سلسلة ... كن مباركا
*********************
من منا لا يحب ان يكون نفاعا ... غير مشؤوما ؟؟؟
من منا لا يريد ان يكون كحامل المسك ؟؟؟
فأنت المفروض منك أن تكون مباركًا، لكن .... كيف أكون مباركًا؟؟
نبدأ ونتكلم عن عشر خطوات تتبعها لتكون مباركًا..
الخطوة الأولى: اعلم أن البركة من الله
كما ورد في صحيح البخاري كتاب الأشربة: ((الْبَرَكَةُ مِنْ اللَّهِ)).
فإذا كانت البركة من الله و أنت راغبًا أن تكون مباركًا، فممن تطلبها؟ من الله
هذا المبارك في كل مجلس، وفي كل مكان يغتنم الناس الذين من حوله كوسائل للارتفاع والعلو عند ربه.
لابد أن تفهم ماذا يعني أن تكون مباركًا، من أجل أن ترغب في ذلك، فتدعو الله -عزّ وجلّ- أن تكون مباركًا...
عليك أن تتوسّل إلى الله أن تكون مباركًا، لكن لن يكون في قلبك حرارة التوسل والإلحاح، إلا عندما تفهم ما معنى أن تكون مباركًا.
هذا الشخص المبارك أينما كان، أينما كان يتخذ كل شيء حوله وسيلة للارتفاع عند ربه
هو في بيته، الزوج والأولاد والخدم والممتلكات... كلها أبواب للقربات، كلها ينظر لها نظرة واحدة: (أنها عطايا للقُرْبى)، كلها ينظر لها أنها مما امتنّ الله بها عليه من أجل أن يأخذها قربة إليه.
هذه المباركة عندما تقع منها الطاعة لزوجها، كل همومها "أنت يا رب ارضَ، أتخطى ما أتخطى من أجل أن ترضى"!
عندما تصبر على بناتها، تعلم أن ثلاثة من البنات حجاب من النار .... بهذا المفهوم تعيش.
لمّا تصبر على أولادها، تنظر لهم على أنهم وسيلة لبقاء الترّحم عليها وقت ما ينفع لا مال و لا بنون، عندما يكون الشخص في الظلمة!
إذن الشخص المبارك شخص ينظر لكل شيء حوله على أنه وسيلة توصله إلى ربه.
فإذا كان بهذه النفسيّة، والأيام والليالي تأكل منه، حتى المفاهيم التي امتلأ بها، الأيام و الليالي تأخذ منها.
يعني أنت تمتلئ بمفهوم في التوحيد، تمتلئ بأنه لا أحد يكون في قلبك إلا الله، لا تتعلق إلا بالله، ثم تأتي المواقف والأحداث، فتجد نفسك ضعفت؛ لأن الأيام و الليالي تأكل من اعتقاداتك!
فماذا تفعل من أجل أن تبقى شاعرًا بقيمة (أن تكون مباركًا)؟
قل يا رب! يا رب اجعلني مباركًا، ابقَ متوسّلاً إلى الله ملِّحًا إليه أن تكون مباركًا، تنظر إلى كل العطايا على أنها وسيلة إليه.
فإذا نظرت إليها هذا النظر،
أتت الخطوة الثانية
الخطوة الثانية: تعلّم كيف تغتنم كل شيء بحيث يوصلك إلى ربك
اتفقنا أن المبارك يغتنم كل شيء حوله ليوصله إلى ربه، ويدعو ويقول يا رب اجعلني مباركًا، يعني اجعلني أنظر إلى كل شيء على أنه يوصلني إليك، فمن أجل أن يوصلك كل شيء إلى الله، لابد أن تتعلم.
- مثلاً: هذه العطايا، كأس الماء كيف يكون سببًا للقربى إلى الله؟
- هذه الطاقة التي أملكها، هذا الزكاة الذي أملكه.. هذا الكلام الذي أملكه، القدرة على الكلام، القدرة على الاستيعاب القدرة على التعامل مع الناس، القدرة على السمع والبصر، حب الناس لك، قبولهم لك... كل شيء تملكه، يتصل بك أو منفصل عنك، كل هذه الأشياء يجب أن تتعلم كيف تتحول إلى وسيلة تقربك إلى الله.
إذن لا بد أن تتعلم .. لا بد أن تتعلم.
ليس هناك علم تتعلمه، فتتحول وتكون مباركًا إلا التوحيد.
بمعنى أنك كما قال ابن القيم:
كن واحدًا لواحد في واحد أعني طريق الحق والإيمان
كن شخصًا واحدًا، لواحد، مَن هو الواحد الذي تكون أنت له ؟؟ اللــــــــــــه.
هناك طريق واحد يوصلك إليه: وهو السنة لا غيرها.
إذن من أجل أن تكون مباركًا لا بد أن تتعلّم ما يجعلك مباركًا، وليس هناك علم يجعلك مباركًا إطلاقًا -هكذا مطلقًا شخصًا مباركًا- إلا التوحيد، وعلى قدر ما تتعلم التوحيد، على قدر ما تكون مباركًا.
لأنك لا تعامل إلا ربك، ربك الذي ينزل البركة، وأنت لا تتعامل إلا مع ربك، فينزل عليك البركات، ويجعلك أينما تكون مباركًا.
-جارتك تتصل بك قائلة: أنا عندي مشكلة مع زوجي كذا وكذا وكذا، ينطقك الله بكلمات تكونين سببًا لصلاح بيتها، لست أنت أبدًا، البركة من الله.
فتخيل كيف أنطقك، وكيف جعلك تقول هذه الكلمات التي تناسب هذا الشخص، ليس قوتك ولا ذاتك، لست بشيء، إنما الذي أنطقك هو الذي جعلك مباركًا.
ينطقك ما ينفعك به، ينطقك بكلام هو ينطقك به، وينفعك به, ثم يكتبه لك أجرًا!
فسبحان الكريم الحليم الشكور الغفور، كيف عندما تقف عند بابه لا يخذلك!
ينطقك ما ينفعك به، ينطقك بكلام هو ينطقك به، وينفعك به, ثم يكتبه لك أجرًا!
فسبحان الكريم الحليم الشكور الغفور، كيف عندما تقف عند بابه لا يخذلك!
من أجل ذلك، لا أحد يستحق أن يكون قلبك له إلا (الله) لا أحد يستحق.
كن لله عبدًا ذليلاً منكسرًا عند بابه، لا ترغب في غير بابه، ولا تطلب غير ثنائه، ولا ترغب في رضا غيره.
دع كل أحد، وارغب في ثنائه ورضاه.... فمن تولاّه الله ربح
و التوحيد مبناه: على أن تعلم كمال صفاته سبحانه وتعالى.
العباد لا يعلمون عن ربهم ما يحتاجون أن يعيشون به، فأنت أصلاً حاجتك إلى العلم عن الله أكثر من حاجتك إلى الطعام والشراب، أنت تحتاج إلى الطعام و الشراب مرتين، ثلاث، أربع، لكن طوال حياتك تحتاج أن تعلم عن الله؛ لأنك طوال الوقت تحتاج أن تعيش تحت ظل اسم من أسماء الله، طوال الوقت.. طوال اليوم..
وأنت تريد أن تفهم الآن أنت تعيش تحت ظل أي اسم، هل أتعامل مع الله الآن على أنه غفور؟ أم على أنه شديد العقاب؟!
هل أتعامل الآن مع الله على أنني لا بد أن أعتقد أنه حليم؟ أو أن أنه سبحانه وتعالى جبار؟!
كل وقت بعدد الثواني وأنت تحتاج أن تعلم أنت تعيش تحت ظلّ أي اسم من أسمائه، كيف يعاملك الله الآن؟ وأنت تعامل مَن الآن؟
- تصور الذي تعامله، لو كنت تعامل أحدًا من البشر، تقول مثلا: هذا رئيس القسم أنا لا أقدر أن أتعامل معه، لا أريد أن أتعيّن عنده؛ لأني لا أستطيع أن أتعامل معه.
يعني أحيانًا تأتي لحظات نمتنع من التعامل مع بعض الناس لطباعهم، أمتنع من وظيفة كاملة من أجل شخص له طباع معينة!
فلما تعمل، تؤثر عليك طباع وصفات الذي تعامله.
وأنت تعيش لا بد أن تؤثر عليك صفات الرب، لا بد، لا يمكن أن تنفصل عنه.
- يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الطلاق: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} كل هذا لماذا ؟
{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
-إبراهيم عليه السلام يقول لأبيه: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ}
يعني ما هو العلم الذي جاءه ولم يأت لأبيه ؟
العلم عن الله، عن أسمائه وصفاته.
- لا عظيم في قلبك إلا الله، ولا رحيم في قلبك إلا الله، فلا تطلب رحمة غيره.
- ولا رزاق في قلبك إلا الله، فلا تطلب الرزق من غيره.
- ولا يلتفت قلبك إلى غيره، ولا تنتظر من غيره، و لا تتشوّق نفسك إلى عطاء غيره.
فغير الله عبد فقير ضعيف، ليس له وصف إلا هذا الوصف، فقراء إلى الله.
يا أيها المبارك!
من أجل أن تكون مباركً، تعلّم كيف تحول الأشياء حولك وتتعامل معها من أجل أن تقرّبك إلى الله.
معنى هذا: أن العلم عن الله من أهم وصوفات المبارك.
عين المبارك مباركة، تنظر إلى كل شيء بأوصاف الله،
بمعنى:
ما يجري عليك --> قدّر الله
ما أتاك من نعمة --> {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
ما فاتك من رزق --> إن رزق الله لا يجره حرص حريص و لا يرده كراهية كاره
كل شيء حولك تفسّره بما تعلمه عن الله، هذا هو المبارك.
ومن كمال هذا المبارك: أنه يفسّر لنفسه، ويفسّر لغيره
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم