2- ابتلاء الضراء - الجزء الثاني
أشكال ابتلاء الضراء :)
1) الابتلاء بالعلم والدين
قد يبتلينا الله بالسراء أولا كالعلم مثلا فإذا لم ننجح بالإمتحان ابتلانا بالضراء ليربينا ويعيدنا إلى الصراط المستقيم.
قال عليه الصلاة والسلام : ((مثل ما بعثني الله به من الهدى (الدلالة) والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نقية (نقية سهلة) قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب (الأراضي الصلبة تحتفظ بالماء) أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً (جاءه العلم فلم يحفظه ولم يعمل به ولم ينقله إلى غيره )، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) . ( رواه البخاري)
يقول ابن القيم : الابتلاءات هي سياط الرحمة
قصة وفد اليمن :
وقدم عليه صلى الله عليه وسلم وفد من اليمن قد ساقوا معهم ما فضل عن فقرائهم من صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فيجيبهم ، وكانوا خلفوا غلاما على رحالهم هو أحدثهم سنا قال صلى الله عليه وسلم " أرسلوه إلينا " فلما رجعوا إلى رحالهم قالوا للغلام انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض حاجتك منه فإنا قد قضينا حوائجنا منه وودعناه فأقبل الغلام وطلب من النبي أن يضي له حاجته، قال " وما حاجتك ؟ " قال إن حاجتي ليست كحاجة أصحابي وإن كانوا قدموا راغبين في الإسلام وساقوا ما ساقوا من صدقاتهم وإني والله ما أعملني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني وأن يجعل غناي في قلبي ، فدعا له ( اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه )، ثم رجع الوفد إلى أهليهم ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم بمنى سنة عشر فقالوا : نحن بنو أبذى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل الغلام الذي أتاني معكم ؟ قالوا : يا رسول الله ما رأينا مثله قط ولا حدثنا بأقنع منه بما رزقه الله لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحمد لله إني لأرجو أن يموت جميعا) فقال رجل منهم أو ليس يموت الرجل جميعا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعل أجله أن يدركه في بعض تلك الأودية فلا يبالي الله عز وجل في أيها هلك) قالوا : فعاش ذلك الغلام فينا على أفضل حال وأزهده في الدنيا وأقنعه بما رزق فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام قام في قومه فذكرهم الله والإسلام فلم يرجع منهم أحد .
2)الابتلاء بالمرض
هي نعمة سلبت وضراء تريد التخلص منها .
فألم البدن يُضعف النفس، فيجد الشيطان له مدخلاً وتتدخل النفس الأمارة بالسوء ، ليدخل الإنسان في مجال التعلق بالأسباب أو الشعوذة ... حتى يصل بالمرض إلى الشرك .
شئل شيخ الاسلام عن ابتلاء الضراء : هل هي كفارات أم رفع درجات ؟
فقال : الأصل أنها كفارات للخطايا حتى لو لم يحتسبها الشخص المبتلى بشرط ألا يكون قد تسخّط وحوّلها إلى معصية. بالطبع فإن كل ما يصيب الإنسان من الضراء هو كفارة للصغائر فقط أما الكبائر فليس لها إلا التوبة النصوح.
أما عن كونها ترفع الدرجات ... نعم ، إذا صبر واحتسب.
* أكثر دعاء العباد يكون في الضراء فهم ينسون عند السراء أن يدعوا بعدم زوال النعمة إضافة إلى الحمد والشكر عليها.
حقيقة التوكل
مثال : ابتلاء المرض ... غير المؤمن يريد أن يتحول عنه المرض ، أما المؤمن يريد أن يحول الله عنه المرض.
حقيقة التـوكل = اعتقـاد + اعتماد + أخـذ بالأسبـاب + تفويض --> رضى عن الله
الاعتقاد : محله القلب = (محبة = كمال التعلق بالله)+ (تعظيم = كما الذل والانكسار لله)
أخذ بالاسباب : مصدر خطر على حياة المؤمن
اسأل الله أن يسبب لك الأسباب ، اسباب الهداية دون تحديد لسبب معين
مثال : مرض ، فقر ، خوف ...
إذا كان مرضاً ... نعدو الله باسمه الشافي، الرحيم، المغيث، القدير، الرافع، الحكيم، اللطيف، العزيز، الرزاق ....
فكلما ازددت علماً تجد نفسك عند الابتلاء أكثر تعلقاً بالله.
عند الأخذ بالأسباب ... اسأل الله أن 1
1.يسبب لك الأسباب
2.ثم ينقعك بها، فالأسباب بذاتها غير مؤثرة ، إنما الله ينفعك بها.
3.أن تؤتي ثمارها ، فقد يصرف الله عن ابنك الصحبة السيئة ولكن لا يهديه ، أو قد تتخلص من الألم ولكن لا تشفى من المرض
الأسباب نوعان:
•اسباب شرعية --- ذكرت في القرآن والسنة، مثل: الرقية، العسل، ماء زمزم...
•أسباب قدرية كونية --- ثبتت علمياً ، حسياً ، مثل الدواء ويخرج من هذا ما ثبت عقلياً مثل الإيحاء
كيف يتسلل الشيطان إلى النفس من خلال هذه المسألة؟
بأن يدفع الإنسان إلى التوكل على الأسباب ، مثل الدواء أو الطبيب عند التداوي ، أو على صاحب العمل في الرزق ...
الاعتماد
إما أن يعتمد العبد على رب العالمين ( ربّ الأسباب) ، أو يعتمدون على الأسباب،
والناس في ذلك على ثلاثة :
- قسم من الناس تتعلق قلوبهم بالأسباب فيصرفون للأسباب ما هو حق لله ، فيكونوا قد دخلوا في الشرك الأكبر.
- وقسم يعتقد بأن الله هو رب الأسباب ولكن الدواء يشفي أيضاً ، فقد دخل في الشرك الأصغر.
- وقسم عرف بأن الدواء ما هو إلا سبباً قدّره الله ليشفي المريض ، وهؤلاء هم الموحدون المعتمدون على الله.
سيدنا ابراهيم ( إمام المتوكلين) ...
كان إبراهيمَ عليه الصلاة متوكّلاً على الله حقّ توكله، فلمّا وضعوه عليه السلام في كفّة المنجنيق مُقيّدًا مكتوفًا وألقوه منه إلى وسط النار قال "حسبنا الله ونِعم الوكيل" كما روى ذلك البخاريُّ عن ابن عباس.
فلم تحرقه النارُ ولم تصبه بأذى ولا ثيابه، لأن النار لا تحرقُ بذاتها وطبعها وإنما الله يَخلقُ الإحراقَ فيها، قال الله ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} سورة الأنبياء.
فكانت هذه النار الهائلة العظيمة بَردًا وسلامًا على إبراهيم فلم تحرقه ولم تحرق ثيابه. وقيل: لم تحرق سوى وِثاقه الذي وثقوا وربطوا به إبراهيم عليه السلام. ويُروى عن بعض السلف أن جبريل عليه السلام عرض له في الهواء فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا.
واتضحت ثمرة توكله هذا لما خبا سَعيرُ هذه النار العظيمة وانقشع دخانها ، وجدوا إبراهيمَ سليمًا معافى لم يصبه أيُّ أذى.
" يتبع : 3-الابتلاء بالطاعة "
أشكال ابتلاء الضراء :)
1) الابتلاء بالعلم والدين
قد يبتلينا الله بالسراء أولا كالعلم مثلا فإذا لم ننجح بالإمتحان ابتلانا بالضراء ليربينا ويعيدنا إلى الصراط المستقيم.
قال عليه الصلاة والسلام : ((مثل ما بعثني الله به من الهدى (الدلالة) والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نقية (نقية سهلة) قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب (الأراضي الصلبة تحتفظ بالماء) أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً (جاءه العلم فلم يحفظه ولم يعمل به ولم ينقله إلى غيره )، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) . ( رواه البخاري)
يقول ابن القيم : الابتلاءات هي سياط الرحمة
قصة وفد اليمن :
وقدم عليه صلى الله عليه وسلم وفد من اليمن قد ساقوا معهم ما فضل عن فقرائهم من صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فيجيبهم ، وكانوا خلفوا غلاما على رحالهم هو أحدثهم سنا قال صلى الله عليه وسلم " أرسلوه إلينا " فلما رجعوا إلى رحالهم قالوا للغلام انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض حاجتك منه فإنا قد قضينا حوائجنا منه وودعناه فأقبل الغلام وطلب من النبي أن يضي له حاجته، قال " وما حاجتك ؟ " قال إن حاجتي ليست كحاجة أصحابي وإن كانوا قدموا راغبين في الإسلام وساقوا ما ساقوا من صدقاتهم وإني والله ما أعملني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني وأن يجعل غناي في قلبي ، فدعا له ( اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه )، ثم رجع الوفد إلى أهليهم ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم بمنى سنة عشر فقالوا : نحن بنو أبذى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل الغلام الذي أتاني معكم ؟ قالوا : يا رسول الله ما رأينا مثله قط ولا حدثنا بأقنع منه بما رزقه الله لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحمد لله إني لأرجو أن يموت جميعا) فقال رجل منهم أو ليس يموت الرجل جميعا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعل أجله أن يدركه في بعض تلك الأودية فلا يبالي الله عز وجل في أيها هلك) قالوا : فعاش ذلك الغلام فينا على أفضل حال وأزهده في الدنيا وأقنعه بما رزق فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من رجع من أهل اليمن عن الإسلام قام في قومه فذكرهم الله والإسلام فلم يرجع منهم أحد .
2)الابتلاء بالمرض
هي نعمة سلبت وضراء تريد التخلص منها .
فألم البدن يُضعف النفس، فيجد الشيطان له مدخلاً وتتدخل النفس الأمارة بالسوء ، ليدخل الإنسان في مجال التعلق بالأسباب أو الشعوذة ... حتى يصل بالمرض إلى الشرك .
شئل شيخ الاسلام عن ابتلاء الضراء : هل هي كفارات أم رفع درجات ؟
فقال : الأصل أنها كفارات للخطايا حتى لو لم يحتسبها الشخص المبتلى بشرط ألا يكون قد تسخّط وحوّلها إلى معصية. بالطبع فإن كل ما يصيب الإنسان من الضراء هو كفارة للصغائر فقط أما الكبائر فليس لها إلا التوبة النصوح.
أما عن كونها ترفع الدرجات ... نعم ، إذا صبر واحتسب.
* أكثر دعاء العباد يكون في الضراء فهم ينسون عند السراء أن يدعوا بعدم زوال النعمة إضافة إلى الحمد والشكر عليها.
حقيقة التوكل
مثال : ابتلاء المرض ... غير المؤمن يريد أن يتحول عنه المرض ، أما المؤمن يريد أن يحول الله عنه المرض.
حقيقة التـوكل = اعتقـاد + اعتماد + أخـذ بالأسبـاب + تفويض --> رضى عن الله
الاعتقاد : محله القلب = (محبة = كمال التعلق بالله)+ (تعظيم = كما الذل والانكسار لله)
أخذ بالاسباب : مصدر خطر على حياة المؤمن
اسأل الله أن يسبب لك الأسباب ، اسباب الهداية دون تحديد لسبب معين
مثال : مرض ، فقر ، خوف ...
إذا كان مرضاً ... نعدو الله باسمه الشافي، الرحيم، المغيث، القدير، الرافع، الحكيم، اللطيف، العزيز، الرزاق ....
فكلما ازددت علماً تجد نفسك عند الابتلاء أكثر تعلقاً بالله.
عند الأخذ بالأسباب ... اسأل الله أن 1
1.يسبب لك الأسباب
2.ثم ينقعك بها، فالأسباب بذاتها غير مؤثرة ، إنما الله ينفعك بها.
3.أن تؤتي ثمارها ، فقد يصرف الله عن ابنك الصحبة السيئة ولكن لا يهديه ، أو قد تتخلص من الألم ولكن لا تشفى من المرض
الأسباب نوعان:
•اسباب شرعية --- ذكرت في القرآن والسنة، مثل: الرقية، العسل، ماء زمزم...
•أسباب قدرية كونية --- ثبتت علمياً ، حسياً ، مثل الدواء ويخرج من هذا ما ثبت عقلياً مثل الإيحاء
كيف يتسلل الشيطان إلى النفس من خلال هذه المسألة؟
بأن يدفع الإنسان إلى التوكل على الأسباب ، مثل الدواء أو الطبيب عند التداوي ، أو على صاحب العمل في الرزق ...
الاعتماد
إما أن يعتمد العبد على رب العالمين ( ربّ الأسباب) ، أو يعتمدون على الأسباب،
والناس في ذلك على ثلاثة :
- قسم من الناس تتعلق قلوبهم بالأسباب فيصرفون للأسباب ما هو حق لله ، فيكونوا قد دخلوا في الشرك الأكبر.
- وقسم يعتقد بأن الله هو رب الأسباب ولكن الدواء يشفي أيضاً ، فقد دخل في الشرك الأصغر.
- وقسم عرف بأن الدواء ما هو إلا سبباً قدّره الله ليشفي المريض ، وهؤلاء هم الموحدون المعتمدون على الله.
سيدنا ابراهيم ( إمام المتوكلين) ...
كان إبراهيمَ عليه الصلاة متوكّلاً على الله حقّ توكله، فلمّا وضعوه عليه السلام في كفّة المنجنيق مُقيّدًا مكتوفًا وألقوه منه إلى وسط النار قال "حسبنا الله ونِعم الوكيل" كما روى ذلك البخاريُّ عن ابن عباس.
فلم تحرقه النارُ ولم تصبه بأذى ولا ثيابه، لأن النار لا تحرقُ بذاتها وطبعها وإنما الله يَخلقُ الإحراقَ فيها، قال الله ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} سورة الأنبياء.
فكانت هذه النار الهائلة العظيمة بَردًا وسلامًا على إبراهيم فلم تحرقه ولم تحرق ثيابه. وقيل: لم تحرق سوى وِثاقه الذي وثقوا وربطوا به إبراهيم عليه السلام. ويُروى عن بعض السلف أن جبريل عليه السلام عرض له في الهواء فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا.
واتضحت ثمرة توكله هذا لما خبا سَعيرُ هذه النار العظيمة وانقشع دخانها ، وجدوا إبراهيمَ سليمًا معافى لم يصبه أيُّ أذى.
" يتبع : 3-الابتلاء بالطاعة "
الخميس 2 نوفمبر 2017 - 12:09 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (10)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:34 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (8) - (9)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:30 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (6) - (7)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:24 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (5)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 23:22 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (4)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:44 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (3)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:43 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (2)
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:41 من طرف أم رنيم
» سؤال وجواب في فقه الصلاة (1 )
السبت 18 أكتوبر 2014 - 18:39 من طرف أم رنيم