهم الله..
2- الاعتناء بتجويد حروفه والانشغال بذلك حتى تقام ألفاظه كالقدح والغفلة والاستغناء بذلك عن تدبره وفهمه..
3- التطريب واستمالة القلوب لسماع الأنغام المحزنة للقراء وتتبع الأصوات الحسنة المطربة دون الالتفات إلى المعاني العظيمة التي تتلى وقد قال تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.} [ الحشر: 21 [
4- ترك الرجوع إلى كتب التفسير بالمأثور كالطبر ي شيخ المفسرين وابن كثير ودراستها والاكتفاء عجزا أو كسلا أو إتباعا للهوى لتفسيره بالرأي ، أو كتب التفسير بالرأي والتي لا تعتمد على النقل عن النبي والصحابة في تأويل القرآن كتفسير الشعراوي الصوفي والذي لا يثبت العلو للرحمن بل يدرس في مسجد يطاف فيه على بعض الأوثان ولا ينكر والتي كذلك لا تعتمد على مذهب السلف في تقرير صفات الرب كتفسير الصابوني الأشعري
5- مع أنهم من الممكن رجوعهم إذا كسلوا أو عجزوا إلى مختصرات على طريقة السلف في التفسير نافعة كتفسير السعدي ومختصر تفسير ابن كثير وزبدة التفسير للأشقر وليحذر من الجلالين..وليقرأ على عالم سلفي..
6- جعل كلام الله والعياذ بالله وسيلة للإرفاه القلبي بالتطريب وتقليد أصوات القراء المشهورين و أئمة الحرم في السيارة وفي الخلوة ، دون قصد التعبد والخشوع في القراءة طلبا للثواب والعمل بل يقرأه مقلدا مطربا وقلبه مسافر عند الأحباب والأقرباء وهو يطرب يتلذذ بذلك متمنيا الإسماع وأن الناس لو سمعوا قرائتي لعرفوا منزلتي وأني قاريء وتمني المنكر منكر، بل ربما هو طريق إليه وهو الرياء المذموم وكذلك من تلاعب الشيطان بالقراء ليصرفهم عن تدبره والعمل به ،وفي الحديث أول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم من يقرأ ليقال قارئ، فقد يعطي ويشهر وتنتشر أشرطته في التسجيلات وهو من حطب جهنم وبئس المصير ،فالنجاة بالإخلاص وترك التكلف والتدبر والإقتداء بالرسول في طريقة القراءة مدا ويقف على رؤوس الآيه ، ففي ذلك إعانة على التدبر بعد قراءة التفسير ودراسته ولو مختصرا، واعتقاد أن الله يسمعه، فسبحان الذي وسع سمعه الأصوات ،وفي الحديث ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن،قال تعالى(إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ( طه:46 ) وقال رسول الله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك،ولم يقل رسول الله أن القاريء هو الذي يحسن التطريب بل قال القارئ من إذا سمعته علمت أنه يخشى الله ..
كتبه / أبو عبدالله ماهربن ظافر القحطاني
"منقول بتصرف"
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم