من أذكار الصباح والمساء ،
قول : (أصبحنا وأصبح الملك لله ( وإذا أمسى قال : ( أمسينا وأمسى الملك لله ) ، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ( فإذا أمسى قال : رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ) , ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر" . رواه مسلم .
تفسير الدعاء:
"الحمد لله " الحمد هو : الثناء والمدح والتعظيم ، وهو يكون في مقابل النعمة وغيرها ، فيحمد ربنا تعالى على أفعاله وعلى صفاته كما يحمد على نعمه وآلائه والحمد بذلك اعم من الشكر لان الشكر لا يكون الا على النعمة .
"والحمد لله " معناها : ان جنس الحمد بجميع انواعه ثابت لله عز وجل وحده ، لا لغيره ، وجملة "الحمد لله " هنا قد تكون خبرية ، وقد تكون انشائية ، فلو كانت خبرية ؛ فالمعنى :دخلنا في وقت الصباح ، ودخل فيه الملك والحمد ، مختصين به سبحانه لا لأحد سواه ، ولو كانت انشائية، فالمعنى دخلنا في وقت الصباح حال كوننا متلبسين بحمد الله والثناء عليه ، وتمجيده وتعظيمه "له الملك ،وله الحمد" أعادهما لبيان الاختصاص ولتأكيد أن الملك والحمد ثابتين له وحده – جل جلاله - .
"الكسل" هو التثاقل عن فعل الطاعة مع القدرة والاستطاعة . ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير ، وهذا – والعياذ بالله – ينشأ من ضعف الايمان ، واتباع هوى النفس، والتعود على ترك الطاعات رويدا رويدا، إلى أن تصبح ثقيلة على النفس، يؤديها الانسان بصعوبة شديدة ، ومعاناة كبيرة، ويخشى على من بلغ به الحال الى هذا الحد أن يصير من المنافقين- نعوذ بالله من صفاتهم – فتأمل كيف وصفهم الله تعالى بقوله " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " (النساء142) وبقوله " ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون " (التوبة 54 ) وهذا قد أصبح حال كثير من المسلمين اليوم ،حتى انه ليأخذك العجب من نشاط أحدهم في المعصية ، أو على الأقل في فعل المباحات ، وفي المقابل تتعجب من فتوره وتراخيه اذا ما حان وقت طاعة .
فتدبر مثلا : كيف يعكف أحدهم ساعة أو تزيد لمتابعة فيلم أو تمثيلية أو مباراة للكرة وكيف تكاد نفسه تختنق ويضيق وقته ولا يجد متسعًا إذا دعي لصلاة فريضة في عشر دقائق .
وتدبر أيضا : كيف يعكف أحدهم على قراءة الصحف والمجلات اليومية والاسبوعية ، ويحرص على متابعتها أولا بأول ، ويستغرق في قراءتها الساعات الطوال ، بل ان البعض يحرص على قراءة كل صفحة ، وكل مقالة ، ور بما كل كلمة في الصحيفة، وفي المقابل تدبر حال نفس الشخص إذا قرأ المصحف، أو طلب منه أن يقرأ فيه ، تجد انه لا يصبر على قراءة صفحات قليلة ، أو حتى صفحة واحدة أحيانا ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولاقوة الا بالله .
ومما سبق يتبين لك أن الكسل الذي يتعوذ منه في الحديث ، ليس كسلا بدنيا اعتياديا ، بل هو كسل ايماني ، فقد يكون الانسان نشيطا في بدنه كحال أكثر الذين يمارسون التمرينات الرياضية لكنه كسول عند فعل الطاعة وأدائها .
" وسوء الكبر " "الكِبْرٌ" باسكان الباء : التعاظم على الناس . "الكِبَرٌ" بفتح الباء : الطعن في السن ،والهرم، والرد إلى أرذل العمر .والمعنى الثاني أظهر وأشهر مما قبله ،كما نقل الامام النووي في شرحه لصحيح مسلم عن القاضي عياض – رحمهما الله – ويؤيد هذا المعنى الثاني رواية الامام النسائي في سننه "وسوء العمر " . والمقصود من الاستعاذة من سوء الكبر ؛ ما يكون فيه من ضعف العقل ، ووهن الجسم ، وقلة الحركة والنشاط ،وما يترتب على ذلك من عد القدرة على أداء الطاعات ،والاحتياج إلى خدمة الآخرين، مما قد يكون لهذا كله أسوأ الأثر على نفسية كبير السن . وأسوأ ما في الكبر مما يخاف منه ،ويحذره المؤمن على نفسه ؛ هو سوء الخاتمة – والعياذ بالله – والتحول من الطاعة الى المعصية .
ولذلك كان السلف الصالح رحمه الله عليهم يبكون ويشتد بكاؤهم، حذرا من خاتمة السوء.
لما مرض الإمام سفيان الثوري - رحمه الله – مرض الوفاة ، دخلوا عليه يعودونه ، فوجدوه يبكي ، فقالوا : كل هذا خوفًا من الذنوب ،فأمسك تبنة من الأرض وقال : والله للذنوب أهون عندي من هذه، ولكني أبكي خوفًا من سوء الخاتمة .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول :"انما الأعمال بالخواتيم "
فطوبى لمن عصمه الله تعالى من خاتمة السوء، ووفقه عند الكبر لعمل صالح يقبضه عليه.
روى الامام الترمذي عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله فقيل : كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه
عليه " (2)
"من عذاب في النار وعذاب القبر " نَكَّر كلمة "عذاب" للشمول ،أي أعوذ بك من أي عذاب يجري عليّ، سواء في النار أو في القبر ؛ولو كان صغيرا ،وقدم ذكر النار لشدة عذابها بالنسبة الى عذاب القبر
قول : (أصبحنا وأصبح الملك لله ( وإذا أمسى قال : ( أمسينا وأمسى الملك لله ) ، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ( فإذا أمسى قال : رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ) , ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر" . رواه مسلم .
تفسير الدعاء:
"الحمد لله " الحمد هو : الثناء والمدح والتعظيم ، وهو يكون في مقابل النعمة وغيرها ، فيحمد ربنا تعالى على أفعاله وعلى صفاته كما يحمد على نعمه وآلائه والحمد بذلك اعم من الشكر لان الشكر لا يكون الا على النعمة .
"والحمد لله " معناها : ان جنس الحمد بجميع انواعه ثابت لله عز وجل وحده ، لا لغيره ، وجملة "الحمد لله " هنا قد تكون خبرية ، وقد تكون انشائية ، فلو كانت خبرية ؛ فالمعنى :دخلنا في وقت الصباح ، ودخل فيه الملك والحمد ، مختصين به سبحانه لا لأحد سواه ، ولو كانت انشائية، فالمعنى دخلنا في وقت الصباح حال كوننا متلبسين بحمد الله والثناء عليه ، وتمجيده وتعظيمه "له الملك ،وله الحمد" أعادهما لبيان الاختصاص ولتأكيد أن الملك والحمد ثابتين له وحده – جل جلاله - .
"الكسل" هو التثاقل عن فعل الطاعة مع القدرة والاستطاعة . ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير ، وهذا – والعياذ بالله – ينشأ من ضعف الايمان ، واتباع هوى النفس، والتعود على ترك الطاعات رويدا رويدا، إلى أن تصبح ثقيلة على النفس، يؤديها الانسان بصعوبة شديدة ، ومعاناة كبيرة، ويخشى على من بلغ به الحال الى هذا الحد أن يصير من المنافقين- نعوذ بالله من صفاتهم – فتأمل كيف وصفهم الله تعالى بقوله " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " (النساء142) وبقوله " ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون " (التوبة 54 ) وهذا قد أصبح حال كثير من المسلمين اليوم ،حتى انه ليأخذك العجب من نشاط أحدهم في المعصية ، أو على الأقل في فعل المباحات ، وفي المقابل تتعجب من فتوره وتراخيه اذا ما حان وقت طاعة .
فتدبر مثلا : كيف يعكف أحدهم ساعة أو تزيد لمتابعة فيلم أو تمثيلية أو مباراة للكرة وكيف تكاد نفسه تختنق ويضيق وقته ولا يجد متسعًا إذا دعي لصلاة فريضة في عشر دقائق .
وتدبر أيضا : كيف يعكف أحدهم على قراءة الصحف والمجلات اليومية والاسبوعية ، ويحرص على متابعتها أولا بأول ، ويستغرق في قراءتها الساعات الطوال ، بل ان البعض يحرص على قراءة كل صفحة ، وكل مقالة ، ور بما كل كلمة في الصحيفة، وفي المقابل تدبر حال نفس الشخص إذا قرأ المصحف، أو طلب منه أن يقرأ فيه ، تجد انه لا يصبر على قراءة صفحات قليلة ، أو حتى صفحة واحدة أحيانا ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولاقوة الا بالله .
ومما سبق يتبين لك أن الكسل الذي يتعوذ منه في الحديث ، ليس كسلا بدنيا اعتياديا ، بل هو كسل ايماني ، فقد يكون الانسان نشيطا في بدنه كحال أكثر الذين يمارسون التمرينات الرياضية لكنه كسول عند فعل الطاعة وأدائها .
" وسوء الكبر " "الكِبْرٌ" باسكان الباء : التعاظم على الناس . "الكِبَرٌ" بفتح الباء : الطعن في السن ،والهرم، والرد إلى أرذل العمر .والمعنى الثاني أظهر وأشهر مما قبله ،كما نقل الامام النووي في شرحه لصحيح مسلم عن القاضي عياض – رحمهما الله – ويؤيد هذا المعنى الثاني رواية الامام النسائي في سننه "وسوء العمر " . والمقصود من الاستعاذة من سوء الكبر ؛ ما يكون فيه من ضعف العقل ، ووهن الجسم ، وقلة الحركة والنشاط ،وما يترتب على ذلك من عد القدرة على أداء الطاعات ،والاحتياج إلى خدمة الآخرين، مما قد يكون لهذا كله أسوأ الأثر على نفسية كبير السن . وأسوأ ما في الكبر مما يخاف منه ،ويحذره المؤمن على نفسه ؛ هو سوء الخاتمة – والعياذ بالله – والتحول من الطاعة الى المعصية .
ولذلك كان السلف الصالح رحمه الله عليهم يبكون ويشتد بكاؤهم، حذرا من خاتمة السوء.
لما مرض الإمام سفيان الثوري - رحمه الله – مرض الوفاة ، دخلوا عليه يعودونه ، فوجدوه يبكي ، فقالوا : كل هذا خوفًا من الذنوب ،فأمسك تبنة من الأرض وقال : والله للذنوب أهون عندي من هذه، ولكني أبكي خوفًا من سوء الخاتمة .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول :"انما الأعمال بالخواتيم "
فطوبى لمن عصمه الله تعالى من خاتمة السوء، ووفقه عند الكبر لعمل صالح يقبضه عليه.
روى الامام الترمذي عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله فقيل : كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه
عليه " (2)
"من عذاب في النار وعذاب القبر " نَكَّر كلمة "عذاب" للشمول ،أي أعوذ بك من أي عذاب يجري عليّ، سواء في النار أو في القبر ؛ولو كان صغيرا ،وقدم ذكر النار لشدة عذابها بالنسبة الى عذاب القبر
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم