ثالثا: تعامل المسلم المبتلى بالمعاصي:
إذا ابتلي المسلم بارتكاب المعاصي أيّا كان نوعها فإن عليه القيام بالخطوات الآتية:
1.الحياء من اللّه عز وجل والعفة عن محارمه:
على المبتلى بالمعصية أن يتيقّن بأن هذه الدنيا وما فيها من ملذات هي بالقطع إلى زوال.( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) .
وأن الإنسان لا ينفعه يوم القيامة سوى أن يأتي اللّه بقلب سليم، قال تعالى في وصف هذا اليوم: ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ...
ولا تتم سلامة القلب حتى يسلم من خمسة أشياء:
- من شرك يناقض التوحيد
- وبدعة تخالف السنة
- وشهوة تخالف الأمر
- وغفلة تناقض الذكر
- وهوى نفس يناقض التجرد من شهوات الدنيا
وهذه الخمسة حجب عن اللّه تعالى لا بد للمسلم من التخلص منها بالاستعانة باللّه- عز وجل-
2. استحضار العقوبة (الخوف- الخشية- الرهبة):
على العاصي أن يضع نصب عينيه أنه لن يفلت من العقاب، ( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)،
وأن هذا العقاب قد يعاجله في الدنيا فتكون معيشته ضنكا ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) ،
ويرسل عليه أنواعا أخرى من الهموم والبلايا ما يجعله في نكد دائم وحزن مستمر، قال تعالى: ( كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ).
ولكي يدفع عن نفسه هذه العقوبة فليعلم أن المؤمن إذا فعل سيئة فإن ...
عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:(
1) أن يتوب فيتوب اللّه عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «1».
(2) أن يستغفر فيغفر له.
(3) أن يعمل حسنات تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ «2».
(4) أن يدعو له إخوانه المؤمنون، ويستغفرون له حيّا أو ميّتا.
(5) أن يهدوا له من ثواب أعمالهم ما ينفعه اللّه به.
(6) أن يشفع له نبيه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
(7) أن يبتليه اللّه تعالى في الدنيا بمصائب تكفّر عنه.
( أن يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفّر بها عنه.
(9) أن يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفّر به عنه.
(10) أن يرحمه أرحم الراحمين «3».
3.الإقلاع الفوري عن الذنوب والمعاصي،
ورد المظالم إلى أهلها، والاعتذار عن الإساءات والإهانات التي يكون قد آذى بها غيره، وأول ذلك اجتناب الكبائر، قال تعالى: ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً ) .
وقال سبحانه: ( إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً).
والابتعاد عن أماكن وأسباب وقوعها وعوامل إثارتها كالصحبة السيئة
4.الاستغفار والتوبة:
بعد الإقلاع عن المعاصي ورد المظالم والإهانات، يأتي الاستغفار وعليه أن يتحلّى بصفتي العفو والصفح لأن ذلك مجلبة لمغفرة اللّه تعالى مصداقا لقوله تعالى:
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، وعليه أيضا بالذكر فإنه من موجبات الرحمة وغفران الذنوب، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
5.الثقة برحمة اللّه تعالى وسعة عفوه:
لقد كتب اللّه على نفسه الرحمة بقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) ، وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعا مصداق ذلك قوله تعالى:
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )،
ويذكرنا ربنا بهذه الرحمة الواسعة في كل صلاة، بل في كل ركعة مرتين: الأولى في البسملة ، والثانية في قوله سبحانه: ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
6. جهاد الشيطان واتخاذه عدوّا:
على المسلم بعد إقلاعه عن الذنب وتوبته واستغفاره أن يحصن مواقعه حتى لا يخترقها عدوه اللدود وهو الشيطان،قال سبحانه: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ )، وعليه أن يعلم بأن هذا العدو اللعين يتخذ من الحيل والأساليب ما يجعله يرتدي ثياب الصديق لإيقاعه
يقول ابن القيم- رحمه اللّه- علّم اللّه سبحانه عباده كيفية هذه الحرب وذلك الجهاد فجمعها لهم في أربع كلمات فقال:
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ،
قال: والمرابطة هنا لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، ولزوم ثغر العين والأذن واللسان والبطن واليد والرجل، وعلى المسلم ألّا يخلي هذه الثغور فيصادف الشيطان منها ثغرا خاليا فيدخل منه
ولا شك في أن الاستعاذة باللّه عز وجل من هذا الشيطان هي من أقوى الأسلحة التي يحصن بها المسلم نفسه من هذا العدو لأن معناها الاعتصام باللّه تعالى واللجوء إليه لدرء شر ذلك الشيطان الرجيم، قال تعالى:
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )
7.جهاد النفس وتزكيتها:
اعلم أن النفس مجبولة على اتباع الشهوات ولا تزال على ذلك إلا أن يبهرها نور الإيمان، يقول اللّه تعالى في سورة يوسف عليه السلام : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )
فكلما هاجت داعية نفسه إلى شهوات جسدية أو أهواء نفسية محرمة لجأ إلى اللّه وتذكر جلال اللّه وعظمته وما أعد للمطيعين من ثواب وللعصاة من عذاب فانقدح من قلبه وعقله خاطر يدمغ خاطر الباطل فيصير كأن لم يكن شيئا مذكورا.
أما تزكية النفس... فيعني التطهر من الأدناس والسمو عن النقائص، وهي بذلك تأخذ عند اللّه حظها من الرضوان وعند الناس حظها من الكرامة وقد وعد اللّه عز وجل بالفلاح من زكّى نفسه فقال: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها )
" يتبع : تعامل المسلم المبتلى بالطاعات"1.الحياء من اللّه عز وجل والعفة عن محارمه:
على المبتلى بالمعصية أن يتيقّن بأن هذه الدنيا وما فيها من ملذات هي بالقطع إلى زوال.( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) .
وأن الإنسان لا ينفعه يوم القيامة سوى أن يأتي اللّه بقلب سليم، قال تعالى في وصف هذا اليوم: ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ...
ولا تتم سلامة القلب حتى يسلم من خمسة أشياء:
- من شرك يناقض التوحيد
- وبدعة تخالف السنة
- وشهوة تخالف الأمر
- وغفلة تناقض الذكر
- وهوى نفس يناقض التجرد من شهوات الدنيا
وهذه الخمسة حجب عن اللّه تعالى لا بد للمسلم من التخلص منها بالاستعانة باللّه- عز وجل-
2. استحضار العقوبة (الخوف- الخشية- الرهبة):
على العاصي أن يضع نصب عينيه أنه لن يفلت من العقاب، ( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)،
وأن هذا العقاب قد يعاجله في الدنيا فتكون معيشته ضنكا ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) ،
ويرسل عليه أنواعا أخرى من الهموم والبلايا ما يجعله في نكد دائم وحزن مستمر، قال تعالى: ( كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ).
ولكي يدفع عن نفسه هذه العقوبة فليعلم أن المؤمن إذا فعل سيئة فإن ...
عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:(
1) أن يتوب فيتوب اللّه عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «1».
(2) أن يستغفر فيغفر له.
(3) أن يعمل حسنات تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ «2».
(4) أن يدعو له إخوانه المؤمنون، ويستغفرون له حيّا أو ميّتا.
(5) أن يهدوا له من ثواب أعمالهم ما ينفعه اللّه به.
(6) أن يشفع له نبيه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
(7) أن يبتليه اللّه تعالى في الدنيا بمصائب تكفّر عنه.
( أن يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفّر بها عنه.
(9) أن يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفّر به عنه.
(10) أن يرحمه أرحم الراحمين «3».
3.الإقلاع الفوري عن الذنوب والمعاصي،
ورد المظالم إلى أهلها، والاعتذار عن الإساءات والإهانات التي يكون قد آذى بها غيره، وأول ذلك اجتناب الكبائر، قال تعالى: ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً ) .
وقال سبحانه: ( إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً).
والابتعاد عن أماكن وأسباب وقوعها وعوامل إثارتها كالصحبة السيئة
4.الاستغفار والتوبة:
بعد الإقلاع عن المعاصي ورد المظالم والإهانات، يأتي الاستغفار وعليه أن يتحلّى بصفتي العفو والصفح لأن ذلك مجلبة لمغفرة اللّه تعالى مصداقا لقوله تعالى:
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، وعليه أيضا بالذكر فإنه من موجبات الرحمة وغفران الذنوب، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
5.الثقة برحمة اللّه تعالى وسعة عفوه:
لقد كتب اللّه على نفسه الرحمة بقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) ، وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعا مصداق ذلك قوله تعالى:
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )،
ويذكرنا ربنا بهذه الرحمة الواسعة في كل صلاة، بل في كل ركعة مرتين: الأولى في البسملة ، والثانية في قوله سبحانه: ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
6. جهاد الشيطان واتخاذه عدوّا:
على المسلم بعد إقلاعه عن الذنب وتوبته واستغفاره أن يحصن مواقعه حتى لا يخترقها عدوه اللدود وهو الشيطان،قال سبحانه: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ )، وعليه أن يعلم بأن هذا العدو اللعين يتخذ من الحيل والأساليب ما يجعله يرتدي ثياب الصديق لإيقاعه
يقول ابن القيم- رحمه اللّه- علّم اللّه سبحانه عباده كيفية هذه الحرب وذلك الجهاد فجمعها لهم في أربع كلمات فقال:
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ،
قال: والمرابطة هنا لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، ولزوم ثغر العين والأذن واللسان والبطن واليد والرجل، وعلى المسلم ألّا يخلي هذه الثغور فيصادف الشيطان منها ثغرا خاليا فيدخل منه
ولا شك في أن الاستعاذة باللّه عز وجل من هذا الشيطان هي من أقوى الأسلحة التي يحصن بها المسلم نفسه من هذا العدو لأن معناها الاعتصام باللّه تعالى واللجوء إليه لدرء شر ذلك الشيطان الرجيم، قال تعالى:
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )
7.جهاد النفس وتزكيتها:
اعلم أن النفس مجبولة على اتباع الشهوات ولا تزال على ذلك إلا أن يبهرها نور الإيمان، يقول اللّه تعالى في سورة يوسف عليه السلام : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )
فكلما هاجت داعية نفسه إلى شهوات جسدية أو أهواء نفسية محرمة لجأ إلى اللّه وتذكر جلال اللّه وعظمته وما أعد للمطيعين من ثواب وللعصاة من عذاب فانقدح من قلبه وعقله خاطر يدمغ خاطر الباطل فيصير كأن لم يكن شيئا مذكورا.
أما تزكية النفس... فيعني التطهر من الأدناس والسمو عن النقائص، وهي بذلك تأخذ عند اللّه حظها من الرضوان وعند الناس حظها من الكرامة وقد وعد اللّه عز وجل بالفلاح من زكّى نفسه فقال: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها )
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم