مقال الجمعة - أنا أم موسى؟؟!!.
- لا .. لا يمكن أن أسميه موسى!!
- أرجوك يا زوجتي الحبيبة ، تريثي قليلا ، إنه أول حفيد في أسرتنا ، لطالما تمنيت أن يحمل ابني اسم أبي .. براً به وقرة عين له.
- لا .. لن يكون ذلك .. أنا أم موسى ؟! هذا ما كان ينقصني!!
- وماذا في موسى ؟ إنه اسم نبي ومن أولي العزم من الرسل
- دقّة قديمة .. وأنا أريد اسم على الموضة، مستحيل أن أكون أم موسى
- أي موضة تتحدثين عنها .. سيكون بإذن الله اسمه موسى .. أبي نفسه طلبه مني ولن أرد طلبه ، وأنا بصراحة طامع برضاه وببره.
- أليس هناك طريقة أخرى .. فللبر طرق كثيرة غير الاسم .
- أرجوكِ يا زوجتي الحبيبة .. لا تفسدي علينا فرحة قدوم المولود .. أرجوك حققي لي رغبتي ولا داعي لخلق مشكلة ونحن في أوج سعادتنا بقدوم ابننا البكر... لن اسميه موسى ، وانتهى الموضوع
- ما دام انتهى .. فأنا ذاهبة لبيت أبي ... وسيكون لك معه كلام ، أنا أم موسى؟! هذا والله لن يكون.
وبذلك نشبت مشكلة زلزلت أركان بيت بأكمله على شيء أمره محسوم
نعم .. فالاسم دائما في أوله غريب وسرعان ما يتعوده اللسان ويصبح مألوفاً .. المهم النية التي يضعها المربي من وراء الاسم .فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " إنكم تدعون يوم القيامة باسمائكم وبأسماء آبائكم .. فأحسنوا أسماءكم ..."
ثم .. هل هناك أجمل وأحسن من أسماء الرسل والأنبياء؟؟ وقدم قال النبي صلى الله عليه وسلم : تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب وسرّه " فهنيئاً لطفل وطفلة يحمل اسماً لخير البشر على الاطلاق. وعندما يكبر سيسأل .. لم اخترتم لي هذه الاسم ؟؟ فتعلوا همّته ويسعد لأن اسمه على اسم نبي او صحابي او تابعي او حتى أسميناك على اسم جدك لننال بره وتقر عينه ونطمع برضاه وجميل دعائه الذي يكون لنا ولك ذخراً عند الله عز وجل
نعم .. وماذا لو حرص المرء على بر والديه او احدهما حتى لمجرد الاسم .. برّوا آباءكم تبركم أبناءكم
أهم ما يجب هو مجانبة الطفل للاسم القبيح الذي يمس كرامته ويكون مدعاة للاستهزاء به والسخرية منه ، وخصوصاً بعض المعتقدات التي بسببها يلجأ الناس الى الأسماء الخسيسة زعماً منهم بأنها سبب ليعيش الطفل، وكان صلى الله عليه وسلم يُغير الأسماء القبيحة ، غيّر اسم عاصية الى جميلة ، وحراً إلى سِلماً، وكذلك علينا مجانبة الأسماء التي لها اشتقاق من كلمات فيها تشاؤم، حتى يسلم الولد من مصيبة هذه التسمية وشؤمها ، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال :أتيت النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : ما اسمك؟
قلت : حَزْن، فقال : أنت سهل
قال : لا أغير اسماً سمانيه أبي
قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحزونة فينا بعد .
وكذلك روى الإمام مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل ما اسمك ؟ قال :جمرة، قال :ابن من ؟ قال ابن شهاب، قال : ممن ؟ قال : من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال : مجرّة النار ، قال :بأيتها؟ قال : بذات لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد هلكوا واحترقوا .
كذلك يجب تجنب الاسماء المختصة بالله سبحانه وتعالى فلا تجوز التسمية بالأحد أو بالصمد ولا بالخالق ولا بالرازق ولا بغيرها .
وفي سنن أبو داوود أن هانئاً لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة مع قومه ، كانوا يكنّونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : إن الله هو الحكم واليه الحكم، فلم تكنى بأبي الحكم ؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أحسن هذا ، فما لك من ولد؟ قال : لي شريح ومسلم وعبد الله ، فقال: من أكبرهم ؟ قال:شريح، قال : فأنت أبو شريح.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك ، لا مالك إلا الله
كما أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ وَلَا أَفْلَحُ وَلَا يَسَارٌ وَلَا نَجِيحٌ ؛ يُقَالُ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : لَا ) . وذلك خوفاً من التشاؤم والتطير ، فقد يقال : هل في البيت نافع ؟ ولا يكون الشخص موجوداً ، فيقال : لا ، فيحصل التشاؤم بأنه ليس هناك ما هو نافع
كذلك علينا تجنب الاسماء المعبدة لغير الله ، كعبد النبي وعبد الكعبة وما شابهها ، فإن التسمية بهذه محرمة بالاتفاق
وايضا الاسماء التي فيها تميّع وغرام ، حتى تتميز أمة الاسلام بشخصيتها ، وتعرف بخصائصها وذاتيتها
من السنة تكنية المولود بأبي فلان ولهذه الكنية آثار نفسية رائعة، وفوائد تربوية عظيمة فهي تنمي شعور التكريم والاحترام لديه وتنمي شخصيته الاجتماعية لاستشعاره أنه بلغ مرتبة الكبار وسن الاحترام وكذلك تعوّده آداب مخاطبة الكبار، ومن كان في سنه من الصغار.
هذه الفوائد الجليلة والاعتبارات العظيمة ، كان صلوات ربي وسلامه عليه يكني الصغار ويناديهم بها ، تعليماً للمربين وإرشاداً لهم حتى ينهجوا ويسلكوا طريقه في ذلك، فقد كان لأنس أخ صغير وكان صلى الله عليه وسلم يقول له : "يا أبا عُمير ، ما فعل النغير ؟ "والنغير هو اسم طائر
كما أذن عليه الصلاة والسلام لأمنا عائشة أن تكنى بأم عبد الله ، وهو ابن اختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عن الجميع .
وفي حال عدم اتفاق الأبوين على تسمية المولود تكون التسمية من حق الأب، فقد صرح القرآن بأن الولد ينسب لأبيه لا لأمه فيقال له فلان بن فلان
" أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله "
فما على الآباء والأمهات إلا أن ينهجوا الطريق الأقوم في تسمية أولادهم، وأن يجنبوهم الأسماء التي تحط من أقدارهم وتمس بكرامتهم وتحطم شخصياتهم ومعنوياتهم ، وعليهم كذلك أن يتأسّوا بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه في تكنية أولادهم منذ الصغر بكنية حبيبة الى قلوبهم ، لطيفة الى اسمائهم ، حتى يشعروا بشخصيتهم وتنمو في نفوسهم المحبة والتكريم لذواتهم وحتى يعتادوا الادب العالي مع من حولهم في الخطاب وملاطفة الأقران.
اللهم أعنا على حسن اختيار الاسماء لفلذات أكبادنا، وأعنا على حسن تأديبهم وارزقنا قرة العين بجعلهم أسهماً لنصرة الاسلام والمسلمين
اللهم آمين
- أرجوك يا زوجتي الحبيبة ، تريثي قليلا ، إنه أول حفيد في أسرتنا ، لطالما تمنيت أن يحمل ابني اسم أبي .. براً به وقرة عين له.
- لا .. لن يكون ذلك .. أنا أم موسى ؟! هذا ما كان ينقصني!!
- وماذا في موسى ؟ إنه اسم نبي ومن أولي العزم من الرسل
- دقّة قديمة .. وأنا أريد اسم على الموضة، مستحيل أن أكون أم موسى
- أي موضة تتحدثين عنها .. سيكون بإذن الله اسمه موسى .. أبي نفسه طلبه مني ولن أرد طلبه ، وأنا بصراحة طامع برضاه وببره.
- أليس هناك طريقة أخرى .. فللبر طرق كثيرة غير الاسم .
- أرجوكِ يا زوجتي الحبيبة .. لا تفسدي علينا فرحة قدوم المولود .. أرجوك حققي لي رغبتي ولا داعي لخلق مشكلة ونحن في أوج سعادتنا بقدوم ابننا البكر... لن اسميه موسى ، وانتهى الموضوع
- ما دام انتهى .. فأنا ذاهبة لبيت أبي ... وسيكون لك معه كلام ، أنا أم موسى؟! هذا والله لن يكون.
وبذلك نشبت مشكلة زلزلت أركان بيت بأكمله على شيء أمره محسوم
نعم .. فالاسم دائما في أوله غريب وسرعان ما يتعوده اللسان ويصبح مألوفاً .. المهم النية التي يضعها المربي من وراء الاسم .فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " إنكم تدعون يوم القيامة باسمائكم وبأسماء آبائكم .. فأحسنوا أسماءكم ..."
ثم .. هل هناك أجمل وأحسن من أسماء الرسل والأنبياء؟؟ وقدم قال النبي صلى الله عليه وسلم : تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب وسرّه " فهنيئاً لطفل وطفلة يحمل اسماً لخير البشر على الاطلاق. وعندما يكبر سيسأل .. لم اخترتم لي هذه الاسم ؟؟ فتعلوا همّته ويسعد لأن اسمه على اسم نبي او صحابي او تابعي او حتى أسميناك على اسم جدك لننال بره وتقر عينه ونطمع برضاه وجميل دعائه الذي يكون لنا ولك ذخراً عند الله عز وجل
نعم .. وماذا لو حرص المرء على بر والديه او احدهما حتى لمجرد الاسم .. برّوا آباءكم تبركم أبناءكم
أهم ما يجب هو مجانبة الطفل للاسم القبيح الذي يمس كرامته ويكون مدعاة للاستهزاء به والسخرية منه ، وخصوصاً بعض المعتقدات التي بسببها يلجأ الناس الى الأسماء الخسيسة زعماً منهم بأنها سبب ليعيش الطفل، وكان صلى الله عليه وسلم يُغير الأسماء القبيحة ، غيّر اسم عاصية الى جميلة ، وحراً إلى سِلماً، وكذلك علينا مجانبة الأسماء التي لها اشتقاق من كلمات فيها تشاؤم، حتى يسلم الولد من مصيبة هذه التسمية وشؤمها ، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال :أتيت النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : ما اسمك؟
قلت : حَزْن، فقال : أنت سهل
قال : لا أغير اسماً سمانيه أبي
قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحزونة فينا بعد .
وكذلك روى الإمام مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل ما اسمك ؟ قال :جمرة، قال :ابن من ؟ قال ابن شهاب، قال : ممن ؟ قال : من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال : مجرّة النار ، قال :بأيتها؟ قال : بذات لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد هلكوا واحترقوا .
كذلك يجب تجنب الاسماء المختصة بالله سبحانه وتعالى فلا تجوز التسمية بالأحد أو بالصمد ولا بالخالق ولا بالرازق ولا بغيرها .
وفي سنن أبو داوود أن هانئاً لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة مع قومه ، كانوا يكنّونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : إن الله هو الحكم واليه الحكم، فلم تكنى بأبي الحكم ؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أحسن هذا ، فما لك من ولد؟ قال : لي شريح ومسلم وعبد الله ، فقال: من أكبرهم ؟ قال:شريح، قال : فأنت أبو شريح.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك ، لا مالك إلا الله
كما أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ وَلَا أَفْلَحُ وَلَا يَسَارٌ وَلَا نَجِيحٌ ؛ يُقَالُ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : لَا ) . وذلك خوفاً من التشاؤم والتطير ، فقد يقال : هل في البيت نافع ؟ ولا يكون الشخص موجوداً ، فيقال : لا ، فيحصل التشاؤم بأنه ليس هناك ما هو نافع
كذلك علينا تجنب الاسماء المعبدة لغير الله ، كعبد النبي وعبد الكعبة وما شابهها ، فإن التسمية بهذه محرمة بالاتفاق
وايضا الاسماء التي فيها تميّع وغرام ، حتى تتميز أمة الاسلام بشخصيتها ، وتعرف بخصائصها وذاتيتها
من السنة تكنية المولود بأبي فلان ولهذه الكنية آثار نفسية رائعة، وفوائد تربوية عظيمة فهي تنمي شعور التكريم والاحترام لديه وتنمي شخصيته الاجتماعية لاستشعاره أنه بلغ مرتبة الكبار وسن الاحترام وكذلك تعوّده آداب مخاطبة الكبار، ومن كان في سنه من الصغار.
هذه الفوائد الجليلة والاعتبارات العظيمة ، كان صلوات ربي وسلامه عليه يكني الصغار ويناديهم بها ، تعليماً للمربين وإرشاداً لهم حتى ينهجوا ويسلكوا طريقه في ذلك، فقد كان لأنس أخ صغير وكان صلى الله عليه وسلم يقول له : "يا أبا عُمير ، ما فعل النغير ؟ "والنغير هو اسم طائر
كما أذن عليه الصلاة والسلام لأمنا عائشة أن تكنى بأم عبد الله ، وهو ابن اختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عن الجميع .
وفي حال عدم اتفاق الأبوين على تسمية المولود تكون التسمية من حق الأب، فقد صرح القرآن بأن الولد ينسب لأبيه لا لأمه فيقال له فلان بن فلان
" أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله "
فما على الآباء والأمهات إلا أن ينهجوا الطريق الأقوم في تسمية أولادهم، وأن يجنبوهم الأسماء التي تحط من أقدارهم وتمس بكرامتهم وتحطم شخصياتهم ومعنوياتهم ، وعليهم كذلك أن يتأسّوا بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه في تكنية أولادهم منذ الصغر بكنية حبيبة الى قلوبهم ، لطيفة الى اسمائهم ، حتى يشعروا بشخصيتهم وتنمو في نفوسهم المحبة والتكريم لذواتهم وحتى يعتادوا الادب العالي مع من حولهم في الخطاب وملاطفة الأقران.
اللهم أعنا على حسن اختيار الاسماء لفلذات أكبادنا، وأعنا على حسن تأديبهم وارزقنا قرة العين بجعلهم أسهماً لنصرة الاسلام والمسلمين
اللهم آمين
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم