ماري
أم مجاهد: منى دولة
جمعتني بها الأقدار .. بدون موعد سابق أو إنذار ....
إنها ماري ... رافقتني لتوصيلي من بيت أختي أم عبد الله لمنزلي .. دقائق معدودات دار خلالها حديث غير مسار حياتها .
سألتها: من أين أنت يا ماري ؟
من الفلبين ... وصلت منذ سبعة شهور ... وما جاء بي إلا رغبتي في التعرف على الإسلام بين أهله ...
واستطردت: منذ صغري أحببت رفيقات دربي حبًّا شديدًا وكن كلهن مسلمات.. كان صوتهن الشجي بتلاوة القرآن يدق باب قلبي بقوة وعنف شديدين.. ورغم حداثة سني، وحبي للنصرانية - دين آبائي وأجدادي - وحبي لعيسى عليه السلام وأمه مريم "التي سميت على اسمها" إلا أني لم أستطيع يومًا أن أرفع يدي سائلة لهما شيئًا.. حيرني طلبي من بشر مثلي، وزادت حيرتي جلسات الاعتراف التي كان ينفرد بها أبي مع القسيس في الكنيسة: كيف يبوح بأسراره لغريب؟ وكيف لهذا الغريب أن يغفر له؟
أسئلة كثيرة ...أصعبها كيف يكون الثلاثة واحدًا، وكيف يكون الواحد ثلاثة؟كم من مرة جذبت أبى من ثيابه بشدة أثناء تلاوة القداس سائلة: كيف يكون الثلاثة واحد؟ وكيف يكون الواحد ثلاثة؟ وكان يربت بيده الحنون على كتفي ليهدئ من روعي وعنفوان طفولتي، ويقول: ستفهمين عندما تكبرين ... لكنني كبرت ولم أفهم .... ولم أجد للسؤال جوابًا.....
تخرجت وتوظفت في شركة مرموقة ... لكن دافعا قويًّا في داخلي أوصلني هنا لهذا المكان، أريد أن أتعرف على الإسلام بين أهله ... ولم توقفني دموع أبي الغزيرة ... وتوسلاته بألا أبرح مكاني أو أغادر بلدتي؛ فأنا وحيدته .. وعرض علي الذهاب للمركز الإسلامي في بلدنا للتعرف على الإسلام .. لكن إصراري لم يوقفه شيء ... وجئت هنا خادمة رغم شهادتي ووظيفتي .
شدني حديثها وسارعت بسؤالها: وأين وصلت فى طريق المعرفة بعد سبعة أشهر؟
طأطأت برأسها وقالت: لم أبرح مكاني، فأنا لم أجد فرصة حتى الآن لأتكلم مع كفيلتي ... فأعباء البيت كثيرة، وطوال اليوم أدور بين الغرف، والمهمات لا تنتهي .
بادرتها مسرعة: الإسلام يا ماري بسيط ... لنا رب واحد ولا نعبد سواه ، ولا نرفع أيدينا لغيره .. قالت: وأنا لي رب واحد ... إنه بداخلي أشعر به لكن لا أدري كيف أصل إليه؟
وصلت السيارة، فمدت يدها لي قائلة: أرجوك ساعديني بالإجابة عن أسئلتي التي أنهكني حملها في صدري طول السنين!
نزلت مسرعة وأصابع يدي المرتجفة تعبث بأرقام الهاتف ... أختي أم عبد الله ...ماري تبحث عن الإسلام ، ومنذ وصولها وهي تتحين الفرصة لتسألك ... غدًا صباحًا توجهي بها للمركز الإسلامي ... واجمعيها بسارة بلال وستجد جوابًا لكل أسئلتها بإذن الله ....
وكان النور الذي شرح صدرها ... وكان التوحيد الذي أشرق في جنبات فؤادها ... وكان الإسلام ...
بعد أسبوع أقمت لها حفلًا لإشهار إسلامها، لتعانق أخواتها المسلمات ولتشعر أن لها هنا أهلاً.. ولنعوضها قليلاً عن أبيها وموطنها ... وكانت المفاجأة: لقد كانت ماري سببًا في إسلام الخادمة التي ترافقها في المنزل ..
أما أم عبد الله فقد ملأت الفرحة الغامرة قلبها ، ورافقتهما في رحلة للعمرة هدية لهما منها ... ولتشكر الله أن قيض هذا الخير في بيتها ... واعتذارًا له سبحانه وتعالى عن سبعة شهور مضت دون أن تنبس ولو بكلمة واحدة لخادمتها عن الإسلام .
الدعوة أمانة ...ولأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم .
إنها ماري ... رافقتني لتوصيلي من بيت أختي أم عبد الله لمنزلي .. دقائق معدودات دار خلالها حديث غير مسار حياتها .
سألتها: من أين أنت يا ماري ؟
من الفلبين ... وصلت منذ سبعة شهور ... وما جاء بي إلا رغبتي في التعرف على الإسلام بين أهله ...
واستطردت: منذ صغري أحببت رفيقات دربي حبًّا شديدًا وكن كلهن مسلمات.. كان صوتهن الشجي بتلاوة القرآن يدق باب قلبي بقوة وعنف شديدين.. ورغم حداثة سني، وحبي للنصرانية - دين آبائي وأجدادي - وحبي لعيسى عليه السلام وأمه مريم "التي سميت على اسمها" إلا أني لم أستطيع يومًا أن أرفع يدي سائلة لهما شيئًا.. حيرني طلبي من بشر مثلي، وزادت حيرتي جلسات الاعتراف التي كان ينفرد بها أبي مع القسيس في الكنيسة: كيف يبوح بأسراره لغريب؟ وكيف لهذا الغريب أن يغفر له؟
أسئلة كثيرة ...أصعبها كيف يكون الثلاثة واحدًا، وكيف يكون الواحد ثلاثة؟كم من مرة جذبت أبى من ثيابه بشدة أثناء تلاوة القداس سائلة: كيف يكون الثلاثة واحد؟ وكيف يكون الواحد ثلاثة؟ وكان يربت بيده الحنون على كتفي ليهدئ من روعي وعنفوان طفولتي، ويقول: ستفهمين عندما تكبرين ... لكنني كبرت ولم أفهم .... ولم أجد للسؤال جوابًا.....
تخرجت وتوظفت في شركة مرموقة ... لكن دافعا قويًّا في داخلي أوصلني هنا لهذا المكان، أريد أن أتعرف على الإسلام بين أهله ... ولم توقفني دموع أبي الغزيرة ... وتوسلاته بألا أبرح مكاني أو أغادر بلدتي؛ فأنا وحيدته .. وعرض علي الذهاب للمركز الإسلامي في بلدنا للتعرف على الإسلام .. لكن إصراري لم يوقفه شيء ... وجئت هنا خادمة رغم شهادتي ووظيفتي .
شدني حديثها وسارعت بسؤالها: وأين وصلت فى طريق المعرفة بعد سبعة أشهر؟
طأطأت برأسها وقالت: لم أبرح مكاني، فأنا لم أجد فرصة حتى الآن لأتكلم مع كفيلتي ... فأعباء البيت كثيرة، وطوال اليوم أدور بين الغرف، والمهمات لا تنتهي .
بادرتها مسرعة: الإسلام يا ماري بسيط ... لنا رب واحد ولا نعبد سواه ، ولا نرفع أيدينا لغيره .. قالت: وأنا لي رب واحد ... إنه بداخلي أشعر به لكن لا أدري كيف أصل إليه؟
وصلت السيارة، فمدت يدها لي قائلة: أرجوك ساعديني بالإجابة عن أسئلتي التي أنهكني حملها في صدري طول السنين!
نزلت مسرعة وأصابع يدي المرتجفة تعبث بأرقام الهاتف ... أختي أم عبد الله ...ماري تبحث عن الإسلام ، ومنذ وصولها وهي تتحين الفرصة لتسألك ... غدًا صباحًا توجهي بها للمركز الإسلامي ... واجمعيها بسارة بلال وستجد جوابًا لكل أسئلتها بإذن الله ....
وكان النور الذي شرح صدرها ... وكان التوحيد الذي أشرق في جنبات فؤادها ... وكان الإسلام ...
بعد أسبوع أقمت لها حفلًا لإشهار إسلامها، لتعانق أخواتها المسلمات ولتشعر أن لها هنا أهلاً.. ولنعوضها قليلاً عن أبيها وموطنها ... وكانت المفاجأة: لقد كانت ماري سببًا في إسلام الخادمة التي ترافقها في المنزل ..
أما أم عبد الله فقد ملأت الفرحة الغامرة قلبها ، ورافقتهما في رحلة للعمرة هدية لهما منها ... ولتشكر الله أن قيض هذا الخير في بيتها ... واعتذارًا له سبحانه وتعالى عن سبعة شهور مضت دون أن تنبس ولو بكلمة واحدة لخادمتها عن الإسلام .
الدعوة أمانة ...ولأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم .
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم