الاستقسام بالأزلام :
الأمور المستقبلية من مكنون علم الله ، ولذلك شرع لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستخارة ، إذا أردنا سفراً أو زواجاً أو غير ذلك ، نرجو من الله أن يختار لنا خير الأمور. وأبطل الاستقسام بالأزلام ، فإن السهام والقداح لا تعلم أين الخير ولا تدريه ، فاستشارتها خلل في العقل ، وقصور في العلم . ومثل ذلك زجر الطير : كان من يريد سفراً ، إذا خرج من بيته ، ومرّ بطائر زجره ، فإن تيامن ، كان سفراً ميموناً ، وإن مرّ عن شماله ، كان سفراً مشؤوماً ... ، وكل ذلك من الضلال .
15- السحر :
ومما يضل به الشيطان أبناء آدم السحر ، فهم يعلمونهم هذا العلم ، الذي يضر ولا ينفع ، ويكون هذا العلم سبيلاً للتفريق بين المرء وزوجه ، والتفريق بين الزوجين : يعدّه الشيطان من أعظم الأعمال التي يقوم بها جنوده كما سبق أن ذكرنا .
قال تعالى : ( وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا يعلمون النَّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلَّمون منهما ما يفرقُون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرّين به من أحدٍ إلاَّ بإذن الله ويتعلَّمون ما يضرُّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) [ البقرة : 102 ] .
هل للسحر حقيقة ؟
اختلف العلماء في ذلك فمن قائل : إنّه تخييل لا حقيقة له : ( فإذا حبالهم وعصيُّهم يخيَّل إليه من سحرهم أنَّها تسعى ) [ طه : 66 ] ، ومن قائل : إن له حقيقة كما دلت عليه آية البقرة ، والصحيح أنّه نوعان : نوع هو تخييل ، يعتمد على الحيل العلمية وخفة الحركة ، ونوع له حقيقة ، يفرق به بين المرء وزوجه ، ويؤذى به ...
سحر اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم :
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سَحَر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريَق له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُخيّل إليه أنه يفعل الشي وما فعله . حتى إذا كان ذات يوم ، أو ذات ليلة – وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه (5) ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجليّ . فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب (6) . قال : ومن طبّه؟ قال : لبيد بن الأعصم . قال : في أي شيء ؟ قال : في مُشط ومُشاطة (7) وجُفّ طلع نخلة ذكر ( . قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان .
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : ( يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأنّ رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ) . قلت : يا رسول الله ، أفلا استخرجته ؟ قال : ( قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدُفنت ) (9) .
ولا يقال : إن سحر الرسول صلى الله عليه وسلم يوجب له لبساً في النبوة والرسالة ؛ لأن أثر السحر لم يتجاوز ظاهر الجسم الشريف ، فلم يصل إلى القلب والعقل . فهو كسائر الأمراض التي قد تعرض له ، والتشريع محفوظ بحفظ الله تعالى ، قال الله تعالى : ( إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ] .
---------------------------------------------------------------------------
يقول العلماء: إن أول شيئ في إبطال السحر يكون في إستخراجه واتلافه بطريقة معينة, , لكن هنا خصوصية للنبي عليه السلام, فاستخراجه قيد يثير الكلام بين الناس ويثير الفتن, والخوف من ان يراه الناس فيتعلمه من أراد استعمال السحر.
وفيه شر علمناه أم لم نعلمه, فالدفن للبئر مع الوقت يصبح السحر كأن لم يكن.
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم